مسرحية «مصنع الكرتون»... فرحة و«فُرجة» وسلام ! | مسرح

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«مصنع الكرتون» تواصل فتح أبوابها أمام الجمهور. فقد اتخذ نجوم المسرحية قرارهم، بتمديد عرض مسرحيتهم الاستعراضية، لإتاحة الفرصة أمام مزيد من الحضور الجماهيري الذي يحتشد في مسرح تنمية المجتمع بمنطقة العدان، لمشاهدة جرعة المتعة الإبداعية والبصرية التي تتميز بها المسرحية وسط حالة من الفرح والبهجة والأمل في مستقبل ينعم بالسلام. المسرحية تعَد أحد العروض المهمة في موسم عيد الفطر، إذ استقطبت عدداً كبيراً من المشاهدين الصغار والكبار على السواء، واعتمدت على اللوحات الاستعراضية والإبهار في الديكور والألوان والإضاءة والموسيقى، وزاد من قيمة العرض مشاركة جمع كبير من النجوم في تأديته على الخشبة، بينهم الفنانة البحرينية زهرة عرفات، عبد المحسن العمر، محمد العلوي، هنادي الكندري، بدر الشعيبي، أسيل عمران، فيصل فريد، أحمد خميس، مشاري المجيبل، رمضان جلكسي، فهد الصالح وغيرهم، أما الفكرة والإخراج فهما عبدالمحسن العمر، في حين تولى مهمة التأليف جاسم الجلاهمة. «الراي» كان لها مقعد وسط الجمهور، وشاهدت العرض الذي أثار في الوجدان - منذ البداية - حالة من الفرح والبهجة والمتعة البصرية التي نبعت من تصميمات الديكور التي أضفت كثيراً من التأثيرات على فضاء خشبة المسرح، إلى جانب مزج اللونين الأصفر والأزرق معاً ليس في الديكور فقط، بل في أزياء الفنانين، وإكسسواراتهم وتسريحات شعرهم أيضاً ! من العناصر المميزة في المسرحية، إلى جانب الاستعراضات المميزة، الإبداع الموسيقي الذي تعانق مع الكلمات الغنائية لإحداث تأثير محبب ومبهج في المشاهدين الذين تفاعلوا مع العرض، واستحسنوا تكرار الجملة الغنائية التي تقول: «أهديكم أحلى كلام... من مصنع كله سلام»، مع إيقاع متميز جعل الجميع يرددونها باستمتاع ! المسرحية لها من اسمها نصيب كبير، إذ تدور فكرتها - في مجملها - حول مصنع أو استديو تُصنَّع فيه الشخصيات الكرتونية الفنية، ويقدمها صانعوها العاملون في المصنع بشكل فني يمتزج فيه الواقع بالخيال، وينشدون من خلالها السلام، انطلاقا من شخصية «نوبل» الذي يقود المصنع بشكل متميز، ويتناول العرض قضية أخرى مهمة جداً للفرد والجماعة، وهي قيمة العمل بروح الفريق الواحد، وضرورة أن نكون جميعا يداً واحدة ضد أي مخاطر تهددنا، وهي سلوكيات نحتاج أن نغرسها في الصغار من أجل مستقبل يقوم على المحبة والاستقرار في المجتمع. قرار استمرار المسرحية أسبوعاً إضافياً يعود إلى ذكاء الفنان والمنتج عبدالمحسن العمر الذي أنفق ببذخ على هذا العرض، مراهناً على ما يربطه بالجمهور من كيمياء وتفاهم، يتمكن بواسطتهما من إدراك ما الذي يريده المشاهدون، وكيف يقدم مسرحية تجمع بين الإبداع الفني والرسالة الفكرية على السواء، كما استطاع أن يحقق «ضربة معلم» مسرحية، عندما استعان بالفنانين زهرة عرفات ومحمد العلوي وهنادي الكندري وبدر الشعيبي وإبراهيم دشتي وغيرهم، في دلالة على أن العمر يجيد قراءة السوق المسرحي، ويستشعر مزاج غالبية الجمهور الذي ينتظر هؤلاء النجوم بشوق، لأنهم دأبوا على عدم المشاركة إلا في الأعمال التي تحمل رؤية فنية متكاملة. المخرج أدار العرض باقتدار، ووظف صوت الشعيبي ودشتي وخبرة زهرة عرفات وحضور هنادي وتفوق العلوي، مما جعل العرض يخرج بشكل متميزويحظى بحفاوة كبيرة من المشاهدين. أيضاً من العناصر التي تضاعف من وصول العمل إلى الجمهور، اعتماد العرض على اللوحات الاستعراضية الغنائية التي تجذب عيون الصغار وقلوبهم بسهولتها وإبهارها المتنوع العناصر، ما يمنحهم القدرة على فهم أبعاد المسرحية، والتجاوب مع ما تنادي به من قيم نبيلة تبقى في وجدانهم طويلاً، من اتحاد وحرص على التعاون والتكافل والسلام، خصوصاً أنها ترتبط في أذهانهم بالمتعة البصرية والإيقاع الموسيقي، وتميز العرض يشي بأن العمر استفاد جيدا من خبراته السابقة في العمل بالمسرح، ونجح بشكل كبير في أن يكون له حضور في الساحة المسرحية، مستجيباً لنداء جمهور أصبح ينتظر أعماله بشغف، وهو ما تجلى سابقاً من خلال مسرحيتي «مدينة الزنوج» و«البطاريق» وغيرهما، ومن ثم لم يكن غريباً أن تصب كل هذه النجاحات في بتأثيرها في«مصنع الكرتون».

مشاركة :