النظام الإيراني يمعن في انتهاكاته بحق سجناء الرأي | | صحيفة العرب

  • 9/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس -لم تجد نسرين سوتوده المحامية الإيرانية المعتقلة في سجون النظام الإيراني أي وسيلة للضغط لإطلاق سراح السجناء السياسيين سوى الإضراب عن الطعام وتعريض حياتها للخطر في وقت تثير فيه حالتها الصحية قلقا متزايدا على الصعيد الدولي خاصة مع تفشي جائحة كوفيد-19 في السجون الإيرانية. وتواصل المحامية الإيرانية الحائزة على جوائز دولية عديدة منها جائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي، إضرابا عن الطعام بدأته قبل ثلاثة أسابيع للفت الانتباه إلى محنة السجناء السياسيين في بلدها ولتسليط الضوء على الانتهاكات المتواصلة بحقهم مقابل صمت السلطات الرسمية وتجاهل تام من قبل الحكومة الإيرانية لأوضاع سجناء الرأي. وترى أوساط معارضة إيرانية أن البلاد تمر بفترة قمع غير مسبوق مع اعتقال المئات في الأشهر الماضية وتلفيق تهم لهم رغم الدعوات الدولية المكررة للنظام في طهران للتخلي عن سياسته المتواصلة في كتم أصوات المعارضين في البلاد. وتمضي نسرين سوتوده حكما بالسجن لمدة 12 عاما في سجن إيوين في طهران وذلك بعد دفاعها عن نساء اعتقلن بسبب احتجاجهن على قوانين فرض الحجاب. ودافعت سوتوده عن إيرانيات كثيرات تم توقيفهن بسبب نزعهن الحجاب الذي أصبح ارتداؤه إجباريا في الأماكن العامة منذ ما يعرف بـ"الثورة الإسلامية" في العام 1979. وأعلن رضا خندان زوج المحامية المعتقلة على مواقع التواصل الاجتماعي إن سوتوده بدأت الإضراب عن الطعام في 11 أغسطس. ونشر خندان بيانا من زوجته يؤكد فيه أن أوضاع السجناء السياسيين المحتجزين بتهم "لا تصدق" لا يمكن تحملها وليس هناك أي أمل قانوني في الإفراج عنهم، بينما ينتشر كوفيد-19 في إيران. أوضاع السجناء السياسيين المحتجزين بتهم "لا تصدق" لا يمكن تحملها وليس هناك أي أمل قانوني في الإفراج عنهم، بينما ينتشر كوفيد-19 في إيران. وقالت سوتوده إن إضرابها يهدف لتأمين إطلاق سراح السجناء السياسيين الذين لم يستفيدوا من الإعفاءات التي سمحت بالإفراج عن عشرات الآلاف من المدانين الآخرين خلال الجائحة، بعدما تجاهل القضاء مناشداتها المكتوبة. وهزت آثار العقوبات البلاد، إلى جانب احتجاجات جرت في نوفمبر 2019 على ارتفاع أسعار الوقود الذي أعقبه ما وصفه ناشطون بأنه واحدة من أكبر حملات القمع منذ إطاحة الشاه في 1979. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير هذا الأسبوع إنها سجلت شهادات من 500 شخص، اعتقلوا بعد الاحتجاجات وخضعوا لإجراءات قانونية غير عادلة. وأضافت أن التعذيب يشكّل "وباء" في السجون، بما في ذلك الإيهام بالغرق والاعتداء الجنسي. وفي تقرير آخر، قال مركز عبد الرحمن بوروماند لحقوق الإنسان في إيران ومقره واشنطن، إن حجم وباء كوفيد-19 أكبر بكثير في السجون الإيرانية مما تعترف به السلطات، متهما السجون بالفشل في مراعاة تدابير النظافة الأساسية. وأوضحت المديرة التنفيذية للسجناء رؤيا بوروماند "يتناقش السجناء مع زملائهم في السجن والحراس ويتحدثون إلى مسؤولي السجن. ثم لا يجدي أي شيء ويكتبون إلى القضاء ويكتبون للمسؤولين ولا شيء يجدي مرة أخرى، لذا يتعين عليهم الإضراب عن الطعام". وتعززت المخاوف على وضع سوتوده الشهر الماضي عندما توفيت إبرو تيمتيك، المحامية التي كانت مسجونة بتهم إرهاب نفتها بشدة في تركيا، بعد إضرابها عن الطعام 238 يوما. ويقول ناشطون إن السلطات الإيرانية تستهدف عائلة سوتوده مباشرة بسلسلة من الإجراءات تهدف إلى جعلها تستسلم، بما في ذلك تجميد الحسابات المصرفية لعائلتها خلال الصيف. وفي أغسطس اعتقلت ابنتها مهرافي خندان البالغة من العمر 20 عاما بتهمة الاعتداء على أحد حراس السجن أثناء زيارة والدتها. أطلق سراحها بكفالة لكنها ما زالت تواجه احتمال محاكمتها.

مشاركة :