تجتذب مجسّمات منازل ومحال فائقة الصغر أنظار السياح المحليين والأجانب إلى أقصى جنوب السويد، حيث تلقى هذه التصاميم اهتماما متزايدا على الرغم من أن الغموض يلف صانعيها. سكونا (السويد)- تلقى مجسّمات منازل ومحال منمنمة صمّمها فنانو غرافيتي مجهولو الهوية ينضوون تحت راية “أنونيماوس” نجاحا جدّ باهر في جنوب السويد إلى درجة أنها باتت تجذب السياح وقد ذاع صيتها خارج حدود البلد الأسكندينافي. وفي مدينة لوند (التابعة لمحافظة سكونا) الخلّابة المعروفة بجامعتها في جنوب السويد، تنضّم مادلين إلى الفضوليين الكثرين الذين يبحثون عن هذه التصاميم فائقة الصغر المنصهرة في المشهد المديني والموضوعة عند مستوى فتحات التهوية في المباني. وقالت الشابة البالغة 29 عاما “الأمر أشبه بالبحث عن كنز”. وهذه المجسّمات جدّ صغيرة بحيث يمكن وضعها في علبة للأحذية لكن نجاحها يفوق حجمها بأشواط. وتدلّ دراجة هوائية صغيرة مصنوعة من أسلاك حديدية على وجود واحدة منها، في حين تكشف لافتة صغيرة موضوعة على الرصيف عن وجود أخرى. والتصاميم من صنع مجموعة من الفنانين يتعاونون منذ أربعة أعوام، وقد نجحوا في نشرها في المدينة من دون لفت الانتباه. وتتيح هذه المنشآت المؤقتة المؤلّفة حصرا من مواد يمكن استصلاحها الغوص في عالم الحيوانات الخيالي، في مسعى إلى التبصّر في شؤون عالمنا وشجونه. وأفاد بنغت المرشد الاجتماعي البالغ من العمر 64 عاما، الذي أتى لمشاهدة هذه الأعمال، “إنه العالم الكبير لكن بنسخة متناهية الصغر”. أما ماريا (43 عاما)، فهي ترى أن هذه المنشآت “حقّا بارعة، لاسيّما أنها تختزن رسالة في كلّ قطعة تقريبا. ونحن نفكّر بعض الشيء في ما يحسّه الناس وفي حياة المدينة”. في ظلّ أزمة كورونا صمم فنانو غرافيتي في لوند صيدلية مع لافتة صغيرة تدعو إلى التقيّد بإرشادات التباعد الاجتماعي وبات في رصيد “أنونيماوس” الحريصة كلّ الحرص على عدم الإفصاح عن هوية فنانيها بحيث أن بلدية لوند الشريكة في هذا المشروع لا تدري إلى من توجّه شيكها، 26 منشأة متنوعّة من المتنزّه الترفيهي إلى محلّ العاديات مرورا بمحطة الوقود. ويصادف المتجوّل في محيط محطة القطار في مدينة لوند صيدلية “سيكادان” باهتة الألوان ومقرّها منفذ للتهوية، وقد يفاجأ العابر في أحد شوارع وسط المدينة برابطة أخوية ترفع علم قوس قزح ولافتات لحماية النحل. ويقدّم متجر الأسطوانات “ريكوتا ريكوردز” عند مدخل حديقة عامة، أعمال أشهر الموسيقيين بأسماء محرّفة، مثل ريهانا وموزار، إلى زبائن من القواضم. وحطّ فنانو “أنونيماوس” المتحدرون من مالمو، على بعد نحو 20 كيلومترا جنوبا، رحالهم في مدن أخرى في السويد وفي الخارج، مثل بايون في فرنسا وجزيرة مان التابعة للتاج الملكي البريطاني. ويضمّ حسابهم في إنستغرام أكثر من 139 ألف متابع. وفي ظلّ الأزمة الصحية الراهنة بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد، وضعوا بداية في لوند صيدلية مع لافتة صغيرة جدّا توضّح الطريقة المثلى “لغسل الأطراف” وأخرى تدعو إلى التقيّد بإرشادات التباعد الاجتماعي. وكشف ناطق باسم المجموعة ملقّب بياشا موسكيفيتز في رسالة إلكترونية “كان المنطق يقضي بتصميم صيدلية تكون بمثابة تعليق على الوضع السائد في العالم”.
مشاركة :