بيروت - استقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، الذي يقوم منذ الأربعاء بزيارة إلى لبنان، شارك خلالها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الخميس للاتفاق على خارطة طريق لمواجهة خطط الضم الإسرائيلية. ويعكس لقاء نصرالله بهنية، عمق العلاقات بين حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، ويأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى لاسيما على مستوى تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية التي فسح لها المجال الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي في أغسطس الماضي، ويتوقع أن تنضم دول أخرى إلى هذا المسار في ظل جهود أميركية حثيثة وتوجه أوروبي للمشاركة فيها. كما يأتي اللقاء في وقت تشهد الجبهتين الشمالية والجنوبية توترات، وسط مؤشرات على أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطا أميركية مضاعفة على الحزب اللبناني إذا ما عرقل جهود الإصلاحات وترتيب البيت الحكومي في لبنان. مع بروز إشارات على الضفة المقابلة، تشي بتغير في تعاطي واشنطن مع حماس. ويرجح أن يكون اللقاء جرى بتنسيق مسبق بين إيران وتركيا التي كان هنية حط الرحال بها قبل زيارته إلى بيروت حيث لقي احتفاء لافتا من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ااااا وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن نصرالله استعرض مع رئيس المكتب السياسي لحماس، مجمل التطورات السياسية والعسكرية في فلسطين ولبنان والمنطقة بشكل مفصل، و"ما تواجهه القضية الفلسطينية من أخطار، خصوصاً صفقة القرن، ومشاريع التطبيع الرسمي العربي مع الاحتلال الإسرائيلي". وخلال الاجتماع تمّ التأكيد "على ثبات محور المقاومة وصلابته"، في مواجهة كل الضغوط، والتهديدات، كما جرى التشديد على متانة العلاقة بين حزب الله وحركة حماس، "القائمة على أسس الإيمان والأخوّة، والجهاد والمصير الواحد"، وتطوير آليات التعاون، والتنسيق بين الطرفين. وكان هنية قال الخميس من بيروت إنّ "صواريخنا يمكنها أن تصل إلى تل أبيب وما بعد بعد تل أبيب". ولفت إلى أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية "قد يفتح باباً لتحصين الوحدة الوطنية الفلسطينية"، مضيفاَ "قررنا العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني". يذكر أنّ الأمناء العامين للفصائل الفلسطينيّة عقدوا الخميس الماضي اجتماعاً في السفارة الفلسطينيّة في لبنان، شارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رام الله، وألقى به كل من عباس وهنيّة، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وممثلي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كلمات، شددت بأسرها على ضرورة إنهاء الانقسام لمواجهة "صفقة القرن". وانتهى هذا الاجتماع كما هو متوقع بتباين بين الأطراف الفلسطينية المجتمعة حيث تحفظت حركة الجهادي الإسلامي على عدد من بنود بيانه الختامي. وهذه أول زيارة لهنية إلى لبنان منذ قرابة ثلاثين عاماً، ولم يُذكر مكان اللقاء. ويعيش نصرالله في مكان سري منذ عقد ونادرا ما يظهر بشكل علني. وقال عام 2014 إنه غالباً ما يغيّر مكان إقامته.
مشاركة :