المخلفات الصناعية وإعادة تدويرها (3 / 4)

  • 9/16/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في المقالين السابقين جرى الحديث عن المخلفات الصناعية وكيفية تدويرها والاستفادة منها إذا كانت قابلة للتدوير وإعادة التصنيع أو تجميعها والتخلص منها، وفي هذا المقال سيتم عرض أمثلة لبعض المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها مرة أخرى، وهي كالتالي: تدوير المواد البلاستيكية تتكون المواد البلاستيكية كيميائيا من مركبات مواد عضوية تحتوي على ذرات كربون تتصل ببعضها مكونة ما يشبه العمود الفقري لهذه المركبات، وتتصل ذرات الكربون هذه بذرات الهيدروجين وأحياناً بذرات من عناصر الأكسجين أو النيتروجين أو الفوسفور أو الكلور أو السيليكون أو أي ذرات أخرى. وهذه المواد يمكن لها أن تنساب تحت تأثير الحرارة أو الضغط، والمواد البلاستيكية متعددة الأنواع، بل وفى تزايد مستمر تبعًا لتركيبها الكيميائي، وهذه المواد تتمتع بخصائص ميكانيكية وكهربائية وحرارية مميزة تتواكب مع التطور الشامل الذى طرأ على جميع مجالات ومتطلبات الحياة، ولهذا أصبح البلاستيك جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فمنه تصنع الأرضيات وستائر الحمامات وأغطية الأرائك ومقاعد السيارات وخراطيم المياه والملابس وعبوات لحفظ المياه واللبن وأكياس لحفظ وتغليف اللحوم والدواجن والأسماك والوجبات الجاهزة والأطباق المنزلية وأجزاء كثيرة من الأجهزة الكهربائية وغيرها، وحيث إن المواد البلاستيكية مواد عضوية غير قابلة للتحلل أو الذوبان فلا يمكن التخلص منها بسهولة ولذلك أصبحت مخلفات المواد البلاستيكية تزداد وتتضاعف بشكل هائل الأمر الذي أثر على عملية التوازن البيئي. ولإعادة تدوير المنتجات البلاستيكية فإنه بعد استعمالها والتخلص منها في صناديق القمامة يعاد جمعها وفصلها وغسلها وطحنها وتحويلها مرة أخرى إلى منتجات مختلفة لاستخدامها مرة أخرى، وتتم هذه العملية فى مصانع إنتاج المنتجات البلاستيكية، حيث يعاد استعمال مخلفات هذه المنتجات أو الأجزاء الزائدة منها عن طريق إضافتها بنسب صغيرة إلى الخامات الأساسية وإعادة تدويرها وصهرها لتدخل ضمن تركيب المنتجات البلاستيكية بحيث لا تحدث أي ضرر أو تشويه أو تدنٍ فى خواص تلك المنتجات وجودتها. تدوير السيارات المستعملة تلقى إعادة تدوير السيارات المستعملة رواجًا واسعًا مع ارتفاع الطلب على السيارات المستعملة في كل من صناعة الصلب وصناعة السيارات في الدول الصناعية على حد سواء، إذ تعتبر السيارات غير الصالحة للاستعمال (المصدومة والمعدومة والخردة) أكبر مصدر للاتجار، بل ومن أكثرها ربحًا ودخلًا حيث يمكن بيع بعض قطعها الصالحة للاستخدام كقطع غيار بأسعار تنافس أسعارها لدى الوكالات ومحلات بيعها، لذا لاقت هذه التجارة إقبالا شديدًا ورواجاً واسعًا من قبل المتعاملين في هذا المجال، وفي أميركا تعتبر السيارات أكثر المنتجات الصناعية المعاد تدويرها بل وتعتبر تجارة رائدة تدر على المتعاملين بها أرباحا طائلة كما توظف آلاف الأشخاص بها في أنحاء البلاد، ومن المعروف أن نجاح تدوير السيارات يعزى إلى أن المواد المسترجعة من عملية التدوير يمكن أن تبقى لفترة طويلة دون أية مخاطر وتباع بأسعار منافسة، كما أن المخلفات التي لا تباع ولا تستخدم من تلك السيارات يمكن بيعها في النهاية إلى مصانع الحديد والصلب لطحنها وصهرها وتحويلها إلى حديد تسليح، وبالتالي فليس ثمة أي مخلفات ناتجة من هذا التدوير يلزم التخلص منها، وكم نأمل أن يقام لدينا في المملكة مصنع لتدوير السيارات المستخدمة لأن السيارة بعد انتهاء عمرها التشغيلي وانتفاء الفائدة منها، فإما أن يعاد تدويرها وإما أن تتراكم هياكلها فيتأكسد حديدها ودهاناتها مع رطوبة الجو فتكون عندئذٍ مصدر ضرر على صحة الإنسان بالإضافة إلى أنها تشكل عبئًا على البيئة المحيطة وتشويهًا لها.. (يتبع). *جامعة الملك سعود

مشاركة :