"اتفاقات أبراهام" تؤسس لعصر جديد في الشرق الأوسط | | صحيفة العرب

  • 9/14/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي – يبدأ الشرق الأوسط، الثلاثاء، عصرا جديدا بتوقيع دولة الإمارات ومملكة البحرين اتفاقيتي سلام مع إسرائيل في واشنطن يطلق عليها الأميركيون اسم "اتفاقات أبراهام"، تيمنا بالنبي ابراهيم الذي يعتبر أبا الديانات الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام. ومن المقرّر أن يشرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال احتفال في البيت الأبيض، على توقيع مسؤولين إماراتيين وبحرينيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على اتفاقي السلام. وسيقود الوفدان العربيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، وسط توقعات بأن يولّد التطبيع تعاونا مثمرا بين اقتصادات الدول الثلاث في مجالات عدّة من بينها الأمن والأعمال والطاقة والعلوم. وتعتبر الإمارات والبحرين خصما مشتركا مع إسرائيل لإيران، وإن كان ذلك بشكل أقلّ حدّة في أبوظبي. وتطلّ الجمهورية الإسلامية على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يفصلها عن دول الخليج. وتقيم بعض الدول الخليجية علاقات سرية مع إسرائيل منذ سنوات، ويتيح اتفاق التطبيع لهذه العلاقات بأن تصبح علنية وستعزّز التعاون، في وقت تحاول هذه الدول الغنية بالنفط تجاوز الخسائر التي تسبّب بها فايروس كورونا المستجد. بالنسبة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يعدّ الاتفاق انتصارا مهما قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وأعلن البيت الأبيض أن عضوا يمينيا متطرفا في البرلمان النروجي رشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام. وغرّد ترامب مساء الجمعة الماضي قائلا “اختراق تاريخي آخر اليوم! صديقتانا العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين تتفقان على اتفاق سلام. ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يومًا!”. واعتبر أنّ الأمر “مثير للاهتمام” كونه تمكّن من إعلان الاتفاق عشية الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذّها عناصر من تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة. في المقابل، دعا المسؤولون الفلسطينيون إلى احتجاجات ضد هذه الاتفاقيات في ظل تصدّع مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي رعتها السعودية والتي تدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 مقابل تطبيع العلاقات. مرحلة تعارف بداية حقبة جديدة بداية حقبة جديدة وتمثل الاتفاقيتين انتصارا لنتانياهو كذلك لإضفائهما مزيدا من أجواء قبول إسرائيل في الخليج، في وقت يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي اتهامات بالفساد وتظاهرات مناهضة له ومنافسة سياسية. وكان نتنياهو قال قبيل ذهابه إلى واشنطن إن "هذه الاتفاقيات ستوحد السلام الدبلوماسي مع السلام الاقتصادي وستضخ المليارات إلى اقتصادنا من خلال الاستثمارات والتعاون والمشاريع المشتركة". وقالت نائبة رئيس بلدية القدس فلور حسان ناحوم “يبدو وكأن بلداننا تتواعد وتلتقي” للتعرّف على بعضها. أما في دول الخليج، فكان الرد على الاتفاقين أكثر تحفظا، في حين يرجح مراقبون أن تنضم دول خليجية جديدة لمسار التطبيع على غرار سلطنة عمان التي كانت في مقدمة المرحبين بالخطوتين الإماراتية والبحرينية، ولها اتصالات متقدمة مع تل أبيب. وبينما رفع العلم الإماراتي على مبنى بلدية تل أبيب، لم يظهر العلم الإسرائيلي بعد على برج خليفة في دبي، أطول مبنى في العالم والذي يعرض عادة إنجازات الدولة الخليجية وحلفائها. وبعد دقائق من الإعلان المفاجئ عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس، برز خلاف حول شروط الاتفاق مع الإمارات بشأن “وقف” أو “تعليق” ضمّ إسرائيل لأراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. كما كشف عن خلاف بين الطرفين حول رغبة الإمارات في شراء طائرات مقاتلة أميركية من طراز “اف-35″، إذ قال نتانياهو إنه يعارض هذه الخطوة على اعتبار أنها يمكن أن تقوّض التفوّق الاستراتيجي لإسرائيل. لكن محللين يقولون إنه على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، فإن الإمارات على استعداد تام للمضي في اتفاق من شأنه أن يعزّز دورها في منطقة هيمنت عليها قوى تقليدية لعقود طويلة. في المنامة، أعرب زعماء شيعية معارضون عن رفضهم لاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وجاءت هذه الاعتراضات بعد ساعات قليلة من تحريض إيراني للتحرك وإسقاط الاتفاق. وتداول مستخدمو تطبيق “تويتر” وسم “بحرينيون ضد التطبيع” و”التطبيع خيانة” على نطاق واسع. وترى إيران التي تواجه ضغوطا شديدة أن اتفاقات السلام المبرمة بين إسرائيل والدول العربية ستكون هي في مقدمة المستهدفين منها. ثقافات سياسية واجتماعية مختلفة يحظى اتفاق السلام المبرم بين دولة الإمارات وإسرائيل بترحيب غربي واسع، على اعتبار أنه يساهم في إرساء سلام منشود بمنطقة الشرق الأوسط، لكنه يلقى توجسا من اقرأ أيضا: سلطنة عُمان تمهد لاتفاق سلام مع إسرائيل جهات أخرى لاعتبارات سياسية واجتماعية واقتصادية. ومازالت الأطراف المعنية بالاتفاقين حاليا في مرحلة من التعارف، اذ يقول مراقبون إنها يمكن أن تشهد الكثير من سوء الفهم والتعقيدات بعد التصريحات المرحبة الصادرة عن مسؤولي الدول الثلاث. وتتحدّث السفيرة الأميركية السابقة لدى الإمارات باربرا ليف الباحثة حاليا في “معهد واشنطن”، عن “ثقافتين اجتماعيتين وسياسيتين يشوبهما اختلاف كبير". وبالنسبة الى الباحثة في شؤون الخليج في جامعة حيفا موران زاغا، بينما يمضي الجانبان نحو منطقة غير واضحة المعالم، فإن إطار الاتفاقية سيشكل أساسا لمواضيع النقاش. وتقول “سنشهد طفرة في كل مجال تقريبا على المستوى المدني والعلم والثقافة والموسيقى”، إلى جانب رحلات مكثّفة لوفود تجارية ودبلوماسية لاستكشاف أوجه التعاون. وتتابع “الإسرائيليون يشعرون بالحماس الشديد". وكانت الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة أعلنت في بيان مشترك، في 13 أغسطس، التوصل إلى اتفاق إماراتي إسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين الطرفين ينصّ كذلك على تعليق عملية ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل. وسارت البحرين على درب الإمارات، بإعلانها في 11 سبتمبر الجاري، عن التطبيع مع إسرائيل.

مشاركة :