تاريخ مؤلم ونهاية مجرم

  • 8/2/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح هذا التاريخ 8/2 من كل عام ذكرى مريرة ومؤلمة للشعب الكويتي المناضل الذي اغتصبت أرضه وتشرد شعبه واستبيحت حرماته من قبل جاره الذي جار عليه، وصار هذا التاريخ بمثابة القصة التي يرويها الآباء للأبناء الذين لم يشاهدوا الفظائع التي ارتكبت على يد العهد البعثي البائد في حق شعب الكويت، فمن الآباء من يروي قصة ذلك التاريخ للأبناء بحكمة ويأخذ منها الدروس والعبر ويجعل في قلوب الأبناء محبة الوطن والحرص على تعميره وكراهية الاعتداء على الآخرين بغير حق ويغرس مفهوم أن الظلم لابد له من نهاية وأنها سنة إلهية بأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ومن الآباء من تكون روايته غير موفقة فيجعل القلوب غائرة بحب الانتقام وينسب الفضل لغير أهله ويتمادى بالشتم واللعن فتمر هذه الذكرى بلا فائدة تذكر، أيها السادة الكرام خمس وعشرون عاما مرت على ذكرى الغزو البعثي لبلادنا الحبيبة فلابد من وقفة تأمل في وضع البلاد أين كانت وكيف أصبحت؟!. كانت عروسا للخليج يتغنى بها الجميع وملاذا لطلاب التقدم من الدول المجاورة، ورمزا في مجال التعليم يتعلم منه الكبير قبل الصغير، تعاضدت بها الروابط الاجتماعية التي يغبطنا عليها معظم المحرومين منها، وتواصلت بها المكارم بشتى المجالات حتى اطلق عليها «بلاد الخير والعطاء» ولعل القارئ الكريم ينتظر ان اذكر وكيف أصبحت اليوم ولكني سأتجاوز الحد وسأعطي نفسي املا غير محدود وأقول بملء الفم إن الشعب هو الشعب نفسه الذي جبل على حب الخير وقادر على أن يعيد الكويت لسابق امجادها وانه مازال متمسكا بما ذكرنا من مظاهر ايجابية وان اصابته بعض الفترات غير المرغوب فيها وتعالت أصوات بعض المثبطين للهمم فلابد للمعدن الاصيل من ان لا يتغير فبمجرد أن ينظف «بتقديم المخلصين، والاهتمام بتوفير فرص الحياة الكريمة» يعود بريقه مرة اخرى، ولابد في مثل هذا اليوم من أن نكثر من حمد الله وشكره على نعمة الأمن والاستقرار فمن لزم الحمد لم يحرم المزيد، وقديما قيل «ان الله زائد من شكره وذاكر من ذكره ومعذب من كفره» والا نلتفت للوراء ونجعل الهم هو العودة للريادة والسيادة. معذور ومأجور في هذا اليوم قد تكثر الذكريات وتتعالى الأصوات بذكر البطولات للصامدين من أبناء البلد الذين سطروا اروع التضحيات في جهادهم للمحافظة على أرضهم، ولكن قد ينزغ الشيطان فيكون اللمز والهمز «والنغزات» لمن خرج من البلد لكي يحافظ على أهله من أن يمسهم السوء وأصبح سفيرا للكويت يحمل اسمها في كل محفل، وأجمل ما نقول ان من صمد مأجور ومن خرج معذور «والشيطان مدحور» فالترابط والتعاضد هو رمز القوة والتقدم. بقلم د.وليد راشد الطراد Waled_altarad@

مشاركة :