حافظت منطقة جازان على مهنة “السليط” أحد الموروثات الشعبية في عمليات صناعة زيت السمسم المستخرج من بذور “السمسم”، بالطريقة التقليدية والتي ظلت متوارثة حتى وقتنا الحاضر، رغم المتغيرات التي تشهدها صناعة الزيوت. وقال مالك إحدى معاصر السمسم في جازان علي بن عواجي دغريري ، أن عملية عصر بذور السمسم بالطريقة التقليدية لاستخراج الزيت، والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، تمثل ثقلا تراثياً كبيراً في المنطقة، فمعصرة السمسم عبارة عن عصر لبذور السمسم الذي يزرع في المنطقة، وبعضها يجلب من خارج المنطقة، ويتم العصر التقليدي البارد وهو الذي يفضله الكثير من أبناء المنطقة ومن خارجها كذلك. وأضاف: “أن عملية العصر بداية تكون بتنقية بذور السمسم وتنظيفها، حتى يسهل عصرها مباشرة، ويفضل أن تكون البذور من المنتوجات الزراعية المحلية بالمنطقة، والتي تُعرف بجودتها، وهناك معاصر تجلب بذورا من الخارج، فالمعصرة تتكون من خشب أسطواني وهو الذي يوضع فيه السمسم بعد تنظيفه وتنقيته، ثم تبدأ بعد ذلك عملية العصر بما يسمى العود أو “القطب” الذي يحرك البذور لاستخراج الزيت”. وتابع: “في المعاصر التقليدية يستخدم فيه الجمل للدوران عكس عقارب الساعة، وتستغرق عملية الدوران والعصر ما بين أربع إلى خمس ساعات، ويقوم العصار بربط أعين الجمل حتى لا يؤثر ذلك على الجمل في عملية الدوران، ويتسبب له الدوار أو ما يسمى “الدوخة”، حيث يشعر الجمل وهو مغطى الأعين بأنه يسير لمسافة طويلة ومستقيمة وليس الدوران في المكان نفسه”. وقال: “يستبدل الجمل بعد انتهاء العصرة الأولى ويستخدم جمل آخر في العصرة الثانية، حتى يتم إراحة الجمل الأول، ويستخرج من هذه العملية الزيت بدون أي إضافات، وفي نهاية عملية العصر يتم استخراج زيت السمسم وتنقيته، ويكون جاهزا ولكن يبقى لفترة معينة حتى تتخلل الشوائب وتنزل لسطح الإناء الموجود فيه، ثم يبدأ عملية البيع لمرتادي المعصرة”.
مشاركة :