من شرّع للإنسان حقّ تحديد مصير أخيه الانسان؟ من قال إنّ الانسان لا يحقّ له التمتّع بحياة نزيهة؟ ما معنى هذه الحروب وما مصيرها عندما تنتهك حياة الانسان وتمنعه من العيش في اطار حياة كريمة؟ هل باع بعض الحكّام ضميره وأراد أن يدفع الشعب الثمن؟ هذه الحروب التي تندلع في بعض الدول هويتها مجهولة ومصيرها خفيّ، لكن الثمن المدفوع واحد: ضحايا تقع يوميّاً جرّاء العنف واللاإنسانية الموجّهة نحو الشعب البريء. هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم أو البارحة، فالحروب لا تنفكّ تحصل في بلدان شتّى على مدار التاريخ، وسيول الدماء كمجرى ماءٍ لا يتوقّف. خلق الله الانسان للعيش في حياة كريمة، فهذا حقّه، كون الحياة هبة من الله معطاة له مجّاناً. مع هذا تندلع حروب في الكثير من البلدان، الانسان كبش محرقتها، فلا وألف لا، لن يحقّ لإنسان أن يحدّد مصير أخيه الانسان، الله وحده يعرف ويحدّد المصير، لذلك فإنّ احترام الأشخاص يمر من خلال احترام مبدأ التزام الانسان باعتبار القريب، أيّاً كان، «كذاتٍ أخرى له». وليحسب حساباً، قبل كلّ شيء، لوجوده وللوسائل الضروريّة للعيش الكريم. ما أَمَرّ هــذا المــشـهد المـحـزن عنـدما نــرى مـجازر جـماعيّة، لا بل نرى أطـفالاً وشــبّاناً فـي ربـيع عمرهم يخسـرون حـياتهم، فما ذنبـهم؟ فليراجع الحكّام والزعماء ورؤساء الدول ضميرهم، وليعكسوا هذا الشيء على أنفسهم، فهل يقبلون أن يفعل الآخرون هذا بهم؟ أو بالأحرى بأولادهم؟ هذه دعوة للرجوع الى الذات. فهذه الأحداث ما بَرِحتُ أشاهدها وأسمع عنها منذ بداية حياتي وحتى اليوم، المواطن يدفع الثمن، أمّا زعماء ورؤساء الدول فمحميّون، يأكلون ويشربون ويشاهدون ما يحصل ولا يكترثون له. أمنياتنا أن يتوقّف هدر الدماء، وأن يعي الإنسان ويفحص ضميره، أدعو الى مساندة المنظمات الإنسانية التي تهتمّ بحقوق الإنسان كي تستطيع أنّ تتحرّك وتفعّل عملها. يبدأ التعاون من الأشخاص المعنيّين، لمكافحة هذه الظاهرة البشعة فنتمكّن جميعاً من وضع حدٍّ لهذه الأعمال التي تؤدّي الى فقدان إخوة لنا في بلادنا وفي العالم.
مشاركة :