الشارقة: أوميد عبد الكريم إبراهيم عنوان رواية «قاف قاتل سين سعيد» للكاتب عبد الله البصيص؛ الصادرة لأول مرة عن دار «روايات» للنشر والتوزيع نهاية عام 2019؛ يوحي بأنها رواية بوليسية للوهلة الأولى؛ إلا أن الكاتب نفسه يؤكد أنها ليست كذلك، وأن المَشاهد التي تكتنفها الجريمة، الضحايا، الغموض والتحقيقات كانت البداية التي تعمَّد اختيارها لروايته التي تتطلب من القارئ التمعن فيها؛ لفكِّ رموزها وفهم سجالاتها الداخلية؛ حيث يحاول الكاتب التحليق مع قرّائه صوبَ عوالم متشابهة الأقدار، ومرتبطة ببعضها.تدور أحداث الرواية حول محقق اسمه «ماجد» يقودُ اكتشافه للغز مقتل إحدى شخصيات الرواية إلى كسر الرتابة التي كانت تعتري حياته، ومن ثم يبدأ رحلة الكشف عن خيوط الجريمة، ويسعى الكاتب في روايته إلى تسليط الضوء على أهمية المهارات البصرية التي تعين الإنسان على كشف الخيوط غير المرئية وسط مختلف أشكال التوليفات الحياتية المتشابكة، ويؤكد أن الإلهام هو بداية أية فكرة؛ في حين تعتمد أمور أخرى على المهارات الشخصية.يصف أحد القرّاء إعجابه الشديد بالرواية والكاتب على حدٍّ سواء، فيقول: إنها «رواية تعبر عن الحدث وشجن الذكريات والعواطف البريئة. إنها من الروايات التي تُقرأ على مهل وتتوق النفس لقراءتها ثانية. لكَ أن تتخيل عزيزي القارئ أن أحداثها عندما انتهت؛ زارتني في أحلامي تأثراً، فهي لم تنتهِ مني».يتحدث قارئ آخر عن الرواية قائلاً: إن «هذه الرواية بالتحديد عبرت كل القوالب التقليدية؛ حيث تجد فيها الجانب النفسي والعاطفي المربك، والخيال والواقع وأجواء البيئة العربية بشكل عام؛ تشعر بأن الرواية مرسومة ومكتوبة بعناية بالغة. لستُ مندهشاً من قوة الكتابة لدى الكاتب هنا، فروايته السابقة (طعم الذئب) كانت كافية كي تعرفني به؛ لقد دخلت إلى هذه الرواية بسقف طموحات عالٍ، وعلى الرغم من ذلك لم تخب توقعاتي؛ بل على العكس؛ فربما وجدت ما هو أكثر من ذلك».«بمجرد أن تبدأ بقراءة الرواية ستجد نفسك قد دخلت إلى متاهة جميلة مصنوعة بإحكام»؛ بهذه العبارة يبدأ أحد القرّاء حديثه عن الرواية، ويصفها قائلاً: إن «ألوانها مريحة للعين، فتبحث مع الكاتب عن الأصول والمعطيات، وتشاركه همومه وهواجسه، وتشعر بأنك أنت من كتب الرواية، ولستَ مجرد قارئ لها. لغتها جميلة سلسة؛ مع رسم ممتاز للشخصيات وتوصيف متقن للمشاهد والأحداث، وعمق نفسي وهموم كاتب بوطنه وأحداثه العظام؛ لتخرج إلينا رواية هي من أجمل ما قرأت مؤخراً».على النسق ذاته يؤكد أحد القرّاء أن «الكاتب أبدع في إيحائي بأنني في قلب الأحداث، وموجود هناك بالقرب من الأبطال، وأرى الأحداث بعيني، وأشاهد الأبطال في بيوتهم، والأطفال في الشارع يلعبون ويمرحون، ويكيدون المكائد، ويتشاجرون ويتخاصمون، ويتصالحون. الرواية ليست سهلة؛ إنها عميقة وفلسفية، ولكنها رائعة»، وهو ما يؤكده قارئ آخر بالقول: إن «هذه الرواية ستظل طويلاً علامة مهمة في عالم الروايات العربية؛ ليس فقط لقوة اللغة أو لجمال الحبكة وجودة الشخصيات، وإنما لموضوعها الاستثنائي الذي اقتنصه الكاتب من بحر واقعنا».
مشاركة :