«أي حب وأي إخلاص في أيامنا هذه؟!». هكذا بادرت الفنانة مرام البلوشي، في إجابتها على أحد أسئلة «الراي»، ليس يأساً من الحب، أو كفراً به - كما قد يتوهم البعض - بل مستبعدةً أن تغني للحب، وسط الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن العربي حالياً، حيث يسقط المزيد من القتلى والجرحى في عديد من الأرجاء! «الراي» تحاورت مع البلوشي التي أعربت عن سعادتها بقبول الجمهور للأدوار التي قدمتها هذا العام، مردفةً: «هذه الأدوار ألقت بي في مربع الشر، وجعلتني أحمل قلباً قاسياً»، ومتابعةً: «لم تزعجني كراهية الجمهور لشخصية (نورية) التي جسدتها في (ساق البامبو)، فهذا دليل على إتقاني للدور»! وفي حين تحدثت عن أدوارها التي عُرضت حديثاً، وعدت بجديد تقدمه مع شقيقتها هند البلوشي، في عطلة الربيع المقبل، كما كشفت النقاب عن بعض آرائها في الفن والواقع تأتي تفاصيلها في هذه السطور: • هل نتحدث - بدايةً - عن «ساق البامبو»؟ - هذا العمل لقي أصداء إيجابية ونسبة متابعة مرتفعة، ولا أحد ينكر أنه حصد إعجاب الناس ورضاهم... فقد جمع عدداً من المواضيع والقضايا الخليجية، طرحتها الرواية الناجحة التي تحمل الاسم ذاته، من تأليف الكاتب الشاب الموهوب سعود السنعوسي، الذي فاز عن هذه الرواية بجائزة البوكر الأدبية المرموقة في العام 2013! • وماذا عن دور «نورية» الذي جسدته في المسلسل، وهي شخصية قاسية لا تعرف الابتسامة؟ وهل هي قريبة من شخصيتك الحقيقة؟ - نورية بعيدة كل البعد عني... لكنني برغم ذلك - وربما بسببه - أحببتُ شخصيتها، وهي قاسية وجادة وواقعية أكثر من اللازم. وبالنسبة إلى شخصيتي أنا، فقد أكون واقعيةً وأستطيع أن أزن أمور حياتي، في الحدود المعقولة، لكن في نهاية المطاف هذا دور تمثيلي يتعين عليَّ أن أدرسه، وأستكشف أعماقه، كي يمكنني أن أقدمه كما هو مطلوب، ويترك بصمة عميقة لدى الجمهور. • لكن البعض كرهك بسبب هذه الشخصية؟ - أريد أن أخبرك بشيء... ما دام هناك أناس تأثروا بالشخصية، وكرهوني من أجلها، فهذا معناه أنني أجدتُ تجسيد هذا الدور، ووصلتُ إلى أعماقه، فتأثر به المشاهدون، ومن ثم أنا لستُ منزعجةً إطلاقاً من كراهية الناس لي في هذه الشخصية. • أيضاً يُعتبر هذا العمل حلقةً في سلسلة تعاونك مع الفنانة سعاد عبدالله؟ - بالفعل... وسبق أن قدمتُ إلى جوارها العديد من الأعمال. وفي خطوات بدايتي في مسيرة التمثيل كنتُ أعمل معها، وأنا حريصة على المشاركة في أي عمل للنجمة سعاد عبدالله، والدليل مشاركتي في مسلسل «أمنا رويحة الينة»، العام الماضي، برغم أن الدور لم يتجاوز كوني «ضيفة شرف»، حيث جسدتُ شخصيتها في مقتبل شبابها. • هل يشغلك الحضور بصرف النظر عن مساحة الظهور؟ - بالفعل، فأنا يرضيني أي دور مهم، ولو اقتصرت مساحته على حلقات معدودات. فعمق الدور وتأثيره هما ما يشغلانني قبل أي شيء آخر. • وماذا عن أعمالك الأخرى؟ - قدمتُ مسلسلات «حكايات» و«حريم بو سلطان» و«المحتالة»، وأدواري فيها متنوعة. ففي الأول كنتُ صديقة وفية، والثاني جسدتُ فيه دور الزوجة الثانية، ولكن بطابع كوميدي. أما الثالث، فقدمتُ خلاله دوراً كوميدياً عن تعدد الزوجات وكيف يواجهن أنفسهن وظروف الحياة، بعد رحيل الزوج. • مرام البلوشي، لاحظ الكثيرون أنك «شريرة» هذا العام. فما رأيكِ؟ - «وليش تقول جذيه»... ما السبب! • حتى في المسرح... في «ساعة موريس» كنتِ منبع القساوة؟ - بالفعل، أنا معك، لكنّ هناك أسباباً موضوعية حولتني إلى شريرة وجعلتني أحمل قلباً قاسياً. • القلب القاسي يتكوَّن بعد مرور الإنسان في ظروف وصدمات؟ - وخلال الأحداث والشخصية مررتُ في ظروف، حيث أكون الزوجة الثانية للحاكم، وهو ظالم وقاسٍ، حتى أنه حظر التجوال في القصر، وحرمني من الحياة الطبيعية، وهو ما جعلني أتحول - بعدما أمسكت بالسلطة - إلى قاسية ومستبدة. فليس هناك أي إنسان يُولد شريراً، بل ظروف الحياة هي التي تحوِّل طباعه، ويبدو أن ظروف أدواري هذا العام جعلتني أحمل قلباً قاسياً. • هل كانت هذه عودةً مجددة مع شقيقتك هند في المسرح؟ - بالفعل، هذا العام كنتُ متفرغة لها. • مسرحية «ساعة موريس» تعتبر مزجاً بين المسرح الأكاديمي والمسرح الجماهيري... هل وجدتم قبولاً لدى الجمهور حيال هذا الأمر؟ - وجدنا قبولاً ملحوظاً، ومن بين ما كُتب عنا وما قيل لنا من المتابعين، أن هذا مسرح جديد، حيث وفرنا عناصر الإبهار به من خلال الديكورات والأزياء والإضاءات. * شقيقتك هند غالباً ما تكون أعمالها المسرحية موجهة للعائلة، وليس للطفل فقط، ما رأيك؟ - هو مسرح للعائلة بالفعل، إذ لا يخاطب فئة معينة، بل كل من يحضر يجد «مكاناً» له ويندمج، ويشعر بأن العمل موجَّه إليه، وهذا يعود إلى تروي هند وحرصها على الدراسة العميقة للعمل الذي تقدمه، وكذلك نفعل نحن أيضاً. فهي قالت أريد أن أجازف هذا العام، وقلنا: نحن معك. • وبعد هذا العمل... ماذا لديك مع شقيقتك هند؟ - هناك مشاريع أعمال أخرى. وأتمنى أن تنجح أكثر مما قدمناه، لأن الجمهور دائماً يبحث عن العمل الجديد وغير التقليدي. • وهل يعني هذا أن ننتظر مفاجآت خلال عطلة الربيع المقبلة؟ - بإذن الله... الجعبة فيها الكثير، وهناك بالفعل مفاجآت، لكنها حتى الآن طي الكتمان... لا تحاول أن تسحب مني كلاماً قبل موعده، وسوف أخبرك بالجديد في الوقت المناسب. • سبق لكِ أن أخبرتني بأنك متوقفة عن الغناء؟ - كنتُ أخطط كي أطرح «سنغل»، لكنني ألغيتُ الفكرة. • وما السبب وراء الإلغاء يا تُرى؟ - السبب هو الظروف المتوترة والقلقة التي يمر بها العالم العربي، «شنو أغني ووين وشحقة»؟!... بينما هناك من يموت ومن يُجرَح ومن يبكي دموعاً ودماءً، أنا إنسانة لي شعور لا أتحمل أن أغني الحب والعشق والناس من حولي ينزفون ألماً. •... والحب، ألا يستحق أن تغني له؟ - أي حب وأي إخلاص في أيامنا الحالية هذه؟! • ختام الكلام؟ - عساكم على القوة يا «الراي»، و«الراي... قمرنا».
مشاركة :