أمل مصطفى تكتب: كنز ولكن داخلك

  • 9/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحد يعرف عن حياته أو عن الحياة بشكل عام، كيف ستكون؟ لأن كل شىء متغير وغير متوقع ، فالعالم يتطّور بناء على التغييرات التي تحدث من خلال كل فرد وكل شيء حيّ! فهناك صعوبة في تخمين ما قدّ يحدث في الغد ! او تحقيق امنية او حلم او حتى الوصول الى هدف تخطط له ..فإذا كنت تعيش فقط ومعتمدا على المعرفة الإنسانية، ووفقا لمبادئ معينة ومعايير تقليدية، اذا انت مازلت تعيش في الماضي ولن تعرف الجمال أو السعادة الحقيقية فى تطوير النفس والذات مع المتغيرات والتطورات التى تحدث من حولك..وإذا لم تشعر بإحساس الحرج من أفعالك وفشلك فرحلة المعرفة الذاتيّة الحقيقية لم تبدأ بعد لان عندها لا تميز النفس بين الفعل الصحيح والفعل الخطأ وكذلك الاحراج من الفشل الذى يولد مراجعة النفس لتصحيح المسار عند يقظة الضمير والذات هنا يكون تقبل كل اخفاق وتغيره للافضل !فيجب ان يكون عندك الاستعداد بأن تفشل لأنّك اذا كنت خائفا من الفشل من المؤكد انّك لن تستطيع ان تصل لشيء بعيد فكل طريق فيه الفشل والنجاح جناحا الحياة للوصول لكل ما تتمناه.. ويجب ان يكون عندك الشجاعة لتواجه الخوف لاستخراج الكنز الذي في داخلك الذي لم يولد بعد!والذي لم يولد بعد تلك الطاقة والقدرة الكامنة فى النفس هو منبع كل الإمكانات الابداعيّة !وعليك ان تكتشف هذا الشيء بنفسك شخصيًا ، لأنّ الذات هي التي تعرف نفسها وحالاتها من الداخل ليس من الخارج!لا أحد يقدر أن يبني لك الجسور لكي تعبر ، انت لوحدك عليك ان تعبر نهر الحياة ، نيتشه يقول، وقد يكون هناك عدد لا يحصى من المسارات والجسور الاخرى لكن هناك مسارا واحدا غير ممكن أن يمشي اليه أي إنسان إلا انت، لأنه طريقك ومسارك ورسالتك التى خلقت من اجلها.. الى أين سيؤدي هذا المسار او الطريق ؟ لا تسأل فقط.. امش .. وكل ما عانيت وكان فيه صعوبات ، كلما تعمّقت شخصيتك وتعمّق فهمك ، بهذا النوع من الشخصيّة وهذا العمق والتّبصر تستطيع اختراق أسرار الحياة ..القوة البشرية تشبه في خفائها وبروزها ، قوى الارض والطبيعة كلها ،كل القوى تظّل كامنة وساكنة ما لم تجد من يعمل على إظهارها وبعثها الى الخارج!الأبواب الكبيرة في الحياة مفتوحة ولا يوجد من يحرسها ، ولكن نحن مصرّون على العبور من الابواب الصغيرة المحصنّة بكل انواع الحراسة ..(الماضي ، التقاليد، الخوف، نظرة الآخرين ، انتماء الآخر ، الحزب ) أبواب لا يسمح منها إدخال أدواتك التي تعتمد عليها، فأنت مضطر أن ترجع لنفس الابواب، وسلام لأنك دخلت منها وخرجت منها وعدت منها..! ابتعد عن الابواب التي فيها حقائق جاهزة أو نظريات جاهزة ، نحن مصابون بموهبة التنظير.من السهل صياغة نظرية لكن من الصعب اكتشاف ظاهرة، اكتشاف الاستثناء التي تبحث عنّه في الآخرين وتحلم انّك ستكون مثلهم  كل شخص يعتقد أنه استثنائي هو شخص عادي مثلك ، لكنّه قرر أن يضغط على المناطق التي بداخله وهي التي سمحت له أن يكون استثناء ..لا تنتظر إذن من أحد انّ يخرج السحر الذي في داخلك ،لأنه هو من رأى أمامه الخوف ولكنه قرر أن يكمّل وعاش الخوف واحتضنه وتقبله وتصالح معه..لانّه أيضا رأى الضوء والخلاص بآخر الطريق، واستعمل كل ماعنده من قوّة وإبداع وخيال ليصل الى هناك… وقرر أن يسمع للصوت الذي يناديه من الداخل وسمح له أن يفعل أشياء لن يستطع الآخرون فعلها، وسمح له أن يرى أشياء لن يستطع الآخرون رؤيتها ، ويذكره انه ما لم يكن صعبا على فلان، هو ايضا غير صعب عليّ ، مالم يكن مستحيلا على اعظم شخص اريد ان اكون مثله ، هو ليس مستحيلا عليّ!الصوت الذي يريد أن تكرر وراءه.. نعم أنا قوّي ، نعم انا عندي كل الثقة ، نعم أستطيع ! هذا الصوت الذي في داخلك دائما يذكركانك مهما كنت تعتقد أن طريق اهدافك التي أمامك بعيدة المنال … هي اقرب مما تتخيّل.

مشاركة :