من الفوائد الإيجابية لجائحة كورونا أنها خففت من سرعة اندفاع قطار التصنيع العالمي، والذي كان له التأثير السلبي على المناخ بكثرة الانبعاثات والغازات السامة، وقد تنفست الكرة الارضية الصعداء مرة أخرى ويشهد على ذلك صور الأقمار الإصطناعية. وكنت قد كتبت مقالة بعنوان (أنين الأكسجين!) في العام الماضي، وكانت عن التغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجات الحرارة وما حصل من تداعيات في حرائق غابات الأمازون في ذلك الوقت، وضرورة أن يؤدي إلى اهتمام عالمي أكبر من الصراعات الاقتصادية أو السياسية، لارتباطه بسلعة أغلى من النفط والذهب ألا وهي الأكسجين.وقد ذكرت في تلك المقالة تقريراً نقلاً عن قناة (بي بي سي) الإخبارية وفي موقعها الالكتروني عن أهمية غابات الأمازون، ومما ذكرته أنها غابات تمتد على مساحة 5.5 مليون كيلومتر مربع، أي على مساحة أكبر من مساحة الاتحاد الأوروبي، ويحتوي نهر الأمازون الجاري فيها على نحو 20 في المئة من المياه العذبة الجارية في الأرض، وعلى الرغم من أن منطقة الأمازون لا تغطي سوى 4 في المئة من سطح الأرض، إلا أنها تحتوي على ثلث أنواع النباتات والحيوانات وبقية الكائنات الحية، التي على الأرض وتضم ايضاً نسبة 10 في المئة من كتلة الحياة على الأرض، وتشكل ما يشبه الاسفنجة الضخمة التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التركيب الضوئي نحو 20 في المئة من الأكسجين في كوكبنا.لذا،اعتاد العلماء على وصفها بأنها «رئة الأرض»، لأنها تلعب دوراً جوهرياً في دورة الكربون في الأرض، التي تؤثر في مناخها، ويحذر العلماء من أن عمليات إزالة الغابات ستتسبب في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ما سيُسهم في التغيير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، بحسب مؤسسة الغابات المطيرة ومقرها النرويج. لذا - ومن وجهة نظري - يجب أن ننظر إلى أن الأكسجين سلعة لا يمكن تعويضها، فهو الهواء الذي نتنفسه والذي يجب أن نزيد من جودته، وسبحان الله فإن الجانب الإيجابي لفيروس كوفيد 19 أنه ساهم في تخفيف الضغط العالمي المستمر على البيئة من مختلف النواحي - كما ذكرت - سواء من أبخرة المصانع أو العبث البشري المباشر بالبيئة. ونحن في بلدنا علينا أن نحمي المناخ لدينا... فالبيئة مليئة بالملوثات ودخان السيارات في الشوارع المزدحمة، والبعض يرمي المخلفات على الشواطئ وفي الطرقات، من دون اهتمام، وكذلك يجب أن يكون هناك حرص أكثرعلى زيادة الرقعة الخضراء و(التشجير) ليس للأمن الغذائي فقط، ولكن لزيادة الأكسجين وأن يكون من خطط التنمية الفعلية لدينا تأمين (الهواء النقي) بشكل أكبر، ومراقبة التأثيرات السلبية عليه من مختلف القطاعات مثل «النفطي» و«الصناعي»، فالتنمية لا تكون فقط في الأبراج الشاهقة بل بالبحر الصافي والأراضي الخضراء، والهواء الخالي من الملوثات.فلا مجال للبيروقراطية في تأخير هذا الموضوع الحيوي، بل على الجميع أن يساهم في تحسين البيئة محلياً، وإن أمكن بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المتقدمة، مع الأخذ في الاعتبار أن منهج البيئة مرتبط بجودة الحياة، وكل ذلك لا يكون إلا باتخاذ القرارات الإصلاحية المباشرة. و الله عز وجل المعين في كل الأحوال. ahmed_alsadhan@hotmail.comAlsadhanKW @
مشاركة :