يؤدى الاضطراب وعدم الاستقرار في الأسواق إلى نشأة فرص دمج واستحواذ وهو المتوقع حدوثه في سوق التأمين العالمى قبل نهاية العام الحالى بحسب خبراء متخصصون، بسبب الاضطرابات الاقتصادية التى يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا.ويتطلب ذلك اتباع طرق جديدة وعدم استخدام إستراتيجية النمو وسط الظروف المتقلبة باستخدام الأنظمة العادية ومن عمليات الاستحواذ والدمج والتحالفات والاستثمارات.وقال اتحاد التأمين المصرى في مذكرة بحثية جديدة إن المساحة لا تزال متوافرة في قطاع التأمين للعديد من عمليات الدمج والاستحواذ فبعض كبرى شركات التأمين تدفع مبالغ زائدة عن عمد، لإخراج شركات التأمين الواعدة من السوق ودمجها في مؤسساتها قبل أن تتحول إلى منافسين لها، بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات التأمين بشكل متزايد على بناء أذرع استثمارية تسمح لها بركوب موجة الابتكار والاستفادة من فوائد الأفكار الجديدة، لكن من المتوقع أن تتحرك شركات التأمين التى تفكر في عمليات الدمج والاستحواذ بحذر، حيث تعتبر حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد وسعر الفائدة والأسواق المالية سببا في تباطؤ النشاط في السوق، ومع ذلك، ستستمر الشركات في النظر إلى التحالفات والاستثمارات وعمليات الاستحواذ على أنها خيارات جذابة لتسريع عملية النمو.وأضافت المذكرة، أن الشركات التى تتطلع إلى الاستفادة من فرص الدمج والاستحواذ القيام بعدة خطوات متمثلة في تحديد قدرة الشركة بدقة بشأن قبول الأعمال والإخطار وتطوير أو تعزيز القدرات مع تطوير دليل عمليات الدمج والاستحواذ وتنظيم فريق من المستشارين الداخليين والخارجيين للعمل في عمليات الدمج والاستحواذ وتحقيق مبدأ العناية الواجبة حتى تتمكن الشركة من الاستجابة السريعة عند ظهور فرص الدمج والاستحواذ.أما بالنسبة للشركات المستحوذة، فعليها السعى للاتصال بالشركات المستهدفة، وإنشاء علاقات على المستوى التنفيذي، وإبداء الاهتمام بالصفقات المحتملة، وأن تقوم بتوسيع نظراتهم إلى ما هو أبعد من الجانب المالى لعملية الدمج أو الاستحواذ، ليشمل الآثار المترتبة: أى الشركتين سيتولى الإدارة؟ ما التغييرات التنظيمية والتشغيلية التى قد تكون مطلوبة لاستيعاب الأشخاص والعمليات والتقنيات الجديدة؟ كيف يمكن للشركة المندمجة حديثًا الاحتفاظ بأفضل الموظفين الأكفاء والحفاظ على بيئة تساعد على النمو وتحقيق المزيد من الأرباح؟وأضاف الاتحاد أنه عندما تفكر شركات التأمين في عمليات الدمج والاستحواذ لتحقيق النمو المالى والتوسع الجغرافى وتعزيز قدرتها التنافسية، هناك بعض الخطوات التى يجب على الإدارة العليا اتخاذها للعثور على النوع الصحيح من الصفقات وضمان نتيجة إيجابية، كما هو الحال مع شركات التأمين والتى تخضع للتدقيق الشديد مثل «الشروط الرقابية- تقييم وكفاية الاحتياطيات- هيكل المحفظة الاستثمارية- إدارة الاكتتاب والمطالبات- إعادة التأمين»، فإنه بنفس المبدأ يجب بذل العناية الواجبة الدقيقة لجميع معاملات الدمج والاستحواذ لضمان نجاح الصفقة.يقول علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين، إن ما تمر به السوق حاليا من أزمة عالمية وركود عالمى ناتج عن العواقب التى تبعت وباء «كوفيد- ١٩»، سيتطلب قدرًا كبيرا من الخطوات والأفكار للنجاة من الأزمة وتعجيل التعافى وإعادة انتعاش السوق مرة أخرى وتجربة طرق جديدة ومبتكرة لتقليل العواقب على قدر الإمكان.وأضاف أنه يجب على شركات التأمين التى تتطلع إلى تبسيط العمليات التقليدية وإدخال ابتكارات قد تميزها في طريقة تعاملها مع العملاء أن تفكر في التعاون مع شركات التأمين التكنولوجى الناشئة أو حتى الاستحواذ عليها وعلى الجانب الآخر يمكن أن تستفيد شركات التأمين التكنولوجى الناشئة من الخبرة السوقية للشركات الكبيرة ورأس المال وإقرار علامة تجارية، فمهما كانت عملية الدمج والاستحواذ أو المدة التى تستغرقها، فإن أهم شيء هو أن تذكر أن الأولوية هى شركتك الخاصة، إن جعلها أفضل هو السبب في قيامك بعمليات الدمج والاستحواذ في المقام الأول، لذا فإن إهمال العمليات اليومية لشركتك لصالح عقد الصفقات يتعارض مع الهدف الذى تحاول تحقيقه في المقام الأول، كما يجب النظر والأخذ في الاعتبار الضوابط الرقابية التى تفرضها الهيئة العامة للرقابة المالية في ضوء عمليات الدمج والاستحواذ «على سبيل المثال ضوابط هيئة العامة للرقابة المالية بشأن الاستحواذ على شركات سمسرة وإدارة صناديق ٢٠١٦».