أبوظبي في 22 سبتمبر / وام / افتتح الفريق سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية مساء أمس أعمال اجتماع فريق خبراء الجريمة السيبرانية المنظمة عبر الإنترنت، الذي تنظمه وزارة الـداخلية بالتعاون والشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالـمخدرات الـجريمة "UNODC" بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على مدى أربعة أيام، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد. يشارك في الاجتماع نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم والمسؤولين عن إنفاذ القانون بدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و85 خبيراً يمثلون 31 دولة ومنظمة دولية. وألقى وكيل الوزارة كلمة في افتتاح الاجتماع نقل خلالها تحيات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتمنياته للمشاركين فيه بالتوفيق والسداد. وقال إن التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية والظروف الراهنة التي يمر بها العالم اليوم، وتغير أنماط الجريمة وأساليب ارتكابها، وانشغال الأجهزة الأمنية في مكافحة جائحة كوفيد – 19 أدى إلى استغلال المجرمين لزيادة أنشطتهم غير القانونية، لافتاً إلى ضرورة الاستعداد الجيد للتصدي لها وأن تتشارك الدول في جميع أنحاء العالم تجاربها وتتعاون مع بعضها البعض من أجل مواجهة هذه الشبكات الإجرامية التي تعتبر عابرة لحدود الدول، وتوعية المؤسسات والأفراد بهذه المخاطر وآثارها عليهم وعلى مجتمعاتهم. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة الجريمة بكافة أشكالها وصورها، خاصة الجرائم السيبرانية والجرائم المنظمة، بتوجيهات من القيادة الرشيدة، لتعزيز الأمن الرقمي لأفراد المجتمع، وتفعيل كل ما يسهم في مكافحة الجرائم الإلكترونية، من خلال إقرار تشريعات وسياسات تحمي البيانات الشخصية للأفراد والمؤسسات. ودعا إلى مكافحة الأفكار التي تسعى إلى القيام بأي عمل له علاقة بالتحريض على العنف أو الجريمة أو التطرف أو الإرهاب ومكافحة كل أشكال الاستخدام غير المشروع للوسائل التكنولوجية والمعرفية والرقمية انطلاقاً من إستراتيجية الدولة في صون أمن الأفراد والمؤسسات من أي انتهاكات أو إساءات تمس أمنهم واستقرارهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبما ينسجم مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدولة في هذا المجال. وفي ختام كلمته أعرب عن أمله بأن يحقق هذا الاجتماع التطلعات المرجوة . وألقى القاضي الدكتور حاتم علي المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون الخليجي كلمة، نقل خلالها تحيات الدكتورة غادة والي نائب الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في وزارة الداخلية على استضافتها لاجتماع فريق خبراء الجريمة المنظمة السيبرانية، وشراكتها مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون الخليجي والعمل معاً لمناقشة تحدي الجريمة المنظمة السيبرانية وتناميها في ظل أزمة جائحة كورونا، واتجاه الدول والحكومات والأفراد والمؤسسات الاقتصادية إلى الفضاء الالكتروني للحفاظ على استمرارية العمل والتعامل في ما بينهم، مما أتاح فرصة كبيرة للعصابات السيبرانية المنظمة لمهاجمة الممتلكات الرسمية والشخصية والمؤسسات المالية. وثمن اهتمام دولة الإمارات ممثلة في وزارة الداخلية والخارجية والتعاون الدولي لاستضافتها لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي مهد للعمل معاً بشكل إقليمي لتنسيق ودعم الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية مع كافة دول العالم . وأعرب عن أمله أن يتمكن فريق الخبراء المشترك التوصل إلى أفضل السبل لمكافحة تدفق الجريمة المنظمة عبر الفضاء السيبراني، وذلك من خلال منصة التنسيق والتعاون التي أطلقتها المنظمة وهي " منصة شيرلوك" التي تعد قاعدة البيانات الدولية الأساسية لمكافحة الجريمة المنظمة. وفي ختام كلمته توجه بالشكر إلى فريق شيرلوك وإلى جميع المشاركين في الاجتماع على الجهود المتميزة التي يبذلونها لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات لمكافحة الجريمة المرتبطة بالجريمة السيبرانية. من جانبه أكد العميد عبدالعزيز الأحمد نائب مدير عام الشرطة الجنائية الاتحادية بوزارة الداخلية حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة دائمة على التعاون مع شريكها الاستراتيجي مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بدول مجلس التعاون الخليجي في كافة المجالات. وأشار إلى التعاون القائم مع فريق "شيرلوك" لتناول كافة الشؤون المتعلقة بالجريمة السيبرانية المنظمة من خلال السوابق القضائية التي سيقدمها كوكبة من الخبراء المعنيين بأجهزة إنفاذ القانون من مختلف الدول والمناطق على مدى أيام الاجتماع لتبادل الخبرات والمعارف الأمنية من أجل مكافحة الجريمة المنظمة بكافة أنماطها وأساليبها والحد منها لتحقيق الأهداف المنشودة. وأكد أن القيادة العليا في دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لرصد كافة المخاطر ووضع الخطط اللازمة لتعزيز الأمن والأمان، لافتاً إلى أن الجريمة السيبرانية أصبحت جريمة منظمة تشكل خطرا على المنطقة وعلى العالم أجمع. ونوه إلى أن وزارة الداخلية وبتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تحرص على بناء ورفع وتطوير كافة القدرات وتسخير الإمكانيات اللازمة لمواجهة الجرائم المنظمة عبر الوطنية. وقال إن العالم يمر في الوقت الراهن بأزمات متنوعة تتقدمها الأزمة الصحية على الصعيد العالمي جراء جائحة " كوفيد - 19" إلا أن الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية تم أخذها بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن الأوضاع الراهنة تحتم على الأجهزة الحكومية مراعاة كافة الظروف ورفع جاهزيتها للتصدي لكافة العوامل التي توجج هذه الأزمات. وذكر أن وزارة الداخلية ومن خلال تقييم مخاطر الجريمة التي استندت على عمليات تحليلية مختلفة رصدت عدة مخاطر أهمها مخاطر الجريمة السيبرانية والأساليب والأنماط المتبعة في العالم الافتراضي من قبل المنظمات الإجرامية، لافتاً إلى أن المؤشرات الدولية تؤكد زيادة الجرائم الإلكترونية بسبب جائحة كوفيد -19 من خلال عمليات الاختراق والنصب والاحتيال وجرائم استغلال الأطفال عبر الانترنت وغيرها. وتم خلال أعمال اليوم الأول للاجتماع استعراض ومناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالجريمة السيبرانية المنظمة، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية وكيفية تطبيقها على الجريمة السيبرانية، وبوابة المعرفة " شيرلوك " واستخدام تقنيات التحري التكنولوجية الخاصة والمطبقة على اتصالات الجريمة المنظمة، قدمها عدد من الخبراء والمختصين بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويواصل فريق خبراء الجريمة السيبرانية المنظمة اجتماعهم لليوم الثاني على التوالي حيث تتم مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالجريمة السيبرانية المنظمة، والتحديات والممارسات والإجراءات المستقبلية التي يتم اتخاذها لمواجهة هذه الجريمة. - مل - .
مشاركة :