رؤى متقاربة لفرنسا وأميركا والإمارات تجاه الأطماع التركية في المتوسط | | صحيفة العرب

  • 8/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس- أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عقب محادثات هاتفية بينه وبين نظيره الأميركي، دونالد ترامب، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنّ وجهات نظر القادة الثلاثة "متقاربة" بشأن الوضعين في شرق المتوسط وليبيا في رسالة تعكس انسجاما في المواقف الرافضة لاستفزازات تركيا في شرق المتوسط. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه تركيا تجاوزاتها شرق المتوسط متجاهلة الدعوات الدولية بضرورة وقف أنشطة التنقيب الغير قانونية. وقال ماكرون في تغريدة على تويتر "وجهات نظرنا متقاربة. مصلحتنا مشتركة في السلام والأمن. سنضمن احترامهما". وأتت تغريدة ماكرون بعدما اتهمت تركيا بلاده ب"البلطجة" في شرق المتوسط ووجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى اليونان. من جهة أخرى أعلن بيان للبيت الأبيض إن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون "أبديا قلقهما بشأن تزايد التوتر بين اليونان وتركيا الحليفتين في حلف شمال الأطلسي" خلال اتصال هاتفي الجمعة. ويشهد شرق المتوسط توترا منذ أرسلت أنقرة سفينة استكشاف ترافقها سفينتان عسكريتان في منطقة متنازع عليها ثرية بالاحتياطات الغازية وتطالب بها اليونان. وغداة نشر باريس طائرتين عسكريتين وسفينتين من سلاح البحرية في شرق المتوسط لإظهار دعمها لليونان في هذه الأزمة، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو فرنسا بالتصرّف مثل "بلطجي". وقال أوغلو إنّه "يجب على فرنسا خاصة وقف اتخاذ تدابير تفاقم التوتر"، في سياق ازدياد حدة التوتر بين أنقرة وباريس على خلفية الوضع في المتوسط، وكذلك بشأن ملفي ليبيا وسوريا. واجتمعت دول الاتحاد الأوروبي الجمعة على مستوى وزراء الخارجية للتعبير عن تضامنها مع اليونان، علاوة على تداول الوضع في بيلاروس. ودعا الوزراء الأوروبيون إلى إيجاد "حل عبر التفاوض" وإلى "خفض التصعيد"، كما قرروا مواصلة مناقشة الموضوع خلال اجتماع قادم نهاية اب، وفق ما أفاد عدة مسؤولين. وفي إشارة إلى تدهور الوضع، أكدت أنقرة الجمعة أنها ردت على محاولة اعتداء على سفينة الاستكشاف "عروج ريس". وقال أردوغان الخميس إن سفينة عسكرية تركية "ردت عليهم بطريقة مناسبة فعادوا إلى مرفئهم"، مضيفا أنه "في حال تواصل ذلك، سيتم الرد". بدورها، تحدثت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية عن اصطدام فرقاطة يونانية بسفينة تركية الأربعاء، لكن لم تؤكد قيادة الأركان اليونانية حصول الحادثة. وأدى اكتشاف احتياطات غاز ضخمة في شرق المتوسط خلال الأعوام الماضية إلى تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، الجارتان التي لم تخل علاقتهما من الأزمات تاريخيا. وتدين أثينا ما تعتبره انتهاكا لمجالها البحري من طرف أنقرة، إذ نُشرت سفينة البحث التركية جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية. لكن تركيا ترفض الإقرار بأن هذه الجزيرة الصغيرة التي تبعد كيلومترين عن السواحل التركية وأكثر من 500 كلم عن السواحل اليونانية تحدّ هامش تحركها. ولدعم مطالباتها في شرق المتوسط، وقعت تركيا العام الماضي اتفاق ترسيم حدود بحرية مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة. لكن، رفضت أغلب دول المنطقة الاتفاق. وفي محاولة للتصدي لأنقرة، وقعت اليونان الأسبوع الماضي اتفاقا مشابها مع مصر أثار غضب الحكومة التركية. وتختلف اليونان وتركيا على مجموعة من القضايا بدءا من المجال الجوي وانتهاء بالمناطق البحرية وقبرص المقسمة، فضلا عن أزمة اللاجئين والتدخل العسكري التركي في ليبيا.

مشاركة :