اتفاق مفاجئ بين حمدوك والحلو على فصل الدين عن الدولة | | صحيفة العرب

  • 9/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - وقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبدالعزيز الحلو في أديس أبابا على إعلان مبادئ مشترك يتضمن التنصيص على "فصل الدين عن الدولة" في دستور البلاد، في خطوة "تاريخية" تمهد الطريق أمام سودان جديد، يقطع مع عقود طويلة من خلط الدين بالسياسة. وكان رئيس الوزراء السوداني، اجتمع الأربعاء برئيس الحركة الشعبية - شمال، عبدالعزيز الحلو، في العاصمة الإثيوبية، على نحو مفاجئ وغير معلن، لمناقشة عملية السلام، وكسر جمود التفاوض الحاصل بين الطرفين في جوبا. وغاب الحلو عن اتفاق السلام الذي وقع الأسبوع الجاري بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية (التي تضم فصائل مسلحة وتنظيمات سياسية)، بعد أن تعثرت المفاوضات مع فصيله قبل أيام وانسحاب الأخير. وتضمن إعلان المبادئ المشترك 6 بنود، أهمها الاتفاق على إقامة دولة ديمقراطية في السودان تكرس حقوق جميع المواطنين بلا تمييز، وأن يقوم الدستور على مبدأ فصل الدين عن الدولة، واحترام حرية العقيدة والعبادة، وأنه لا يجوز للدولة إقامة دين رسمي، ولا يجوز التمييز ضد أي مواطن على أساس دينه. وتم التنصيص في الاتفاق على أنه في حال لم يتم تطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة، فإن الحركة الشعبية تحتفظ بحق تقرير المصير لشعبي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ومن شأن هذا الاتفاق أن يثير حفيظة الإسلاميين الذين سبق وتظاهروا ضد هذا المشروع، رافعين شعارات من قبيل "الشريعة خط أحمر". ويقول مراقبون إن الإعلان من شأنه أن يشكل حافزا لحركة تحرير السودان التي يتزعمها المحامي عبدالواحد نور لإعادة النظر في موقفها من التفاوض مع الحكومة. ورفضت حركتا الحلو ونور الانضمام إلى اتفاق السلام بين الحكومة والجبهة الثورية، وكلاهما يؤيد إقامة دولة علمانية وفدرالية. وكان رئيس الوزراء السوداني ناشد الحركتين للانضمام إلى ركب السلام عقب توقيع الاتفاق مع الجبهة وقال في وقت سابق "نحن سنسعى بكل الجد أن نلتقي بهم في القريب العاجل لمواصلة هذه المسيرة، ونحقق السلام الشامل الكامل لمصلحة هذا الشعب". واتفق حمدوك والحلو خلال المفاوضات التي جرت على مدى يومين على جوانب أخرى في علاقة بالحفاظ على الوضع الراهن الذي يشمل الحماية الذاتية. كما اتفق الطرفان على وقف الأعمال العدائية طوال عملية السلام إلى حين الاتفاق على الترتيبات الأمنية. وجعلت الحكومة الانتقالية في السودان، التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالدكتاتور عمر حسن البشير في أبريل 2019، من تحقيق السلام مع الجماعات المتمردة أولوية. وتشكلت الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال في عام 2011 في أعقاب استقلال جنوب السودان وقد انقسمت لاحقا إلى جناحين أحدهما بقيادة مالك عقار والأخر بقيادة عبدالعزيز الحلو وكانت تقاتل قوات حكومة البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

مشاركة :