تحتفل غرفة دبي هذا العام بمرور 50 عاماً على تأسيسها تحت شعار رؤى تتحقق، حيث تتخذ الغرفة من التنمية الشاملة التي شهدتها إمارة دبي والمكانة الاقتصادية المرموقة التي وصلت إليها، مظلة أساسية ليكون احتفال الغرفة احتفالاً بالإنجازات التي حققتها دبي في ظل السياسات والاستراتيجيات والرؤى التي وضعتها القيادة الرشيدة للإمارة. قال حمد بوعميم مدير عام غرفة دبي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات إن رؤية قادة دبي وشيوخها شكلت منارة تضيء مسيرة غرفة دبي خصوصا في ما يتعلق باستشراف المستقبل، حيث كانت توصيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باستهداف أسواق معينة كالقارة الإفريقية ورابطة الدول المستقلة حجر الأساس في استراتيجية واسعة أطلقتها الغرفة خلال العقد الماضي لتعزيز تنافسية مجتمع الأعمال العالمية.. فرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نقلت مجتمع الأعمال إلى آفاق واسعة من النمو والتطور وألهمتنا استشراف المستقبل الواعد. تعزيز قيم الابتكار وأكد بوعميم أن غرفة دبي كونها المصدر الرئيسي للبيانات والمعلومات حول أعمال القطاع الخاص في الإمارة والرائدة في إعداد التقارير والأبحاث الاقتصادية ودراسة مشاريع القوانين الاتحادية والمحلية والقرارات الوزارية، ستلعب دوراً رئيسياً في تعزيز قيم الابتكار في بيئة الأعمال في السنوات القادمة. وقال إن الاستراتيجيات المختلفة التي انتهجتها غرفة دبي كانت دائماً ما تتوافق وتنسجم مع الاستراتيجية العامة لإمارة دبي في كل مرحلة من مراحل التطور والنمو، وسيلاحظ كل متابع وباحث في تاريخ تطور غرفة دبي خلال العقود الخمسة الماضية أن رؤية غرفة دبي تواكبت خطوة بخطوة مع تقدم إمارة دبي، وساهم دورها المحوري في تنمية القطاع الاقتصادي بالوصول بالإمارة نحو التميز والتفرد على مستوى العالم وإبراز مكانتها كمركز للأعمال والخدمات عبر تكريس شبكة علاقاتها الدولية وتوظيف كافة الإمكانات والقدرات لتكون دبي محوراً رئيسياً وفعالاً في عملية التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط. 3 غرف صغيرة ولفت بوعميم إلى أن بداية غرفة دبي كانت في شقة مؤلفة من 3 غرف صغيرة والرابعة خصصت للاجتماعات وعشرة موظفين يقومون بتقديم خدمات ل 450 عضواً واقتصرت خدماتها حينذاك على مراجعة التشريعات والقوانين المحلية ومنها قانون الجمارك ومراقبة أسعار الأدوية وتنظيم تصدير الأسماك المجففة، أما اليوم فمقر الغرفة هو أحد أهم المباني الشاهقة على خور دبي ووصل عدد أعضاء الغرفة ما يقارب ال 170 ألف عضو ليتخطى دورها ما هو أبعد من تقديم الخدمات، حيث أصبحت الغرفة هي الممثل الحقيقي لقطاع الأعمال الخاص والشريك الرئيسي في تنمية قطاع الأعمال في دبي والمنطقة. المرحلة الثانية وقال إنه في عام 1975 ومع انتقال الغرفة إلى مبناها الجديد آنذاك المكون من خمسة طوابق في شارع بني ياس قرب بلدية دبي، انتقلت الغرفة إلى مرحلة ثانية أرست خلالها الأرضية الملائمة لتنظيم المعارض العالمية فقامت خلال هذه الفترة بتنظيم مجموعة من المعارض قبل تأسيس مركز دبي التجاري العالمي لتكون النواة الحقيقية للمكانة التي تحتلها إمارة دبي كعاصمة عالمية للمعارض والمؤتمرات وتزامن مع هذه الفترة ازدياد زخم القوانين الاتحادية والنشاط التجاري. وأوضح بوعميم أن مرحلة التوسع بدأت في فبراير/شباط 1995 مع افتتاح المغفور له، بإذن