د. عبدالمجيد الجلاَّل: في يومنا الوطني المجيد حديث لا تنقصه الصراحة!

  • 9/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في يومنا الوطني المجيد ، يسير الوطن العزيز ، نحو مستقبلٍ أجملٍ ، وحياةٍ افضل، ومجتمعٍ مُنفتح، وجدولٍ واسع ، من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة.خلال 90 عاماً ، من عمر هذا الوطن المديد ، تحققت الكثير من المنجزات والمكتسبات ، التي لا يمكن إحصاؤها بمقال صحفي عابر !ولكن ، في هذه المناسبة الوطنية الغالية ، سوف نتحدث ، بشيء من التفصيل عن الإنجازات والمكتسبات ، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، والتي أحدثت تحولاً استراتيجياً في سياسات وتوجهات ما بات يُعرف بالدولة السعودية الجديدة !قبل الحديث عن ذلك ، ينبغي التأكيد على أنَّ هذا الوطن العزيز ، قبل عهد الملك سلمان ، كان يتقدم خطوة ، ويتراجع خطوات، ما أدى إلى فقد الكثير من أدوات الحضور على المستوى الإقليمي والدولي ، خاصة في الجانب الثقافي ، الذي تلقَّى ضربات شديدة من لدن أصحاب الفكر المُنغلق ، والخطاب الديني المُتطرَّف .كُنَّا عطشى لإحداث تغييرٍ ، يُخرجنا من غياهب الصحوة الظالمة ، التي عشنا في ظلها ، وتحت وصايتها ، زمناً غير قصير، وأسهمت ، بشكلٍ مباشر ، في تهيئة الأجواء ، والظروف ، لبروز واتساع جماعات التطرَّف والإرهاب، الذي ضرب استقرار المملكة وأمنها في مرحلة سابقة.لذا ، جاءت إصلاحات الملك سلمان ، وولي عهده ، لبناء وطن ، يكنس تماماً ترسبات الماضي ، الذي ، حوَّلنا إلى مرتعٍ لكل بؤر التطرَّف والإرهاب ، وأفقدنا الكثير من مقومات الشخصية الإنسانية السوية ، وفق اجتهادات صحوية ، ليست من الدين في شيء، استخدمت خلالها، قاعدة “سد الذرائع ” كأداة إرهابٍ مُسلَّطٍ على المجتمع، كي يظل مجتمعاً منغلقاً ، محروماً من مُتع الحياة الجميلة ، ومن الانفتاح على ثقافة الآخر.تركزت إصلاحات العهد السلماني ، في بناء وطنٍ ، وفق قواعد ثابتة ، وانطلاقة مُميزة ، نحو عالمٍ أفضل وأكثر اتساعاً ، وأملاً ، عبر بوابة الاقتصاد المتنوع المُستدام، والتنوع الثقافي الفاخر ، والحياة الاجتماعية السليمة التي تلبي احتياجاتنا من مباهج الحياة ، وكما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان : السماء هي الحدّ لطموحات السعوديين.كان لابدَّ من تطبيق إصلاحاتٍ جذرية ، لننتقل إلى مرحلة جديدة ، وبيئة واعدة ، تحتضن رؤية 2030 ، لتنطلق بقوة وصرامة ، دون وجود عوائق ، قد تُفرمل سرعة سير مساراتها ، وتوجهاتها ، خاصة بما يتصل بقصقصة جناحي الإرهاب والتطرَّف، لتمضي مسيرة الوطن، دون عوائق ، ودون مبررات، ومسوغات ، تحول دون إتمام هذه المسيرة المباركة.وفق رؤية 2030 دخل الوطن عصراً جديداً ، عنوانه ، التنويع الاقتصادي ، والانفتاح ، والحضور الثقافي الكبير ، والتفاعل في ذلك مع الثقافات والحضارات الإنسانية المُختلفة ، والخروج تماماً من قيود التطرَّف والتشدد الديني ، الذي خيَّم على المملكة لعقودٍ زمنية طويلة.من جهةٍ أخرى ، كانت عاصفة الحزم ، نقطة انطلاق مُضيئة للمحافظة على أمن المملكة والمنطقة ، ومواجهة مباشرة ، لمخاطر المشروع الإيراني الذي استهدف في المقام الأول نشر الفوضى ، وعدم الاستقرار ، والطائفية ، وتفتيت شعوب المنطقة شذر مذر.لكن ، في تقديري ، كانت أبرز نجاحات الحقبة السلمانية بالمحافظة على نسيج المجتمع ، ورعاية تنوعه الثقافي ، وتبني مقولة الوطن يتسع للجميع !بهذا الشأن خاطب الملك سلمان شعبه ، في بداية اعتلائه العرش الملكي ، بكلماتٍ مُضيئة ، تُترجم تطلعاته وآماله ، في وطنٍ يتسع للجميع ، فقال حفظه الله ( إننا مجتمع مسلم ، يجمعنا الاعتصام بحبل الله ، والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، عقيدة وشريعة ومنهجاً، فالشريعة الإسلامية تقوم على الحق والعدل والتسامح ونبذ أسباب الفرقة، ولذلك فإن الجميع يدرك أهمية الوحدة الوطنية ونبذ كل أسباب الانقسام وشق الصف، والمساس باللحمة الوطنية، فالمواطنون سواء أمام الحقوق والالتزامات والواجبات، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذه الوحدة، وأن نتصدى لكل دعوات الشر والفتنة أياً كان مصدر هذه الدعوات ووسائل نشرها، وعلى وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذا الجانب ).باختصار، الملك سلمان ، يقول ، ونحن معه ، نقولها ، مرة أخرى ، وثالثة، ورابعة، الوطن يتسع للجميع ، فكِفَايَةٌ مِنْ هَذَا الضَّجِيجِ، ومِنْ هَذَا التَّراشق، غير المحمود، الذي يدفع بنا بعيداً عن أدب الخلاف ، واحترام الرأي المُخالف ، فنمط الفكر الإقصائي ، وخطاب الكراهية ، والوصاية ، لم يعُد الزمان زمانه، ولا الظروف ظروفه، ولا الناس ناسه ، إذ مع الوعي المجتمعي المُطِّرد لم يعد بالإمكان أن يخضع أفراده ونُخبه لمثل هذه الذهنيات المريضة والمُستبدة.خلاصة القول ، التنويع الاقتصادي ، والانفتاح ، ومواجهة التطرَّف والإرهاب ، وتحسين بيئة العمل ، وتقوية أجهزة الدولة ، وتوحيد العمل ، في دوائر محدودة ، لتمكين مجلس الوزراء من ممارسة كافة صلاحياته، وبناء استراتيجيات، وسياسات، فعَّالة في كافة الشؤون الداخلية والخارجية للدولة، كل ذلك ، عنوانٌ للمرحلة السعودية الجديدة ، تحت وقع قِيم الوسطية ، والتسامح، والاعتدال، وهي ، تكتسب ، مع مرور الوقت ، مزيداً من الفعالية والزخم على كافة المُستويات.

مشاركة :