أصباغ وكريمات ورموش صناعية ونتف حواجب ورسم بلاطة، هي محصلة "الشوفة الشرعية" التي تأخذ جيل الشباب إلى ألوان قوس قزح ومرافئ الخيال المفجوع بصباحية مباركة. ناصر القصبي عالج قضية "الشوفة الشرعية" بمقاربة كادت تلامس نصف الحقيقة ولا نقول الحقيقة كلها، وكُتّاب الصحافة عزفوا على نفس النوتة وبمعايير البيضة والحجر، ومع هذا يبقى دور جهات الاختصاص في تصحيح وضع المجتمع؛ لتخفيف نسبة الطلاق التي وصلت إلى رقم مزعج لوزارة العدل، ولدرجة لا يحتملها جيب أي عريس مغشوش في "الشوفة الشرعية". الشاب يشاهد العروس ليلة الزفاف مختلفة في الشكل واللون والطول العرض عن المقاييس التي شاهدها في "الشوفة الشرعية" وتزداد مسافة التحولات في الشكل والمضمون صباحية شهر البصل.. هل بدّلوها؟ أم أن النظرة القاصرة حجبت الرؤية الحقيقية عند الزوج؟ وهل الفتاة ضحية الأصباغ أم ضحية شاب يبحث عن مواصفات عارضات الأزياء؟ مبالغة الشاب في الاختيارات تفسد "المشروع" قبل بدايته، وبعضهم وجهه مثل قفاه "عنافره طبخة" -حشفا وسوء كيلة- ومع هذا يريد نجمة سينمائية لا زوجة، وجارية تخدمه لا شريكة حياة.. قليل من مبالغة الطرفين تعالج ثقوبنا وعيوبنا "إحصائية عام 2014.. ثلاث حالات طلاق مقابل كل زيجة وعليكم الحساب". "الشوفة الشرعية" أقرها الشرع بدون "غش" ونظرية أينشتاين النسبية تقول لتخفيف نسبة الطلاق خفضوا تكاليف الأصباغ، هذا إذا أردنا بناء ورصف سكة السلامة للشريكين بدلا من سكة الندامة. من يجرؤ على تطبيق تعاليم ديننا التي تحرم "تغيير خلق لأجل الحُسن"؟ ومن يخلصنا من موردي التركيبات الصناعية؟ ومن يضمن جودة طرفي "الشوفة الشرعية"؟ مشروع الزواج في ظل هذه الظروف وهذه المعطيات سمك لبن تمر هندي. من غشنا ليس منا.
مشاركة :