خبير في الشأن التركي: الطابع العسكري السمة الأبرز للسياسة الخارجية لأنقرة

  • 9/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دق خبير في الشأن التركي ناقوس الخطر بشأن السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس رجب طيب أردوغان في السنوات الأخيرة، والتي غلب عليها الطابع العسكري لهدف واحد، هو خدمة مصالحه السياسية الداخلية، واستمالة القوميين واليمين في بلاده. وفي الآونة الأخيرة، كانت وسائل الإعلام التركية تدق طبول الحرب، مع تصاعد التوترات مع اليونان، بشأن الخلافات الإقليمية والتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط. وكانت وسائل الإعلام الموالية للحكومة، على وجه الخصوص، تعج بالتعليقات حول تفوق القوة العسكرية لتركيا على قوة اليونان، وكيف يمكن لتركيا أن تكسب بسهولة حرباً محتملة مع جارتها. والمثير للسخرية أن نفس المعلقين الموالين للحكومة والجنرالات المتقاعدين يشيدون الآن بمزايا الدبلوماسية والحوار، بينما يتهمون أولئك الذين يفشلون في تغيير النغمة بتشجيع التوترات والحرب. وأصبحت مثل هذه الانعطافات المفاجئة، في مسائل رئيسية تتعلق بالمصلحة الوطنية، متكررة بشكل مقلق في تركيا، منذ أن تولى الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات تنفيذية كبيرة في عام 2018، مما يدل على أن سياسة أنقرة الخارجية وقعت في فخ الدوران على المدى القصير، وأصبح لا يمكن التنبؤ بها بشكل متزايد، وفقاً للخبير في الشأن التركي ميتين جوركان. وقال الكاتب في مقاله على موقع «المونيتور» الأميركي، إن «كل شخص في أنقرة تقريباً يشعر أن له الحق في التحدث بشأن مسائل السياسة الخارجية، والصراخ ضد خصوم تركيا اليوم أمر شائع للغاية، ويبدو أن صخب السياسة الخارجية أصبح وسيلة سهلة لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، لإبراز صورهم وتعزيز حياتهم السياسية، والترويج لأجنداتهم المتطرفة». ووسط هذه التحولات المتكررة ونشاز الرسائل القادمة من أنقرة، تعيش السياسة الخارجية التركية اليوم في عالم من التناقض والارتباك، وفقاً للكاتب. وفي العامين الماضيين، ادعى أردوغان أن له الفضل في أي تحرك جريء في السياسة الخارجية، بما في ذلك العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا في أكتوبر 2019، واتفاقه البحري مع ليبيا في الشهر التالي، والجهود المبذولة لتأكيد وجودها في أفريقيا وشرق البحر المتوسط، لكن عندما يتعلق الأمر بأحداث أقل شهرة مثل رد واشنطن على شراء أنقرة أنظمة دفاع جوي روسية، أو رسالة الرئيس دونالد ترامب الصاخبة إلى أردوغان بشأن سوريا، أو مقتل 36 جندياً تركياً في غارة بإدلب، أو عسكرة اليونان لجزر بحر إيجة بالقرب من شواطئ تركيا، لن يجد أحد مسؤولاً تركياً للرد على تساؤلات الجمهور. وقال الكاتب: «أصبحت الشؤون الخارجية أداة لتعزيز صورة أردوغان، والنتيجة هي سياسة خارجية شخصية للغاية». وأبرز مثال على ذلك أنه في 17 سبتمبر الجاري، صور المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم كالين، قرار أنقرة بسحب سفينة أبحاث من المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط، ​على أنها بادرة شخصية من أردوغان تجاه اليونان. وقال: «أعطى رئيسنا فرصة للدبلوماسية مرة أخرى، ونأمل أن يستغل الجانب اليوناني هذا، كفرصة لدفع المحادثات قدماً». وتتمثل التداعيات الخطيرة لموقف أردوغان في السياسة الخارجية، والتي أصبحت تعكس أسلوبه متقلب المزاج والاستقطاب في السياسة الداخلية، في تآكل صنع القرار المؤسسي والتنفيذ في مسائل السياسة الخارجية. وتضررت القدرة المؤسسية لوزارة الخارجية بشكل خطير، وتم تسييسها بشكل مفرط، بما في ذلك من خلال التعيينات والترقيات المحسوبية. وحتى عام 2010، استخدمت أنقرة قوة عسكرية محدودة فقط لإدارة بيئة معقدة ومتعددة التهديدات، كانت أولويتها الرئيسية هي الصراع الداخلي المستمر منذ 4 عقود مع حزب العمال الكردستاني. وبدأ هذا يتغير في صيف 2018، عندما تولى أردوغان سلطات واسعة في ظل نظام رئاسي تنفيذي جديد. إن السياسة الخارجية التركية تعيش أزمة حقيقية، الأمر الواضح لجميع المتابعين، ولا تتردد جميع الشخصيات البارزة في أنقرة في الدخول في مجال السياسة الخارجية، مما يؤدي غالباً إلى تشويش رسائلها. وبالنسبة للجهات الفاعلة الأجنبية، لا سيما تلك الموجودة في الغرب، قد يؤدي ذلك إلى حدوث ارتباك حول من هو محاورهم على الجانب التركي، ويغذي تصوراً لأزمة حكم حقيقية ومتفاقمة في أنقرة.

مشاركة :