قطط منزل همينغواي تجتذب السياح أكثر من قصصه | | صحيفة العرب

  • 9/4/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يجتذب منزل الكاتب الأميركي إرنست همينغواي الحائز على جائزة نوبل للآداب بفضل روايته “الشيخ والبحر”، السياح المحلّيين الذين يزورون جزيرة كي ويست، الواقعة ضمن أرخبيل كيز بولاية فلوريدا، لكن ليس لاهتمامهم بتاريخ الكاتب بل بسبب فضولهم لمشاهدة الهررة ذات الأصابع الستة التي تقيم في المنزل وتعامل هناك معاملة الملوك. كي ويست (الولايات المتحدة) - رغم غياب السياح الأجانب بسبب جائحة كوفيد – 19 عن زيارة البيت الذي عاش فيه الكاتب الأميركي إرنست همينغواي في أرخبيل كيز بولاية فلوريدا، وما أدى إليه هذا الوضع من صرف معظم العاملين فيه، لا تزال الهرَرة ذات الأصابع الستة تجتذب الأميركيين الفضوليين إلى هذا المتحف. وتحوّل المنزل، بعد وفاة همينغواي عام 1961، إلى أحد أبرز المعالم السياحية في جزيرة كي ويست الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب من ميامي، وإلى شمال غرب هافانا. وصمد سكان كي ويست أمام الأعاصير العاتية والأزمات الاقتصادية، لكنهم لم يتوقعوا يوما أن تنهار السياحة، مورد رزقهم بسبب جائحة كوفيد – 19. ويحول إغلاق الحدود دون توافد السياح الأجانب إلى الجزيرة، ولم ترسُ فيها منذ مارس الماضي أي سفينة سياحية، ولم يبق تاليا سوى السياحة الداخلية التي تحدّ منها، هي الأخرى المخاوف من انتقال عدوى فايروس كورونا المستجد. وفي ظل هذا الوضع، تم الاستغناء الأسبوع الماضي عن خدمات 35 من الموظفين الأربعين في منزل همينغواي السابق، متحفه الحالي. وقال مديره أندرو مورافسكي “كان لدينا عشرة مرشدين، لم يبق منهم سوى أربعة”. ويرافق المرشدون الزوار ويقدمون لهم شرحا مفصلا ومعلومات، لكنّ لديهم أيضا مهمة أخرى هي الاعتناء بنحو 50 هرا تتميز بأن لها ستّة أصابع، وكلها سليلة هرّ كان يعاني هذا التشوه الخلقي الوراثي، قدّم إلى همينغواي قبل عقود. وقال مورافكسي “نعتزم إبقاء المتحف مفتوحا، وستبقى هررنا تعامل معاملة الملوك”. وللهررة تلك الأولوية في كي ويست، لأن السياح المحليين الذين يفدون إلى الجزيرة يهتمون بمشاهدة هذه الهررة الممسوخة أكثر مما يهتمون بالاطلاع على البيت الذي سكنه مؤلف “الشيخ والبحر”. ومع أنه حاز جائزة نوبل للآداب عام 1954، لم يعد إرنست همينغواي كاتبا “يُدرّس كثيرا” في المدارس الأميركية على ما قال مدير المؤسسة. وأضاف “لهذا السبب، تبدو القطط محور الاهتمام الرئيسي، هنا في الولايات المتحدة”. ولا يُحتمل الحرّ الشديد في هذا المنزل المبني على النمط المعماري الاستعماري. وتبللت كمامات الزوار ببقع العرق، فيما انهمك أحد المرشدين في إخبارهم عن تفاصيل حياة الكاتب وزوجته بولين في ثلاثينات القرن الماضي. وبالتزامن مع ذلك، تضع موظفة أخرى مكعبات من الثلج لتبريد الماء في الأوعية التي تشرب منها القطط وسط صيحات التعجب من الزوار. - وتقع كي ويست في الطرف الغربي لأرخبيل كيز، وهي مجموعة جزر مرجانية يربطها 42 جسرا فوق البحر، يبلغ طولها 180 كيلومترا. وقد أهدى المغني الأميركي جيمي بافت هذه الجزيرة أغنيته “مارغاريتا فيل” التي يمتدح فيها “الكسل الممتع” الذي يسود المنطقة. وفي نهاية النهار، يتجمع عدد من السياح في ساحة يمكن منها مشاهدة مغيب الشمس بكل هدوء. ولاحظ جاك رايشنباش (67 عاما)، وهو أحد السكان أن “كثرا كانوا يتجمعون عادة (في هذه الساحة)، وكنا بالكاد نستطيع التنقل وسط الحشد، أما الآن فلا يوجد أحد”. وقال رايشنباش، الذي بات عاطلا عن العمل بسبب الجائحة ويحاول بيع لوحات فنية موضوعها البحر بسعر 20 دولارا للوحة، “لا شيء يسير على ما يرام”. وللمرة الأولى منذ سنوات، يشق السياح طريقهم بسهولة إلى اللوحة التي تشير إلى المكان الأبعد جنوبا في الولايات المتحدة، وهو عادة يشهد زحمة سياح راغبين في التقاط الصور أمامها. وقالت السائحة النيويوركية كارول دافرسا البالغة من العمر 65 عاما والتي تأتي غالبا إلى جزيرة كي ويست لقضاء عطلتها “متحف همينغواي؟ لا أعرفه”. وأضافت “لكن أنصحكم بأن تذهبوا لرؤية منزل القطط! إنها مذهلة”.

مشاركة :