الله، الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، يرافقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبنى الغرفة الجديد المطل على الخور والذي بات معلماً بارزاً من معالم نمو وتطور دبي، فالمبنى الذي كان سابع أطول مباني دبي في وقت افتتاحه، حائز على اعتماد الريادة في تطبيق أنظمة الطاقة وحماية البيئة عن الفئة البلاتينية لييد يشكل نموذجاً للمباني الخضراء والمستدامة في العالم العربي ويرمز للجهود التي بذلتها غرفة دبي على مدى 50 عاما منذ تأسيسها في عام 1965 لخدمة مجتمع الأعمال في الإمارة ودعم تنافسيته العالمية، ثم انطلقت الغرفة في مرحلة ثالثة من النجاح والتميز لتظهر ملامح تطور خدمات الغرفة على مر هذه السنوات والمتمثلة في إنشاء مركز أخلاقيات الأعمال ومركز دبي للتحكيم الدولي وجامعة دبي وإطلاق خدمات جديدة مثل تحصيل الديون والتصنيف الائتماني. وأكد بوعميم أن الغرفة ستواصل ومن واقع تمثيلها للاقتصاد القائم على الابتكار في إمارة دبي، جهودها نحو تمكين القطاع الخاص والوصول للأسواق العالمية عبر تنمية بيئة الأعمال وتقديم خدمات القيمة المضافة، كما سنضاعف جهودنا بهدف الترويج للإمارة كمركز تجاري عالمي مما يساهم في ترسيخ مكانة دبي الاقتصادية وتعزيز تنافسية مجتمع أعمالها. وأشار إلى ما حفلت به المسيرة الذهبية لغرفة دبي من أرقام تعكس نمواً وتميزاً في الأداء، فعدد أعضائها ارتفع من 450 عضواً في عام 1965 إلى 170 ألف عضو في نهاية 2014 وعدد شهادات المنشأ التي تصدرها ارتفع من 7800 شهادة في عام 1973 إلى 877 ألف شهادة بنهاية عام 2014، فيما زادت خدماتها مما يزيد على عشر خدمات في عام 1965 إلى أكثر من 70 خدمة ومبادرة حالياً، كما نما تواجد الغرفة الخارجي خلال مدة الستينات والسبعينات ليصل إلى دول وسط آسيا وغرب إفريقيا وصولاً إلى أمريكا اللاتينية. جذب المعارض كما أثمرت جهود الغرفة في جذب المعارض والمؤتمرات والمنتديات العالمية بتعزيز المكانة التي وصلت إليها دبي اليوم كعاصمة المعارض والمؤتمرات العالمية، أما الوفود الزائرة التي تستقبلها الغرفة فقد ارتفع عددها من نحو 50 وفداً سنوياً في مدة السبعينات إلى أكثر من 400 وفد زائر تم استقبالها في 2014. وعن المستقبل اختتم بوعميم حديثه لوام، موضحاً أن الغرفة تركز على مفهوم مجتمع الأعمال الذكي لنكون من أوائل غرف التجارة العالمية التي اعتمدت هذا المفهوم وستعمل على مزج هذا المفهوم الذي سيشمل مكاتب ذكية بمبادرات مبدعة ومبتكرة، وبذلك نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في صياغة مستقبل الأعمال في دبي. كتيب الغرفة أصدرت غرفة دبي بالمناسبة كتيباً تحت عنوان خمسون عاماً من الرؤية المتميزة يركز على الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها إمارة دبي، ومسيرة نصف قرن من الجهود التي بذلتها الغرفة والتي أسهمت في ترسيخ مكانة دبي على الساحة الاقتصادية العالمية. ويستعرض الكتيب أربع مجالات رئيسية لعبت دوراً محورياً في قصة نجاح دبي، وهي الرؤية المميزة لقادة دبي وشيوخها، ومسيرة العطاء والريادة في التجارة والابتكار، حيث يحتفي الكتاب بمسيرة متميزة من تاريخ دبي نقلتها من مدينة صغيرة تعتمد على صيد الأسماك واللؤلؤ إلى مدينة عصرية تصنع المستقبل وتشكل ملاذاً مثالياً للاستثمارات والأعمال، محافظة في الآن نفسه على التاريخ والتراث والعادات العربية والإسلامية العريقة.
مشاركة :