طرابلس – كشفت اشتباكات دارت رحاها فجر الجمعة بين ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الليبية التي يسيطر عليها الإسلاميون عن نوايا لوزير الدفاع صلاح الدين النمروش، المعين حديثا، لتثبيت نفسه كرجل قوي غرب البلاد وسط تنافس محتدم داخل ’’معسكر الوفاق‘‘. ويثير توقيت الاشتباكات وخروج النمروش لوحده دون سواه من مسؤولي حكومة الوفاق وفي مقدمتهم وزير الداخلية فتحي باشاغا، بقرارات رادعة للمجموعات التي تقاتلت تساؤلات بشأن إمكانية أن يكون الرجل قد يجهز ليحل محل باشاغا كعدو لميليشيات طرابلس. وفي أول ردود الفعل حول هذه الاشتباكات، أمر النمروش بحل الكتيبتين “الضمان” و”أسود تاجوراء” وإحالة قادتهما إلى المدعي العسكري في طرابلس للتحقيق معهم. وتؤكد أوامر النمروش القاضية باستخدام القوة مع الكتيبتين في حال عدم وقف إطلاق النار بين الطرفين التخمينات القائلة بأن النمروش يجهز للمجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس التي تكن عداء لميليشيات مصراتة التي لها ثقل عسكري كبير. وفي رد على قرارات النمروش، قالت ميليشيا “الضمان” بقيادة علي دريدر، إنها تمتثل لقرار وقف إطلاق النار أمام ميليشيا “أسود تاجوراء”، متجاهلة استدعاء قيادتها إلى التحقيق وفقا لقرار صلاح النمروش. وقالت ميليشيات “الضمان” في بيان مقتضب الجمعة ”إننا لم ولن نبادر بالهجوم وللعلم بأنه تم الاعتداء والهجوم علينا، مما يمنحنا الحق في الدفاع عن أنفسنا إذا هاجمنا الطرف الآخر”. واندلعت الاشتباكات بين الكتيبتين فجر الجمعة حيث رجحت مصادر سقوط قتيلين خلالها. مراقبون: محاولة النمروش المجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس من خلال ردعها محاولة كسب رضا مصراتة أولا مراقبون:النمروش يجهز للمجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس التي تكن عداء لميليشيات مصراتة وأشارت هذه المصادر وشهود عيان إلى استخدام المسلحين للدبابات والأسلحة الثقيلة في الاشتباكات التي تأتي في وقت تعددت فيه الخلافات التي تشق طريق معسكر الإسلاميين في الغرب الليبي. وأكد مدير مكتب الإعلام بمستشفى تاجوراء عبدالفتاح السايح وقوع الاشتباكات بين الكتيبتين الجمعة. وأفاد السايح في تصريحات صحافية بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، لم يحدد أعدادهم، مشيرا إلى نقلهم إلى مستشفيات خاصة بالمنطقة. وبحسب شهادة أحد سكان منطقة تاجوراء، مقر الكتيبتين، فقد حدثت الاشتباكات بسبب مقتل أحد أفراد كتيبة الضمان بعد إطلاق النار عليه من قبل أفراد كتيبة أسود تاجوراء بالقرب من مستشفى الجلدية، ما جعل كتيبة الضمان تستهدف اثنين من كتيبة أسود تاجوراء بأعيرة نارية أدت إلى مقتلهما، لتشتعل بعدها اشتباكات بين الطرفين داخل منطقة تاجوراء الواقعة بالضاحية الشرقية لطرابلس. ومع عودة المفاوضات السياسية التي من المقرر أن تحدد الترتيبات السياسية للمرحلة المقبلة في ليبيا يحتدم الصراع في مواقع القرار وبين القيادات العسكرية غربي البلاد، وذلك بعد نشوب خلافات قوية بين مسؤولين من حكومة الوفاق. ولا يستبعد مراقبون أن يشهد الوضع في طرابلس المزيد من الاحتقان والاقتتال داخل ميليشيات حكومة الوفاق تغذيه الانقسامات بين المسؤولين داخلها الذين يسعون إلى تقلد مناصب كبرى تخول لهم إظهار ولاء لتركيا والظهور كبدلاء للأطراف الموجودة في الساحة في الوقت الراهن على غرار فتحي باشاغا وفايز السراج. ويثير التزام باشاغا الصمت على الاشتباكات التي دارت في طرابلس تساؤلات بشأن دوافع ذلك، خاصة أن الرجل الذي دخل في وقت سابق في مواجهة مع ميليشيات طرابلس يدرك وجود خلافات بين ’’مسؤولي الوفاق‘‘ وقياداتها العسكرية. ويرجع مراقبون محاولة النمروش المجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس من خلال ردعها إلى محاولة كسب رضا مصراتة أولا والتموقع بشكل صحيح في المرحلة المقبلة، حيث يجري الحديث عن ضرورة تفكيك هذه الميليشيات كشرط أساسي للتوصل إلى تسوية للأزمة السياسية في ليبيا ثانيا. وكان باشاغا قد احتمى في وقت سابق بميليشيات مصراتة، التي تعد أكثر من 17 ألف مسلح متدربين تدريبا جيدا، في مواجهته لميليشيات طرابلس لاسيما عند بروز خلافاته مع السراج إلى العلن، وهو ما يثير تساؤلات بشأن السند الذي سيتخذه النمروش في حال دخوله في مواجهة مع ميليشيات طرابلس. وتنقسم قيادات ومسؤولي حكومة الوفاق حول مآلات الحوار السياسي الذي عاد إلى الواجهة بعد إعلان وقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى حل سياسي وترتيبات للمرحلة المقبلة تنهي حالة الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سنوات. ومن جهة أخرى، كانت مصادر قد أكدت في وقت سابق وجود صراع بين النمروش وآمر المنطقة العسكرية الغربية وغرفة العمليات المشتركة التابعة لحكومة الوفاق أسامة الجويلي.
مشاركة :