واشنطن - دخلت واشنطن على خط الأزمة شرق المتوسط على وقع تصاعد التوتر بين اليونان وقبرص من جهة وتركيا من جهة أخرى، داعية الأخيرة إلى سحب قواتها من المنطقة، وجاء التحرك الأميركي عقب تبلور موقف أوروبي حاسم بقيادة باريس لوضع حدّ للاستفزازات التركية. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه سيزور قبرص سعيا للتوصل إلى حل سلمي ينهي التوتر المتزايد في منطقة المتوسط. وتأتي زيارة الوزير الأميركي بعد أسابيع قليلة من زيارة لديفيد هيل إلى قبرص ورفع حظر السلاح عن قبرص في مؤشر عن اصطفاف أميركي إلى جانب الاتحاد الأوروبي حيال التحركات التركية المستفزة. وباتت الإدارة الأميركية على ضوء المتغيرات الجديدة تولي اهتماما كبيرا بما يدور في منطقة شرق المتوسط، خصوصا بعد عرض موسكو الوساطة لحل النزاع البحري. كما ثمن مايك بومبيو الجهود الألمانية لخفض التوتر شرق المتوسط، ونوه في الآن ذاته بالدور الفرنسي الأساسي في النزاع البحري من خلال دعمها لليونان وقبرص. وتجدر الإشارة إلى أنه في ختام قمة لدول الاتحاد الأوروبي المتوسطية، لوحت باريس بإمكانية فرض عقوبات على أنقرة إذا لم توقف سياسة "المواجهة" شرق المتوسط. ومن المقرر أن يجري بومبيو محادثات في قبرص بعد زيارة للدوحة حيث سيشارك في إطلاق المحادثات التي طال انتظارها بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وأفاد بومبيو الخميس بأن زيارته لقبرص ستأتي استكمالا لاتصالات أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس. وقال بومبيو للصحافيين من طائرته إنه "يجب حل (النزاع) بطريقة دبلوماسية وسلمية". وأضاف "لذلك سأعمل على هذا الأمر في محاولة للتأكد من أنني أفهم الأخطار المرتبطة به من وجهة نظر القبارصة". Thumbnail وقال بومبيو "نأمل بأن يكون هناك حوار حقيقي ونأمل في أن يتم سحب العتاد العسكري ليكون من الممكن عقد هذه المحادثات". وقال مراقبون إن الولايات المتحدة تسعى لدعم حلفائها الأوروبيين في ظل الخطر التركي المتصاعد الذي يهدد مصالح واشنطن في منطقة المتوسط التي باتت تكتسي أهمية بالغة. وبات النظام التركي في عزلة تامة بعد نجاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع شركائه في التكتل على تبني الموقف ذاته من تحركات أردوغان. وقبل القمة الأوروبية، حذّر رئيس الوزراء اليوناني من أنّه ليس أمام القادة الأوروبيين من خيار سوى فرض "عقوبات كبيرة" على تركيا إذا لم تعد إلى الحكمة. وتصاعد منسوب التوتر شرق المتوسط بعد نشر تركيا التي تبحث عن احتياطات الغاز والنفط في مياه تطالب بها اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي، سفينة استكشافية الشهر الماضي مدعومة بفرقاطات عسكرية، وردت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية.
مشاركة :