حصيلة الفهلوي من العبث اللغوي | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/5/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نَظرًا لأنَّ اليَتيمَ -الذي هو أنَا- نَشَأ وتَرَعْرَعَ؛ وشَابَ وشَاخَ في مَلاعبِ اللُّغةِ العَربيَّةِ، وفي حَدائِقهَا الغنَّاءِ، وبَساتينِهَا الخَضْرَاء.. نَظرًا لهَذَا وغَيرِه، فإنَّني واللُّغة نَعيشُ حَالةَ تَوأمةٍ سيَاميَّةٍ، أتحدَّى أشهَر جرّاحي العَالَم ومَشارطهم؛ أنْ يَفصلوا بَيني وبَين هَذه الأرملَة، التي أشعُر أنَّ لَيس لَها غَيري، ولَيس لِي غَيرها.. أقول أرمَلَة وأنَا أعنِي مَا أَعنيه، لأنَّ لُغَتنا العَربيّة شَاخَت، وأصبَحنا نَتذكّرها في يَومها العَالمي فَقط، كَمَا أنَّنا نَحْمِلُهَا عَلى عُكّاز القَواعد في مَدينة النَّحوِ والصَّرف..! ومِن خِلال تَبحُّري -غَير الوَاسع- في اللُّغة، لاحظتُ أنَّ التَّعاون الإيجَابي والتَّبادُل اللُّغوي التُّجَاري؛ بَين المَرأة والرَّجُل كَبير وكَثير.. هَذا التَّعاون الذي حَقَّق مَا لَم تُحقّقه جَامعة الدّول العّربيّة، ولا مُنظّمة التَّعاون الإسلامي، بحَيثُ يُوصف الرَّجُل بصِفَاتِ المَرأة، وتُوصَف المَرأة بصِفَات الرَّجُل، وحتَّى لا يَكون الكَلام عَبثًا، سأضرب المِثَال ليَتّضح المَقَال: يُقال: رَجُلٌ "عَالِم"، وإذَا أردنَا المُبالغة أنّثنَاه وقُلْنَا "عَلاّمة"، ويُقال أيضًا: رَجُلٌ "فَاهم"، وإذَا أردنَا المُبَالغة؛ غيّرنا صِيغته وأطعمنَاه تَاء التَّأنيث، ليُصبح "فهّامة"، كَما يُقال رَجُلٌ "رحّال"، وإذَا كَثُرَت أسفَاره؛ وابتَعَد عَن زَوجته، أخذ مِنهَا تَاء التَّأنيث ليُصبح "رَحّالة"، كَما يُقال رَجُلٌ "دَاعٍ"، وإذَا احتَرَفَ الدَّعوة يُقال عَنه "دَاعية"، وإذَا كَثُر نوَاح الرَّجُل وتَشبّه بالمَرأة، قِيل رَجُلٌ "نواحة"..! وفي المُقابل، تَعالوا نَستعرض الصِّفَات؛ التي أخَذَتْهَا المَرأة مِن الرَّجُل، مِن بَاب التَّعاون اللُّغوي، حَيثُ تَأخُذ صِفَات الرَّجُل، مِثل: "رَجُلٌ عَجوز، وامرَأةٌ عَجوز"، وإذَا صَبرت وتَشبّهت بالرَّجُل قِيل "امرَأةٌ صَبور"، ونَظرًا لأنَّ الجَرح ألَمه وَاحد، وتَعبه مُشترك بَين الجنسين، يُقال: "رَجُلٌ جَريح وامرأةٌ جَريح"..! ولأنَّ الطَّلاق فصَال وبعَاد وافترَاق، يُقال: "امرَأةٌ طَالق"، ووَرَدَت في القُرآن الكَريم: "وامرَأتي عَاقر"، ولأنَّ الغيرة تعمي الرِّجَال والنِّسَاء عَلى حَدٍّ سَوَاء، يُقال: "زَوجٌ غَيور"، وهَذه الجُملة مُشتركة "التَّذكير والتَّأنيث"..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه فَذلكةٌ لُغويَّةٌ، واجتَهادٌ مَعرفيٌّ، وعَبثٌ عَرفجيٌّ، وأتمنَّى مِن شَيخنا اللُّغوي الدّكتور "عبدالعزيز الحربي"؛ أن يفتينا في حُكم هَذا الاختلاط اللُّغوي، والدَّلالات التي يُشير إليهَا هَذا التَّعاون في المبنَي والمَعنَى..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :