تُوفي اليوم (الأربعاء) السياسي والنقابي التونسي المُخضرم أحمد بن صالح، عن عمر يناهز (94 عاما)، وذلك إثر تدهور وضعه الصحي أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى العسكري بتونس العاصمة. ونعى المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، الراحل أحمد بن صالح، الذي تولى في فترة سابقة الأمانة العامة للاتحاد، والعديد من الحقائب الوزارية في عهد الرئيس الأسبق الراحل الحبيب بورقيبة. وأشار في بيان إلى أن بن صالح انتخب أمينا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل خلال الفترة 1954-1956، وقد أزاحه من منصبه الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة في ديسمبر 1956. وفي العام 1956 انتخب كعضو في المجلس القومي التأسيسي، أول برلمان تونسي بعد الاستقلال، ثم أعيد انتخابه في سنوات 1959، 1964، و1969 عضوا بالبرلمان التونسي الذي كان يعرف باسم مجلس الأمة. وتم تعيينه في العام 1957 وزيرا للصحة، ثم أسندت إليه في الستينات كل الوزارات الاقتصادية معا، الأمر الذي مكنه من أن يعطي منحى اشتراكيا للاقتصاد التونسي وإطلاق تجربة التعاضد في قطاعي الفلاحة والتجارة. وفي العام 1969، قام الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، بعزله من جميع مناصبه بسبب تدهور المستوى المعيشي لمختلف الفئات الاجتماعية، إلى أن أحيل في العام 1970 على المحكمة العليا بتهمة الخيانة العظمى، حيث أصدرت حكما ضده بالسجن لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة. وتمكن في العام 1973 من الهرب من السجن ليلجأ إلى الجزائر، ثم استقر في عدد من الدول الأوروبية، حيث أسس في منفاه حزب حركة الوحدة الشعبية ذات التوجه القومي. وبعد الإطاحة بالرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، في السابع من نوفمبر 1987، صدر عفو عنه في شهر مايو 1988، ليعود إلى تونس إلا أنه أمام رفض النظام الجديد الترخيص لحركته ومعارضته على حد السواء لسياسته الداخلية والخارجية، غادر البلاد في سبتمبر 1990، ليعود إليها بشكل نهائي في سبتمبر 2000.
مشاركة :