•• أمام معالي وزير الصحة المهندس "خالد الفالح" مهمة عاجلة وغير قابلة للانتظار طويلاً تتعلق بمعالجة وضع بدلات الكادر الصحي "المعطلة".. وإلا.. فإن الوزارة ستفقد اكثر من نصف جهازها خلال فترة قصيرة من الآن.. •• فقد شهد الكادر الصحي التابع للوزارة هجرة غير عادية في السنتين الأخيرتين.. بسبب إيقاف تلك البدلات تباعاً ودون تفسير منطقي مقبول.. علاوة على أن مرتبات الكادر الطبي بالوزارة ضعيفة للغاية مقارنة بمن يعملون في جهات حكومية أخرى.. فما بالنا بمن يعملون بالقطاع الخاص الأكثر إغراءً لهم وجذباً للأطباء والمختصين والفنيين من كادر الوزارة.. •• صحيح أن الوزير شكل مؤخراً لجنة برئاسة نائبه "الدكتور حمد الضويلع" لدراسة هذا الموضوع الحيوي المهم وذلك يعني إدراك الوزير لهذه المشكلة وتصديه لها بالفعل.. وأن ما يزيد من أهمية عمل اللجنة هو مشاركة ممثلين من القطاعات الصحية بكل من الحرس الوطني والداخلية والدفاع.. وهي الوزارات التي تقدم خدمات صحية ضخمة.. لكن الأكثر صحة هو أن تلك البدلات ممثلة في "بدل العدوى/ الإشراف/ التميز/ الندرة/ التدريب/ الطب الشرعي/ أمناء العهد) هي بعض ما يجب تصحيحه وإلا فإن هناك بدلات أخرى أكثر أهمية لم يتم التطرق إليها حتى الآن.. ومنها بدلات الخدمات العالية في مراكز الطوارئ.. والعناية المركزة.. والاستدعاءات (الأونكول) وغيرها.. فضلاً عن تصحيح أوضاع الرواتب الأساسية للأطباء السعوديين مقارنة بما يحصل عليه أمثالهم من المتعاقد معهم من الخارج وتحديداً من أوروبا.. وامريكا.. وكندا.. وهي أضعاف مرتبات من يماثلونهم في نفس المؤهلات من أبنائنا الذين أبلوا بلاء حسناً في هذا المجال وأحضروا لنا أعلى المؤهلات ومن اكبر المراكز والمؤسسات والجامعات المتخصصة في العالم والحمد لله.. •• والحقيقة أن ما يدعو للتفاؤل بانفراج وحل هذه المشكلة المؤرقة لآلاف الأطباء والأخصائيين والفنيين.. هو تصدي المجلس الاقتصادي والتنمية لهذا الموضوع ومتابعته له وتوجيهه لتلك الجهات بسرعة دراسته تمهيداً للبت فيه في موعد أقصاه بداية العام القادم.. •• وإذا تم هذا بالفعل وخلال الشهرين القادمين كما قال وزير الصحة فإنه لا بد من صرف البدلات المستحقة بأثر رجعي لأن المئات من الأطباء تعرضوا لمخاطر عديدة أودت بحياة الكثيرين منهم في ظل تعرض بلادنا لأوبئة خطيرة وكان آخرها وما زال هو وباء "كورونا". •• لكن الأهم من كل هذا هو أن يجد أبناؤنا من يأخذ بيدهم ويعينهم على تسخير علمهم.. وإخلاصهم .. وحماسهم.. وحبهم لوطنهم لخدمة المريض وبالذات بعد أن أصبح الطبيب السعودي مفخرة.. وصار المريض أو المريضة يشعر بالأمان معهم والثقة فيهم والبحث عنهم.. والارتباط معهم بمواعيد طويلة الأجل.. نتيجة ارتفاع كفاءتهم وتفانيهم في العمل بصورة فاقت الكثير من الخبراء من الوافدين إلينا من كل مكان.. وذلك شيء مشرف.. ويسعدنا جميعاً. • ضمير مستتر : •• مهما أنفقنا على ابن البلد المؤهل.. فإن خيره سيعود على بلده.. وأهل بلده.. وذلك ليس كثيراً عليه.
مشاركة :