الشكوك في عبثية مقارنة تويتر بفيسبوك | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/28/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نُعَانِي دَائِماً مِن التَّسرُّع في إصدَار الأحكَام، وهَذا التَّسرُّع -غَالِباً- لَا يَستند إلَى دَليل أو دِرَاسَات أو بَراهين، وإنَّما هي انطبَاعَات شَخصيّة، يَشعر بِهَا الإنسَان بَينه وبَين نَفسه، ثُمَّ يُصرّح بِهَا عَلى المَلأ، غَير مُكترثٍ بعَواقب هَذه الأحكَام ومَفَاسدها..! وحتَّى نُدلّل عَلى هَذا الكَلام نَقول: حِين جَاء «تويتر»، تَعالَت الأصوَات مِن أفوَاه المُتسرّعين، قَائلين بمِلء أفوَاههم: «خَلَاص تويتر دَمّر الكُلّ»، وقَضَى عَلى الصُّحف والمجلاّت والفيسبوك.. إلَى آخره، بَل إنَّ بَعض عُقلائهم قَالوا: إن الفيسبوك هو الميدَان المُفضّل في مِصر والسّودان، واليَمن ومُوريتانيا، وبِلَاد مَا ورَاء النَّهر، لدَرجة صدُور كِتَاب في مِصر بعنوَان: «دولة الفيسبوك» لـ»محمد علي البسيوني».. أمَّا السّعودية وأهل الخَليج؛ فيَجدون ضَالّتهم في «تويتر»..! هَذا كَلَام المُنظّرين مِن غَير أَدلّة، ومِن غَير إيمَان بالمُتغيّرات، وحتَّى تَعرفوا بُطلَان آرَائهم، إليكُم نَتائج آخر دِرَاسة حَول المَعركة؛ بَين «تويتر» و»فيسبوك»، أَجْرَتها مُؤسسة الأبحَاث العَالمية (Ipsos)، حَول تَزايُد نسبة الاستخدَام الشّهري، التي حَقَّقها «فيسبوك» في المَملَكَة العَربيّة السّعوديّة، والإمَارَات العَربيّة المُتّحدة ومِصر، وغَيرها مِن دول إفريقيا والشَّرق الأوسط، حَيثُ أظهَرَت الدِّرَاسَة؛ بأنَّ مُعدَّل دخُول الأشخَاص شَهريًّا إلَى مَوقع «فيسبوك»؛ يَزيد بمقدَار 1.3 مَرَّة عَن دخُولهم إلَى «يوتيوب»، و2.5 مرَّة عَن دخُولهم إلَى «تويتر»، و4.9 مرَّة عَن دخُولهم إلَى يَاهو..! أمَّا أسبَاب تَفوُّق «فيسبوك» عَلى «تويتر»، فيَعود إلَى طَبيعته وقُدرته عَلى جَذْب شَرَائِح أو فِئَات مُحدَّدة، لا تُركّز كَثيراً عَلى الأحدَاث والأخبَار؛ والمُستجدّات والمَعلومات، ولَا يَتصدّر التَّعليم ولَا الثَّقَافة -غَالباً- سلّم أَولوياتها، بقَدْر مَا تُركِّز عَلى التَّرفيه، وتَبادُل الهوايَات، وهَذا يَتّضح أوّلاً مِن تَركيز الدِّرَاسَة عَلى دول؛ أغلَبها كَانت -إلَى وَقتٍ قَريب- تُعاني مِن «أُمّية رَقميّة»..! ولَم تُخفِ الدِّرَاسَة تَوجّهات واهتمَامَات مُستخدمي «فيسبوك»، في المُحيط الذي استَهدفته، حَيثُ تَقول: (إنَّ مَنطقة الشّرق الأوسط وشَمال إفريقيا؛ هي الأكثَر نَشَاطاً عَلى «فيسبوك»، مُقَارنة ببَاقي مَنَاطق العَالَم، حَيثُ يَتم في هَذه المَنطقة؛ تَحميل كميّة مِن الصّور، بنسبَة تَزيد بمقدَار 1.2 مَرَّة، وإرسَال رَسَائِل وتَعليقَات بنسبَة تَزيد 1.5 مَرَّة عَن بَقية مَنَاطق العَالَم)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُوصيكم ونَفسي بتقوَى الله أوّلاً، ثُمَّ بعَدَم التَّسرُّع بإصدَار الأحكَام ثَانياً..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :