بيروت - جدد البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأحد، مطالبته بإجراء تحقيق دولي في انفجار مرفأ العاصمة بيروت، في ظل تنامي المخاوف من وجود أياد تعبث بمكان الانفجار لطمس الحقائق. وشهد مرفأ بيروت خلال الأيام الأخيرة حرائق عدة أخطرها ذلك الذي جد الخميس الماضي، والذي قالت قوى سياسية إنه متعمد لطمس ما حصل في الانفجار الكبير الذي وقع الشهر الماضي. وخلال عظته الأحد في قداس أٌقيم في حريصا، شمال بيروت، في الذكرى الأربعين لضحايا انفجار المرفأ، قال الراعي إن “التخبط في التحقيق المحلي والمعلومات المتضاربة والشكوك المتزايدة في حقيقة الانفجار وإهمال المسؤولين يدفعنا إلى المطالبة مجددا بتحقيق دولي مستقلّ”. وأضاف الزعيم الروحي الماروني “العدالة لا تتعارض مع السيادة ولا سيادة من دون عدالة، وإذا كانت السلطات ولأسباب سياسية ترفض التحقيق الدولي فواجب الأمم المتحدة أن تفرض ذلك لأن ما حصل يقارب جريمة ضد الإنسانية”. وأكد الراعي أنّ “لبنان بحياده الناشط ضرورة في هذه البيئة المشرقية، وهناك تشويه لمطالب الثوار والاعتداء عليهم وبعثرتهم وتخريب قلب بيروت لمنع ازدهارها”. وفي 17 أغسطس الماضي، أطلق البطريرك الراعي وثيقة بعنوان “لبنان الحياد الناشط”. وتهدف الوثيقة بحسب تصريحات سابقة للبطريرك، إلى “تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي وقضاء مستقل ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء سواء من إسرائيل أو غيرها”. وبحسب أرقام رسمية غير نهائية، في 4 أغسطس الماضي، شهدت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، إثر انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 191 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، والعشرات من المفقودين، بجانب دمار مادي هائل قدرت خسائره بنحو 15 مليار دولار. وأدى الانفجار إلى تفجر غضب شعبي أطاح بحكومة حسان دياب في السادس من ذات الشهر، وجرى تكليف السفير مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة في 31 أغسطس، على أمل أن ترى النور في ظرف أسبوعين وهو ما لم يتحقق. وتساءل الراعي “لماذا يتعثر تأليف حكومة إنقاذية مصغرة توحي بالثقة، أليس لأن المنظومة غارقة في الأنانية والفساد؟”.
مشاركة :