تفاوتت انطباعات المثقفين في مواقع التواصل الاجتماعي بين المحبط والمحبط للغاية، حول ما نشرته «الحياة» بتاريخ 4 نوفمبر الجاري، وتضمن مقتطفات من كلمة ألقاها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، في منتدى الاستراتيجية المسرحية الذي نظم في نادي جدة الأدبي، وفي هذه المقتطفات أوصى الحجيلان المثقفين بالتحلي بالصبر، وبرر غياب المنشآت الثقافية بأن مقر وكالة الوزارة للشؤون الثقافية نفسه «عبارة عن شقة ضيقة داخل عمارة في الرياض»، وقال أيضاً: «لا أحد يتخيل أن وزارة الثقافة والإعلام ليس بيدها قرار، أو تنشئ هذا أو ذاك وأن تفعل أو لا تفعل». وكتب هؤلاء المثقفون تغريدات في «تويتر» عبروا فيها عن حال الإحباط، لكنهم اتفقوا على أن صناعة الثقافة ليست بالمال والأبنية، ولكنها برعاية الإبداع وتكوين العقل الإنساني، وأن تصبح مؤسساتها ركائز أساسية في عملية التخطيط الوطني، مع إيمان عميق ووعي بها في نفوس صناع القرار قبل أي شيء. وجاء التفاعل في «تويتر» ساخناً حول المواضيع التي أثارتها كلمة الححيلان، إذ كتب الناقد سلمان السليماني على صفحته بـ«تويتر»: «حديث الحجيلان كان سلبياً، وقعه على المثقفين محبط للغاية، تلمس في ما قال محاولة للتبرير، هو لم يقل ليس بيدي شيء، لكننا فهمنا ذلك جيداً». وكتبت الأديبة والمترجمة منى العبدلي: «رسالة واضحة، ضيقوا مساحة أحلامكم وتطلعاتكم، مع وزارة شققها ضيقة لا ترفعوا سقف التوقعات». فيما علق الروائي عبدالإله الأنصاري وكأنه يهمس على المسؤول «القبول بسندان (مغرفة) التغاضي، أو الرضوخ لمطرقة كرامة الاستقالة، والأمر لا يحتاج إلى تمحيص». ونوهت الكاتبة سالمة الموشي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعرف فيها مثقفو هذا الوطن أن عليهم التحلي بالصبر. وأضافت: «مقولة الحجيلان أن نتحلى بالصبر تدل على فشل المسؤولين عن الثقافة في انتشالها من الحضيض المادي والحركي الذي تمر به الثقافة». فيما جاء تعقيب المهندس عبالله الشهراني - الذي استقال من عضوية مجلس إدارة نادي مكة الأدبي - صريحاً حين قال: «دأب المسؤول (...) على توفير الموازنة، لأن هذه الوسيلة الوحيدة للترقية فضلاً عن الالتصاق بالكرسي»، مؤكداً أن: «الحجيلان مثال للمدير وليس للقيادي، الذي ينتظر الصلاحية لا أن ينتزعها». وقال القاص والكاتب محمد المنقري لـ«الحياة» إن وكالة الوزارة «حين تبرر ضعفها وندرة برامجها بقلة الموازنات، أو عدم وجود المباني المناسبة لأدائها، فإنها تسيء لنفسها كثيراً، لأن يسمع عن الدعم السنوي والمبالغ المتوافرة في صناديق الجمعيات والأندية الأدبية، وهي مبالغ جيدة لأداء العمل إذا وجد التخطيط الثقافي الواعي، والإدارة المعاصرة والاحترافية المتفرغة التي تؤمن جيداً باشتراطات العمل الثقافي وآليات تنفيذه». وأكد المنقري «الملاحظ أن النشاطات الناجحة في البلاد تصنعها مؤسسات لا تقع تحت مظلة (الوكالة)، مثل: سوق عكاظ والجنادرية ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة وأرامكو... لماذا تتقدم هذه القطاعات ويتراجع المشهد الثقافي ويتصارع أفراده؟ على الوكالة أن تبحث عن سر إبداع هؤلاء لتقتدي بهم بدلاً من صناعة شماعات لأخطاء لا حدود لها».
مشاركة :