محاصرة الخطر الإيراني تدفع البحرين إلى مسار السلام مع إسرائيل | | صحيفة العرب

  • 9/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة - غابت الأسرة المالكة في البحرين عن مراسم توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل في حديقة البيت الأبيض، لكن مخاوفها من طبيعة الأخطار المحيطة بالبلاد سبقتها، كما عبر عنها وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة. وأرسلت المنامة وزير الخارجية عبداللطيف الزياني لتوقيع الاتفاق، لكن عراب التوجه البحريني لإقامة علاقة مع إسرائيل للرد على التهديد الإيراني وزير الخارجية السابق الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، لم يكن حاضرا، على الرغم من أنه يشغل الآن منصب المستشار الدبلوماسي للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وقال وزير الداخلية البحريني إن الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يأتي في إطار حماية مصالح بلاده العليا ومن أجل تعزيز أمن البحرينيين وثبات اقتصادهم. وشدد على أن “النظرة الواقعية للمشهد الإقليمي تجعلنا ندرك أننا نتعامل مع أخطار مستمرة طوال السنوات الماضية (…) وليس من الحكمة أن نرى الخطر وننتظر وصوله إلينا إذا كان بالإمكان تفادي ذلك بأي شكل من الأشكال”. الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: الاتفاق مع إسرائيل لحماية مصالح البحرين وأمن البحرينيين الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: الاتفاق مع إسرائيل لحماية مصالح البحرين وأمن البحرينيين وأضاف الشيخ راشد أن الاتفاق ليس تخليا عن القضية الفلسطينية، مشددا على أنه “إذا كانت فلسطين قضيتنا العربية، فإن البحرين قضيتنا المصيرية”. ولم يكن مسعى المنامة إلى الاتفاق خطوة مجانية ولا استجابة لضغوط أميركية كما يقول خصومها، ولكن لاعتبارات أمن قومي، وهو ما تركزت عليه كلمة وزير الداخلية الذي لا يخوض عادة في الشأن الدبلوماسي مما يعزز تركيز الدولة والأسرة المالكة على قضية ربط الأمن بتوازن حرج في المنطقة أساسه محاصرة إسرائيل للخطر الإيراني الذي تعده البحرين أبرز التهديدات التي تواجهها. ولم تتأخر المجموعات التابعة لإيران في إعلان عزمها على استهداف الإسرائيليين في البحرين؛ إذ أصدرت مجموعة، تطلق على نفسها اسم “سرايا وعد الله”، الأربعاء بيانا أعلنت فيه عن تشكيل سرية لاستهداف الوجود الإسرائيلي في البحرين، في خطوة تعكس قلق إيران البالغ من التبعات الأمنية للاتفاق الذي جرى توقيعه الثلاثاء في واشنطن بين البحرين وإسرائيل. ويقول مراقبون إن طهران منزعجة من تنسيق أمني بحريني إسرائيلي يمكن أن يعيق الأنشطة الإيرانية على أراضي البحرين، فضلا عن كشف تفاصيل دعمها وتمويلها وتدريبها لمجموعات سبق أن عملت على المس بأمن المملكة تحت عناوين المعارضة والثورة والاحتجاجات الشعبية. واعتبر مصدر سياسي بحريني في تصريح لـ”العرب” أن دول الخليج تمتلك أدوات التصدي لسياسة التوسع الإيراني، لكنها بحاجة إلى موقف خليجي موحد وذكي وإرادة سياسية تلائم متطلبات المرحلة والعصر الذي نعيشه. وتحركت آلة إيران الإعلامية لتشويه الاتفاق الذي عقدته البحرين، مستخدمةً عناوين فضفاضة تتمحور حول خيانة القضية الفلسطينية، في وقت يقول فيه المراقبون إن إيران نفسها لم تقدم لهذه القضية سوى الوعود والشعارات والاستثمار السياسي فيما توجه البنادق إلى صدور العرب في العراق وسوريا واليمن والبحرين. وبعد الإعلان عن اتفاق السلام بين المنامة وتل أبيب اعتبرت الخارجية الإيرانية أن “حكام البحرين سيصبحون من الآن فصاعدا شركاء في جرائم النظام الصهيوني باعتباره التهديد الدائم لأمن المنطقة وكل العالم الإسلامي”. ورأت الخارجية الإيرانية أن الاتفاق “عمل مخز من قبل البحرين يضحّي بالقضية الفلسطينية وعقود من النضال والمعاناة للشعب الفلسطيني، على مذبح الانتخابات الرئاسية الأميركية”.

مشاركة :