شن مقاتلون من فصائل عدة وجبهة النصرة، أمس، هجوماً واسعاً على منطقة سهل الغاب في شمال غربي سوريا، وحققت تقدماً باتجاه المناطق المحاذية للاذقية، فيما تمكنت قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية من طرد تنظيم داعش من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت حوالي الشهر، في حين تواصلت الاشتباكات في مدينة الزبداني وقصفت قوات النظام عدة مناطق في غوطة دمشق الشرقية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن بدأ مقاتلون من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل مقاتلة بينها حركة أحرار الشام وجند الأقصى وفيلق الشام ولواء الحق هجوماً واسعاً الليلة قبل الماضية على حواجز وتمركزات ومناطق تسيطر عليها قوات النظام في سهل الغاب وأطراف ريف إدلب المحاذية لمحافظة حماة. وأشار إلى تقدمهم بسرعة وسيطرتهم على مناطق ومواقع عدة في المنطقة. وأوضح عبدالرحمن أنه بعد هذا التقدم، لم يبق لقوات النظام في محافظة إدلب التي سيطر عليها معارضو النظام بشكل شبه كامل اعتباراً من مطلع يونيو/حزيران، إلا مطار أبو الضهور العسكري وقريتا الفوعة وكفريا. وأضاف أما في محافظة حماة، فالمواقع التي سيطر عليها المقاتلون هي خطوط الدفاع الأولى عن المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية. وأشار إلى استمرار المعارك العنيفة في المنطقة، والى مقتل 13 عنصراً من الفصائل وجبهة النصرة، فيما لم يرد إحصاء عن خسائر قوات النظام. وفي تطور لاحق، ذكر المرصد أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها تقوم بتنفيذ هجوم معاكس في سهل الغاب، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على بلدة الزيارة ومنطقة تل واسط عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة، وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، بينما تدور اشتباكات في محيط منطقتي الكفير والعلاوين بريف جسر الشغور، وسط تقدم للمقاتلين ومعلومات أولية عن سيطرتهم على المنطقة. من جهة أخرى، قال عبدالرحمن تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة. وأشار إلى استمرار الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين، فيما يتم تمشيط حي الزهور ومناطق أخرى بحثاً عن عناصر قد يكونون مختبئين. وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام. وبعد أيام من بدء الهجوم، انضم الأكراد إلى المعركة وفتحوا جبهة أخرى في جنوب المدينة، وحققوا تقدماً كبيراً بدعم من مقاتلين من عشائر عربية، أدى خلال الأيام الأخيرة إلى محاصرة الإرهابيين في أجزاء صغيرة في جنوب المدينة. وقال عبدالرحمن إن المعركة تسببت بمقتل 120 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له وعشرات المقاتلين الأكراد. كما قتل 287 عنصراً من تنظيم داعش بينهم 26 مقاتلاً تحت سن الثامنة عشرة. وقضى هؤلاء في الاشتباكات وفي تفجيرات انتحارية وفي غارات نفذها الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية في محيط المدينة خلال مدة المعارك. وأوردت وكالة الأنباء السورية أن وحدات الجيش العاملة في الحسكة والقوى الوطنية المؤازرة تابعت تقدمها في ملاحقة إرهابيي داعش ودكت أوكارهم وبؤرهم في أطراف حي الزهور في جنوب مدينة الحسكة، بعد عملية نوعية. إلى ذلك، قصفت قوات النظام مناطق في مزارع بلدات زبدين ودير العصافير والدير سلمان بالغوطة الشرقية وأنباء عن سقوط جرحى، كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط تل كردي قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المسلحة في مدينة الزبداني، وسط قصف متبادل بين الطرفين وأنباء عن خسائر بشرية في صفوفهما. (وكالات)
مشاركة :