مصدر الصورةEPAImage caption مقر مكتب تعقب الجرائم المالية التابع لوزارة المالية الأمريكية في فيينا بولاية فرجينيا. كشفت وثائق مسربة أن بنكًا بريطانيًا قد نقل أموالًا قد تكون مرتبطة بتمويل الإرهاب. إذ حول بنك ستاندرد تشارترد ما يقارب ١٢ مليون دولار (٩.٤ مليون جنيه إسترليني) من المدفوعات للبنك العربي في الأردن منذ عام ٢٠١٤ حتى عام ٢٠١٦. وفي عام ٢٠١٦، قدم بنك ستاندرد تشارترد تقريرًا ينبه السلطات إلى أكثر من ٩٠٠ معاملة يشتبه في تعلقها "بأنشطة غير مشروعة تحت ستار الأعمال الخيرية"، وأثار التقرير مخاوف بشأن "تمويل محتمل" للإرهاب. وروجعت المدفوعات بعد أن وجدت هيئة محلفين أمريكية أن البنك العربي قدم عن علم خدمات مصرفية لحركة حماس الفلسطينية في أوائل الألفية الثانية. وأُلغي الحكم لاحقًا، لكن في عام ٢٠١٥ توصل البنك إلى تسوية مع ٥٩٧ من ضحايا وأقارب اثنتين وعشرون هجمة نفذتها حماس في إسرائيل. وردا على الوثائق المسربة، صرح البنك العربي بأنه "يمقت الإرهاب ولا يدعم أو يشجع الأنشطة الإرهابية". وأكد البنك العربي أن ستاندرد تشارترد لم يخطره بأي مخاوف بشأن المعاملات التي تتم معالجتها لعملائه، كما أكد بنك ستاندرد تشارترد أنه يأخذ مسؤوليته في مكافحة الجرائم المالية على محمل الجد. وأرسلت BuzzFeed News الوثائق المسربة المعروفة بملفات FinCEN News للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وبي بي سي عربي.ما هي تهمة البنك العربي؟ يعد البنك العربي من أكبر الشبكات المصرفية العربية في العالم، ويضم ٦٠٠ فرع موزعة في خمس قارات. في عام ٢٠١٥ وافق البنك العربي على تسوية مع ضحايا وأقارب هجمات حماس التي نفذت في إسرائيل بين عامي ٢٠٠١ و ٢٠٠٤. في العام السابق، وجدت هيئة محلفين مدنية أمريكية أن البنك العربي قدم عن علم خدمات مصرفية لقادة حركة حماس الفلسطينية والجمعيات الخيرية التي تسيطر عليها، وقد ألغي هذا الحكم في وقت لاحق لأن القاضي أصدر تعليمات غير صحيحة إلى هيئة المحلفين. وقدمت القضية القانونية التي استمرت مدة عشر سنوات أدلة على أن حماس استخدمت البنك لنقل الأموال ودفع الأموال لعائلات الانتحارين في أوائل الألفية الثانية. جاري أوسن، المحامي الأمريكي الذي مثل الضحايا في الدعوة الأمريكية، قال لبي بي سي: "منظمة إرهابية مثل حماس لا يمكنها نقل الأموال التي تحتاجها للعمل بنفسها. تحتاج إلى خدمات مصرفية، والبنك العربي كان ببساطة الوسيلة الأكبر والأكثر ملاءمة ". وتصنف الولايات المتحدة، إسرائيل والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى حماس كـ"منظمة إرهابية" بسبب سجلها الطويل من الهجمات ورفضها نبذ العنف. في عام 2005 وبعد تحقيق أجراه المنظمون الأمريكيون، لم يعد البنك العربي مصرحًا له بمعالجة المدفوعات بالدولار الأمريكي. كما تم تغريمه 24 مليون دولار بسبب إخفاقه في توفير الحماية الكافية ضد غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة بشكل صحيح.ماذا الذي تكشفه الوثائق؟ تعتمد البنوك حول العالم على البنوك الغربية الكبرى مثل ستاندرد تشارترد لمساعدتها في نقل الأموال بالدولار الأمريكي. وتُعرف هذه الخدمة بالخدمات المصرفية المراسلة. تُظهر ملفات FinCEN أن بنك ستاندرد تشارترد بدأ تحقيقًا في المدفوعات بالدولار الأمريكي التي ساهم بنقلها لصالح البنك العربي بعد بدء محاكمة عام 2014. في أوائل عام 2016، أصدر بنك ستاندرد تشارترد تقرير الأنشطة المشبوهة SAR الذي ينبه السلطات إلى الحالات المحتملة للنشاط الإجرامي، مثل غسيل الأموال أو تمويل الإرهاب. سلط تقرير SAR الضوء على أكثر من 900 دفعة يعتقد ستاندرد تشارترد أنها ربما كانت من أجل "أنشطة غير مشروعة تحت ستار الأعمال الخيرية". وصُنفت المدفوعات على أنها "جمعيات خيرية" أو "تبرعات" أو "دعم" أو "هدايا"، ولكن "الغالبية العظمى" منها قدمها "أفراد لا يمكن التحقق منهم في المجال العام"، وفقًا لمراجعة ستاندرد تشارترد . أثارت مدفوعات أخرى مخاطر تصنيفها تحت بند "الإرهاب". ويبدو أن بعضها كان موجهاً إلى "رعايا مصنفين خصيصًا" الخاضعين لعقوبات من الولايات المتحدة. وبحسب تقرير SAR، دفعت المعاملات المشبوهة فرع ستاندرد تشارترد في نيويورك إلى "إنهاء علاقته" مع البنك العربي في عام ٢٠١٦.مصدر الصورةEPAImage caption حول بنك ستاندرد تشارترد ما يقارب ١٢ مليون دولار (٩.٤ مليون جنيه إسترليني) من المدفوعات للبنك العربي في الأردن منذ عام ٢٠١٤ حتى عام ٢٠١٦. ماذا قالت البنوك؟ قال البنك العربي إنه "في كل دولة يعمل بها على علاقات جيدة مع الجهات الرقابية الحكومية ويلتزم بقوانين مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال. لم تكتشف أي حكومة أو جهة تنظيمية أن الحسابات أو المعاملات التي يجريها البنك العربي تنتهك قوانين مكافحة الإرهاب ". وقالت إن العديد من المزاعم "يعود تاريخها إلى ما يقرب من عشرين عاما"، وإن الغالبية العظمى من الحسابات المتورطة ليست لها صلات إرهابية معروفة في ذلك الوقت. وأضاف البنك العربي أنه لم يتم إخطاره من قبل بنك ستاندرد تشارترد بأي مخاوف بشأن المعاملات التي يجريها لعملاء البنك العربي. على الرغم من توقف ستاندرد تشارترد عن تنفيذ المدفوعات بالدولار الأمريكي للبنك العربي، إلا أنه استمر في الحفاظ على علاقة عمل جيدة للغاية مع البنك العربي، على حد قوله. قال بنك ستاندرد تشارترد إنه "بدأ بإغلاق الحساب" مع البنك العربي بعد فترة وجيزة من حكم المحكمة في ٢٠١٤، لكن العملية استغرقت بعض الوقت. كما ذكر أن تقرير SAR "ليس إقرارا بخطأ من جانب البنك، كما أنه ليس دليلًا قاطعًا على حدوث مخالفات"."السلطات المختصة وحدها هي من يمكنها أن تقرر ذلك". وأضاف البنك أنه يتخذ "مسؤوليته لمكافحة الجرائم المالية على محمل الجد" وأنه "استثمر بشكل كبير في برامج الامتثال". لدى البنك "قرابة ألفين موظف" يراقبون المعاملات المشبوهة، وقد قاموا العام الماضي "بمراقبة أكثر من ١.٢ مليار معاملة بحثًا عن أنشطة مشبوهة محتملة". ملفات FinCen هي عبارة عن وثائق سرية تكشف كيف سمحت البنوك الكبرى بنقل الأموال المشبوهة حول أنحاء العالم، كما تظهر أيضًا كيف أن المملكة المتحدة غالبًا ما تكون الحلقة الأضعف في النظام المالي وأن لندن مليئة بالأموال الروسية. حصلت BuzzFeed News على الملفات وشاركتها مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) و٤٠٠ صحفي حول العالم. قادت "بانوراما" البحث لهيئة الإذاعة البريطانية. ملفات FinCEN: تغطية كاملة ؛ تابع ردة الفعل على Twitter باستخدام #FinCENFiles ؛ في تطبيق BBC News ، اتبع العلامة "FinCEN Files"
مشاركة :