إن مصر تحتفى دائما بأبنائها البارزين من أبناء القوات المسلحة أو الشرطة فهم الرايات التى ترفرف فوق الرؤوس . ولكننا علينا منح الدعم والقوة والعزم للمحندين الذين يقدمون أنفسهم لبلادهم لقضاء فترة الجندية ويقدمون كل يوم أرواحهم فداء لتراب هذا الوطن الغالى .فالجندية شرف لكل شاب مصرى. وقد شاهدنا منذ أيام قليلة شاب من أبنائنا المجندين الذي تميز بدماثة الخلق وحسن التربية ولم يسئ الى الزى العسكرى الذى يرتديه حين تعدى عليه محصل القطار وأذهلنى أننا لم نحتفي به، واكتفينا بالاحتفاء المعنوي، وهو فى أمس الحاجة للدعم المادي كشاب فى مقتبل حياته، ولم يسئ للزى العسكرى ، واحتفينا بالسيدة رغم أن الموقف طبيعى جدا كأم ولكنها مشكورة.ولكننا هنا يجب أن نراعى الأمر من منظور آخر حيث ان الشباب يتقدمون للجندية وهم فى أمس الحاجة للعمل،وأحيانا يكون المجندين هم العائل للاسرة لمرض الاب مثلا أو ضيق الحال فالكثير من أبنائنا يعملون بالمهن وحرفيين، أو حديثى التخرج ولا يوجد لديهم ما يغنيهم عن سؤال الأب أو الأم وكثيرا ما يمثل عبئا شديدا.لذلك نجد الكثير من الشباب يتخلف عن الجندية لأسباب أغلبها ظروف إقتصادية فالأمر ملموس على أرض الواقع، فالظروف تمنعه من تقديم ثلاث سنوات أو حتى عام بدون دخل فالأسباب عديدة، فلا يجب أن نرى محند يبحث فى حقيبته عن نقود أو يشعر بأنه أصبح عاله على أسرته بعد انقطاعه عن العمل بسبب فترة الجندية .فهؤلاء هم قناديل مصر وهم خيرة شبابها وهم من يبذلون أرواحهم لحماية أرض الوطن، ومن هنا يجب على القوات المسلحة بتكريم هؤلاء الشباب ،والنظر فى أفضل الطرق للوقوف على أوضاع المجندين، ويكون من ضمن أوراق التقديم للجندية عمل بحث اجتماعي يقدمه الجندى وتقوم القوات المسلحة من بحث الحالات، وعمل رواتب لتلك الأسر فى فترة غياب أبنائهم وقضائهم لفترة الجندية، وفى تلك الحالات لن نجد شاب يبحث عن أساليب التهرب من تلك الفترة ولن تمثل أى عبء، ولا للشاب ولا الأسرة، لأن الشباب المصري هم عشاق لترابها فهم خير أجناد الأرض مع ضرورة رفع رواتب المجندين بحيث تكفيه لإعالة نفسه طوال فترة التجنيد فلا يجوز أن يتساوى المجندين فى الأماكن شديدة الخطورة ونائية مع أخرين يقضون فترة التجنيد فى مناطق مأهولة، مما سيزيد من إحترام الكثير من الشباب والأسر لفترة الجندية التى هى مبعث لفخر أبنائنا.
مشاركة :