المعارضة تنتقد تعاطي الحكومة المغربية مع جائحة كورونا | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب

  • 9/9/2020
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - وصفت أحزاب المعارضة المغربية الواقع الحكومي بالمأزوم على خلفية قرارات الحكومية الأخيرة في مواجهة تحديات المرحلة والتي أفقدتها ما تبقى من ثقة المواطنين، وعزا أحد قيادات المعارضة التخبط الحكومي في التعاطي مع تداعيات جائحة كورونا إلى غياب انسجام الأغلبية الحكومية وعدم التنسيق فيما بينها. وانتقد كل من حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال المعارضين طريقة تعاطي الحكومة لأزمة كورونا خصوصا فيما يتعلق بالقرارات الأخيرة حول التعليم وغلق بعض المدن، ووصفت بالقرارات الليلية المتسرعة دون مقاربة تشاركية. ووجه المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الأربعاء، انتقادات لاذعة لحكومة سعد الدين العثماني معتبرا أن الظروف العصيبة، التي يمر بها المغرب تستدعي حضورا سياسيا قويا وحِسًّا تواصليا رفيعا ومقارباتٍ تدبيرية ناجعة، عوض ما يتم تسجيله من حضورٍ سياسي باهت. واستنكر حزب الاستقلال ما سماه باستقالة الحكومة من مسؤولياتها تجاه البلاد وتجاه المواطنات والمواطنين واستسلامها للأمر الواقع في ظل تفاقم الوضعية الوبائية". واتهم الحكومة بـ"الاستهتار الكبير" بالمواطنين وفقا للقرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بالصحة والدخول المدرسي، وعودة تقييد التنقل. واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، أن قرارات الحكومة “أفقدتها ما تبقى من المصداقية ومن ثقة المواطنين، مضيفا أن بعض القطاعات الوزارية المعدودة تحاول إنقاذ الوضع بإصدار قرارات لتدبير الطوارئ وإطفاء الحرائق، في ظل الواقع الحكومي الذي وصفه الحزب بـ"المأزوم". ولم تقتصر الانتقادات على الاستقلال والتقدم والاشتراكية، وانظم إليها الأصالة والمعاصرة في الاتفاق حول مضامين الانتقادات الموجهة للحكومة التي أخفقت في تدبير المرحلة التي اتسمت بالانتشار المتزايد لوباء كورونا. وحمّل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، الحكومة، مسؤولية الانتشار اللافت والخطير للوباء مُرجِعا الأمر إلى طريقة إدارتها للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها تداعيات انتشار الجائحة، واشتغالها على شكل جزر متباعدة ومعزولة بعيدا عن التماسك الحكومي. وأكد بن يونس المرزوقي، الباحث الجامعي، بكلية الحقوق بوجدة، أن النشاط الحكومي يسير في اتجاهين مُتباينين فمن جهة أولى هناك وزارتا الصحة والتعليم اللتان تعملان باستحضار "مُبالغ" فيه لتداعيات الجائحة وتأثيرها على المنظومة الصحية والدخول المدرسي ومن جهة أخرى انهمكت وزارة الداخلية في التحضير لاستحقاقات 2021 بل وفتح المشاورات مع الأحزاب السياسية حول كل النصوص التشريعية والتنظيمية المؤطرة للعملية الانتخابية وكأن الجائحة لا تأثير لها. Thumbnail واتهم نبيل بن عبدالله الحكومة بتغييب النقاش العمومي بهذا الصدد، والضعف في تعبئة المواطنات والمواطنين وتحسيسهم وإشراكهم، فضلا عن محدودية استثمار وسائل الإعلام العمومي والخاص لمواجهة الجائحة وآثارها، مشددا على أنه "ينبغي على الحكومة أن تتعامل بنضج مع المغاربة وعدم مفاجأتهم بقرارات دون تحضيرهم نفسيا وجعلهم شركاء باستخدام جميع قنوات التواصل". ويقول مراقبون إن المعارضة بدورها تحتاج إلى نوع من النقد الذاتي فيما يتعلق بتأطير المواطنين وتوعيتهم حيث أن دورها في هذا المجال كان باهتا، مضيفين أن الأحزاب المعارضة مطالبة بتقييم موضوعي للمرحلة دون تسييسها لاعتبارات انتخابية. وردا على تلك الانتقادات، توقف رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، عند تداعيات الجائحة على الاقتصاد الوطني والتحديات التي تفرضها، مؤكدا عزم الحكومة على الوفاء بالتزاماتها فيما يخص مواصلة الإصلاحات الكبرى والعمل على إنعاش الاقتصاد الوطني، مع التشديد على الأولوية التي توليها الحكومة للجانب الاجتماعي. وأشار رئيس الحكومة، إلى ضرورة التأكيد على دقة المرحلة في مواجهة كوفيد 19، مما يستدعي سلوكا من قبل الجميع، يتسم بالوطنية والتسامي والتضحية والتصرف بما يسهم في حل المشاكل لا في مفاقمتها وتعقيدها. من جهته اعتبر عبد اللطيف وهبي، أن الحكومة لا تتوفر على أي إستراتيجية واضحة لمواجهة الوباء في وقت يفترض أن تكون في حالة حرب مع الوباء.

مشاركة :