شيماء المرزوقي عندما يمر بك إنسان، لم يتمكن من إكمال تعليمه الدراسي، وعند السؤال عن السبب، يقال إنه ليس من أهل الدراسة والعلم، فعقله أضعف من الحفظ والفهم، أو عندما توكل إلى شخص مهمة، ويفشل فيها أو يؤديها بطريقة لا تناسبنا، فإننا ننسب هذا الإخفاق إلى مستوى ذكائه أو ضعف تفكيره والاستيعاب لديه.أعتقد أن هذه الأحكام جميعها خاطئة تماماً، ولا تصف، لا من قريب، ولا من بعيد، سبب ترك أحدهم مقاعد الدراسة، أو الإخفاق في أداء مهمة، أو التهكم والضحك الذي حدث لشخص آخر، بسبب عمل أو موقف تحول من الجدية إلى الطرافة. أقول إن جميع هذه المواقف، لا تنم ولا تدلل على قوة أو ضعف العقل، بل لا يمكن أن تكون معياراً في هذا الجانب. الحال نفسه تجده داخل الأسرة عند الأم والأب، عندما يبدآن في تصنيف أبنائهما والحكم عليهم، فيصفان أحدهم بالذكاء والمهارة، بينما شقيقه أقل ذكاء منه، وعندما تسأل عن المعيار أو كيف اكتشفا وتوصلا لهذه الحقيقة؟ يقولان إن ابنهما الذكي نشيط الحركة وشقي ويسأل دائماً، أما شقيقة فيغلب عليه الهدوء والصمت!. ووفق هذا القياس يمكن أن يكون العكس صحيحاً؛ ويمكن القياس على هذا مطولاً، فأحكام الذكاء أو الغباء دوماً، تستند إلى قصص أو مواقف أو آراء غير دقيقة، تعتمد هذه الأحكام على السطحية والرؤية العامة للموقف دون التعمق في الشخصية ومعرفتها بشكل جيد، ودون إخضاعها للاختبار العملي الصحيح الدقيق.في كتاب العقل واستخدام طاقته القصوى، من تأليف توني بوزان، قال: «إن دماغ الإنسان يشبه عملاقاً نائماً، وقد أظهرت الأبحاث السيكولوجية والتربوية وأبحاث الكيمياء والفيزياء والرياضيات؛ أن قدرات العقل الكامنة أكبر بكثير مما يمكن تخيله. وحتى المقولة القديمة التي تفيد بأننا نستخدم 1% فقط من أدمغتنا قد تكون خاطئة، حيث اتضح الآن أننا نستخدم أقل من ذلك بكثير، أي أن كمية هائلة من قدراتنا العقلية الكامنة لا تزال تنتظر أن تنمى وتتطور».وفق هذه الكلمات أعتقد أن الإنسان كائن ذكي، لكن هناك ظروفاً حياتية تحد من استخدام العقل الاستخدام الصحيح، ظروف تؤثر في طريقة تفكيره وفي اهتماماته في الحياة، تجعله يبدو ويظهر وكأنه غبي أو متواضع التفكير، بينما الحقيقة مختلفة تماماً. Shaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :