تعيش الفنانة مرام البلوشي هذه الأيام حالة من السعادة الغامرة بين مواجهتها جمهور المسرح من خلال مسرحية «أن فولو»، وبين استقبالها ردود أفعال إيجابية تشيد بأعمالها الدرامية الثلاثة التي أطلت من خلالها - بوجوه متباينة - في رمضان الفائت! «الراي» تحدثت مع البلوشي، التي تشارك في بطولة «أن فولو»، وهي أول تجربة مسرحية لها في مسرح الكبار، بعد تجارب عدة في أعمال تنتمي إلى مسرح الطفولة، فأعربت عن رضاها عما تتلقاه من تعليقات الجمهور لأدوارها الرمضانية، كاشفةً عن تعاونها في الفترة المقبلة مع الفنان طارق العلي في أعمال عدة يجري إعدادها حالياً. وتطرقت البلوشي إلى تجربتها في مسلسل «قابل للكسر» الذي عُرض على شاشة تلفزيون «الراي»، مفصحةً عن أنها تحرص على التنويع في اختياراتها، حتى يراها الجمهور دائماً في أدوار جديدة، مُزيحةً النقاب عن أنها أوشكت أن تطرح أغنيةً رومانسية (سنغل)، لكن الظروف غير المستقرة التي يعانيها الوطن العربي كله أجبرتها على الاحتفاظ بأغنيتها حتى إشعار آخر! مرام البلوشي تحدثت لـ «الراي» عن موضوعات عدة شخصية وفنية... وهنا التفاصيل: • قدَّمتِ ثلاثة أعمال تلفزيونية، أي منها تختارين الحديث عنه في البداية؟ - قدَّمتُ هذا العام «أمنا رويحة الجنة» و«قابل للكسر»، وكلاهما عُرض على «الراي»، بالإضافة إلى مسلسل «تورا بورا» الذي قدمته شاشة تلفزيون الكويت. • في «أمنا رويحة الجنة» قدمتِ دور الأم (الفنانة سعاد عبدالله)... في مقتبل شبابها، في فترة الثمانينات، وحصدتِ من الدور ثناءً طيباً، وثمّن الكثيرون تقمصك شخصية «أم طلال» وتجسيدك حركاتها! - بالفعل... والمشاركة في هذا العمل أسعدتني، ومنذ البداية قبلتُ الدور، حين طلبتني الفنانة «أم طلال»، لكي أجسد شخصيتها في فترة صباها، ووافقتُ على أن أكون ضيفة شرف في حلقات معدودة، و«أمنا رويحة الجنة» حلقة في سلسلة التعاون والتعامل مع الفنانة سعاد عبدالله، وأنا سعيدة للغاية من ردات الفعل الإيجابية التي وصلتني عن أدائي في العمل، ومنهم من تعاطف معي من خلال الأحداث، وهناك من «غضب» مني لما فعلتُه بحق «عيالي»، وأنا فرحتُ بكلا الشعورين، لأنهما يثبتان أنني أتقنت الأداء واقتنع به الناس. • كيف ترين وضع اسمك في مقدمة «أمنا رويحة الجنة» في شارة المسلسل؟ - بصراحة يكفيني تقدير فريق العمل والجهة المنتجة والفنانة «أم طلال» في «تترات» العمل، إذ وضعوا اسمي - كضيفة شرف - بشكل مناسب وجميل، وبالمناسبة «أم طلال» لا تبخس حق أحد. • وكيف تجرأتِ على أن تقدمي دور «الغدارة» التي تخون الصداقة وتسرق زوج صديقتها، وهي سمات الشخصية التي جسدتِها في مسلسل «قابل للكسر»؟ - هذا واقع، وهناك صداقات لا تستحق معنى الصداقة، والتنويع في أدواري مهم، والنموذج الذي جسدتُه، وهو لامرأة تخون صديقتها، موجود في كل المجتمعات، وعلى المستوى الفني أحببت هذا الدور المغاير، والذي يمثل اختلافاً في الأداء، وأنا أحرص دائماً على التنويع، وعدم التكرار، حتى يراني الناس دائماً في دور جديد. • لكن مشاركتك بسيطة جداً في «تورا بورا»... واستغرب كثيرون دورك الذي خلا من الأحداث، وبدا فيه تكرار لمشاهد عدة؟ - على العكس، وجودي ومشاركتي في مسلسل «تورا بورا» أمر يضاف إلى أرشيفي الفني، وأنا أعتبره عملاً وطنياً وإنسانياً ومهماً، ونحن متعاطفون معه، خصوصاً في ظل الأحداث الراهنة في الوطن العربي، وهو قريب للواقع، لذلك أعتبر وجودي مهماً، وإثراءً لاسمي، فأنا لا أبحث عن أعمال معينة، ولا ألتفت إلى حجم الدور، بل إلى قيمة العمل، وقد لبيت دعوتهم في تكملة الفيلم إلى أن أصبح فيلماً، وكنت ضمن الممثلين التي شاركوا فيه. • هذه أول سنة تظهرين بها في ثلاثة أعمال رمضانية؟ - مجرد مصادفة... ولحسن الحظ كانت أدواري متنوعة، وليس بينها تشابه البتة، وبعد كل هذه الأعمال أيضاً صورتُ أيضاً مسلسل «الفصلة» مع الفنان طارق العلي. • وهل وجدتِ ضالتك في الكوميديا التي ميزت شخصيتك في «الفصلة» الذي سيُعرَض خلال الفترة المقبلة؟ - بالفعل... في مسلسل «الفصلة» أؤدي دور امرأة ملسونة وطريفة في الوقت نفسه، إذ نسكن في استراحة يملكها طارق العلي، وهو أخ زوجي في المسلسل، حيث تكون لنا في كل يوم قصة وموضوع. • وهل ارتياحك مع «شركة فروغي للإنتاج الفني»، هو ما جعلك تشاركينهم في مسرحية العيد «أن فولو»؟ - بالفعل... وهذا نتيجة اتفاق بيننا منذ فترة، أن أعمل في المسرح مع الفنان طارق العلي وشركة فروغي وعيسى العلوي، وقد وجدت أنني سأقدم أعمالاً جيدة وترضيني فنياً، سواء على شاشة التلفزيون أو خشبة المسرح. • حدثينا عن دورك في مسرحيتك الحالية «أن فولو»؟ - أشكل ثنائياً مع طارق العلي من خلال أدوارنا، إذ أؤدي دور زوجته في المسرحية، ولدينا ابن (خالد المظفر) وابنة (نورا العميري)، وترصد أحداث المسرحية حياة الشخص العادي، وكيف يصبح بعد ذلك مشهوراً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف نتعامل مع «الهبات» والتطورات والتكنولوجيا التي شغلت جزءاً كبيراً من واقعنا الكثيرين، وكيف أصبحت كلمة «أن فولو»، أي إلغاء أو حذف، وهي كلمة صارت سهلة للغاية في وقتنا الراهن، وصار من الميسور أن نلغي أي شخص من حسابنا خلال عدة ثوانٍ. أما عني أنا، فأكون زوجة محبة لزوجها، وتقع في صراعات ومشادات مع والدتها وزوجها في إطار كوميدي، والمسرحية من تأليف فاطمة العامر، وإخراج عبدالعزيز صفر، وتمثيل طارق العلي وأمل عباس وسعود الشويعي ونورا العميري وخالد المظفر وشاهين الشاهين وعبدالله الحمادي، وغيرهم وإشراف عام عيسى العلوي. • هل هذا هو أول عمل مسرحي للكبار تقدمينه خلال مشوارك؟ - هذا صحيح، فكل سنة كنت أقدم أعمالاً للطفل، وآن الأوان حالياً لكي أجرب نصيبي مع مسرح الكبار، ووجدته مختلفاً بلا شك عن مسرحيات الطفولة، وقد شجعني الإقبال الكثيف والتجاوب من الجمهور، كما أن فريق العمل وكذلك الفنان طارق العلي أعطوني حقي، وظهرتُ بشكل يرضيني خلال المسرحية. • وكيف وجدتِ ردة فعل الجمهور؟ - شباك التذاكر خير دليل على أن عروض المسرحية تشهد حضوراً غفيراً يملأ صالة المسرح، وهو يسعدني بتفاعله الإيجابي، وإن كان في الوقت نفسه يشعرني بالخوف، لأنه يجعلني أواصل التفكير بشأن ما سأقدمه له بعد ذلك! • مرام البلوشي... الجمهورعرفك مطربةً، لكن يبدو أنك تخليتِ عن الغناء، وصار كل ما تقدمينه تمثيلاً في تمثيل! - هذا الموجود وهذا النصيب، أما عن الغناء فطرح ألبوم بل أغنية واحدة يحتاج إلى مبلغ ووقت، وكما تعلم لستُ محتكرةً لشركة معينة، بما معناه أنني أصرف على الغناء من جيبي الخاص. • ألم يعاودكِ الحنين إلى الغناء، وهو هوايتك الأساسية؟ - بالفعل أشتاق إليه للغاية، لكن هذا هو المتاح، وفرصتي في التمثيل الآن ترضيني وتشبعني. • كان من المقرر أن تطرحي أغنيةً خلال الفترة المقبلة، أين هي الآن؟ - الأوضاع الراهنة لا تسمح لي بأن أغني وأطرح أغنية، خصوصاً ما حدث في الكويت أخيراً، وكذلك في البلاد العربية. لا أستطيع طرح أغنية رومانسية أو تتحدث عن حب وفرح، بينما وطننا العربي كله، ولا نستثني الكويت والخليج، يواجه حزناً كبيراً وتحديات صعبة وحيرةً شديدة بشأن الأيام المقبلة، لذلك أحتفظ بالأغنية حتى إشعار آخر.
مشاركة :