هل حازت البحرين على ضوء أخضر سعودي لإعلان التطبيع | | صحيفة العرب

  • 9/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة - استبعدت أوساط دبلوماسية عربية أن يكون قرار البحرين تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ليمرّ لو لم يحصل على ضوء أخضر من القيادة السعودية، التي وإن كانت تتمسك بالمبادرة العربية للسلام إلا أنها لا تعترض على مسار التطبيع الذي دخلته الإمارات والبحرين بشكل منفرد وتدعمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأشارت هذه الأوساط إلى أن انضمام البحرين إلى مسار التطبيع في نسخته الجديدة كشف أن المبادرة الإماراتية تلقى تفهّما في السعودية والمحيط العربي وتكتسب زخمها الخاص من الحاجة إلى حلحلة أوضاع سياسية استمرت لعقود دون أيّ حل، وكان لا بد من الجرأة في طرحها في الوقت المناسب، وسحب ورقة التوظيف والابتزاز الذي يمارس باسم الملف الفلسطيني ويعرقل اندماج العرب دوليا. وأضافت أن وضع السعودية مختلف عن بقية الدول التي فتحت قنوات التواصل مع إسرائيل، فالمملكة هي صاحبة مبادرة السلام العربية التي تم تبنّيها عام 2002، وتحتاج إلى خطوات للسلام تحقق البعض من بنود مبادرتها خاصة ما تعلق بحل الدولتين. يضاف إلى ذلك وضعها الحساس كمركز ثقل ديني ما يجعل أيّ مبادرة تتخذها عرضة لحملات التشويه والتكفير والمزايدة. الشيخ خالد آل خليفة: الاتفاق يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها الشيخ خالد آل خليفة: الاتفاق يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وأصبحت البحرين، الجمعة، ثاني حليف للسعودية في الخليج بعد الإمارات يعلن خلال شهر واحد عن اتفاق لإقامة علاقات مع إسرائيل، ما يسلّط الضوء على الرياض التي تجنّبت حتى الآن ضغوطا من قبل الرئيس الأميركي لتسير باتجاه التطبيع. واعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن اتفاق تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل “يصبّ في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها”. وِأضاف أن الاتفاق “يوجه رسالة إيجابية ومشجعة إلى شعب إسرائيل، بأن السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الأفضل”. وهذا التطور الذي وصفه ترامب بأنه “تاريخي حقا”، لم يكن من المحتمل أن يحدث دون تأييد صامت من الرياض التي تتمتع بنفوذ كبير في البحرين، الجارة الصغرى التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي. وكانت السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، من بين القوى الخليجية التي تعهّدت بتقديم مساعدات مالية قيمتها 10 مليارات دولار في العام 2018 للبحرين التي تعاني من ضائقة مالية. كذلك، تدخلت قوّاتها في العام 2011 لدعم الحكومة في خضم الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح. وقال مارك شناير الحاخام الأميركي والمقرب من سياسيين بحرينيين “أنا على ثقة بأن مملكة البحرين تشاورت مع السعوديين بشأن هذا القرار احتراما لهم”. وأضاف “لقد احترمت حكومة البحرين الموقف السعودي طوال هذه العملية”. ولزم المسؤولون السعوديون الصمت حيال هذا التطور، لكنّ مصدرا مقربا من السلطات ألمح إلى أن الضوء الأخضر للبحرين كان بعد اتصالات من الرئيس الأميركي. وقال ترامب للصحافيين “لقد تحدّثت إلى ملك السعودية (…) لقد بدأنا للتوّ الحوار” حول التطبيع مع إسرائيل، بعد أسبوع من اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. ولم تتطرّق وسائل الإعلام الرسمية السعودية إلى هذه القضية بشكل مباشر، لكنها أعربت عن دعمها لحل “دائم وعادل” للقضية الفلسطينية. اقرأ أيضاً: الفلسطينيون في مأزق خسارة الظهير العربي دون كسب حلفاء جدد وفي وقت سابق من الشهر الحالي وافقت الرياض على السماح للرحلات الجوية الإماراتية إلى إسرائيل بالتحليق في أجواء المملكة، في إشارة إلى أن المملكة تراعي خصوصية مواقف كل دولة وحساباتها. وقال راين بوهل الباحث في مؤسسة ستراتفور للأبحاث الجيوسياسية الاميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن السعودية ستظل أبطأ في التعاطي مع ما أسماه بمسار “التطبيع البديل”، وإنها ستستكشف العلاقات غير المباشرة مع إسرائيل إلى حين “يصبح فيه الجمهور السعودي أكثر استعدادا لتغيير استراتيجي أعمق”. وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط كريستين ديوان لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ “السعودية كثيرا ما تستخدم البحرين ساحة اختبار لسياساتها المستقبلية”. وأضافت “لكنّ حسابات السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مغايرة تماما عن الدولة الخليجية الصغيرة”. ولوحظ أن الخطوة التي أقدمت عليها البحرين، الجمعة، بالكشف عن مسارها للاتفاق مع إسرائيل، قوبلت بهجوم من السلطة الفلسطينية وحماس، اللتين تتمسكان بالتهريج والتصريحات المزايدة في وقت يقيمان علاقات مع إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر. ويقول مراقبون إن السلطة وحماس لا تستطيعان الاستمرار في اتهام الآخرين بالخيانة والزعم بأنهما الحارستان للقضية في حين أنّ كلا منهما تحكم جزءا من الأراضي الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو القائم على الاعتراف بإسرائيل. وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لفرانس برس إنّ الاتّفاق “يشكّل طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب”. وندّدت حماس بما وصفته “عدواناً” و”إضراراً بالغاً” بالقضية الفلسطينية.

مشاركة :