درويشة أفغانية تجمع الرجال والنساء على حلبة الرقص الصوفي | | صحيفة العرب

  • 9/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كابول- تجمع الأفغانية فهيمة ميرزعي مجموعة من الشباب إناثا وذكورا في العاصمة كابول التي مزقتها الحرب، ضمن فرقة تؤدي رقصات صوفية روحانية في مجتمعها الرافض لرقص النساء. وترى مؤسسة الفرقة ميرزعي (24 عاما)، رقصة الدوامي، المعروفة باسم “السيما”، وسيلة لافتكاك مساحة في المجتمع المحافظ، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الجنسين والرقص في مجموعات مختلطة. وأشارت ميرزعي، وهي خبيرة اقتصادية، “أردت فقط أن أعبر عن نفسي ومشاعري برقصة سيما”. ورقصت مؤخرا جنبا إلى جنب مع أعضاء من فرقتها الذكور في حدث ثقافي استضافه مطعم إيطالي في وسط كابول، وكانت المرأة الوحيدة من مجموعتها التي ترقص، رغم أن نساء أخريات كن موجودات لقراءة الشعر. وأثناء دورانها، تمتد يد واحدة نحو السماء والأخرى نحو الأرض، ويتدفق رداؤها الأبيض، في الصورة المألوفة لما يسمى “الدراويش الدوامي” الذي يُرى عبر الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ويلح الراقصون في الدعاء ويرددون الله ويزيدون السرعة إلى أن يبلغوا نشوة روحية يعتقدون أنها توحدهم مع الله. لكن أفغانستان لا تقبل هذا التفسير الصوفي على نطاق واسع، وقد رفضت طالبان الصوفية والرقص والغناء. وتشعر العديد من النساء الأفغانيات بالقلق من عودة طالبان إلى السلطة بشكل ما كجزء من اتفاق سلام مستقبلي، حيث يستذكرن سنوات القمع في ظل شكل صارم من الشريعة الإسلامية. ومع ذلك حتى في أفغانستان اليوم، فإن رقص النساء والرجال معا في الأماكن العامة يتم رفضه في الغالب لكونه مخالف لثقافة البلاد وتقاليدها ومعتقداتها الدينية. رقص ومعظم أعضاء فرقة الرقص التي تديرها ميرزعي، والتي تضم رجالا ونساء يؤدون في الأماكن العامة، هم من المسلمين الشيعة، وهم أقلية في أفغانستان تم استهدافها بهجمات من قبل تنظيم داعش، الذي يعتبر الشيعة – سواء كانوا صوفية أو غيرهم – زنادقة. وهناك فرق رقص صوفي أخرى منتشرة في جميع أنحاء محافظات البلاد أيضا، معظمها من الرجال ولكن قلة من النساء، يؤدين عروضهن أمام جماهير مختلطة. وأفادت ميرزعي أنها غير منزعجة مما قد يقوله الناس عن رقصها، بوصفها تمثل جزءا من الجيل الذي نشأ خلال حرب أفغانستان الأخيرة، لكنها قلقة بشأن العنف في مجتمعها. وتأمل أن تتمكن من تغييره من خلال الصوفية وقصائد الرومي، الذي ربما يكون أشهر صوفي. واستخدمت فرقة الشابة العشرينية أيضا الرقص الصوفي لمساعدة عناصر المجموعة على تجاوز فايروس كورونا، فأثناء فترة الحجر الصحي، اضطرت ميرزعي لإغلاق مركزها وقدمت التدريب لطلابها عبر الإنترنت. وعادت الآن إلى الدوران شخصيا في المطعم الإيطالي. وقال عبدالأحد، ناشط في المجتمع المدني، إنه ذهب إلى عدد قليل من الأحداث الصوفية في أفغانستان، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يرى فيها نساء يقمن بذلك. ولفتت قمر والدة ميرزعي إلى أنها قلقة على ابنتها “لا يوجد أمن والفتيات يتعرضن للتنمر في طريقهن إلى العمل”. وأضافت أنها تبقى مستيقظة في الليل، تنتظر عودة ابنتها إلى المنزل بعد الرقص. ووالد ميرزعي، عقيد سابق في شرطة المرور، وأختها ووالدتها من بين مؤيديها القلائل. لكن على الرغم من هذه المخاوف، فإن ميرزعي تؤكد أنها لا تستطيع أن تعيش وفقا لقواعد شخص آخر، متابعة “لم أطلب إذنا من أي شخص لبدء ذلك ولن أحتاج إلى إذن من أحد لإنهائه، لذلك لن أتوقف أبدا أو أستسلم لأي شخص”.

مشاركة :