هذه رسالة وصلتني من أم يوسف، وقد كتبت فيها: «إذا تقدم شاب لخطبة فتاة، بعد أن سأل عن أهلها وحسبها ونسبها ودينها وجمالها، وجاء أهله وشافوا البنت وأعجبوا بها وبثقافتها وشكلها ونقلوا له مواصفاتها وأنها مناسبة، وبعد ذلك سأل أهل البنت عن العائلة التي تقدم ولدها لخطبة ابنتهم، واطمأنوا لحالهم وخاصة ديانة المتقدم للزواج! تاركين الاهتمام بالحسب والنسب والجمال طاعة لله ورسوله، القائل صلوات الله وسلامه عليه «إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه»، ثم حضر الولد مع والده وإخوته إلى بيت البنت ليتعرفوا عليهم ويأخذوا منهم المعلومات الكافية، وارتاح كل طرف للآخر! ثم أخذ الوالد أو الأخ الأكبر للبنت المتقدم للزواج لينظر للبنت النظرة الشرعية، وجلس معها وتكلم، ثم سأل بعض الأسئلة وخرج! بعد أسبوع يرد بأنه لم يحصل قبول! لا اعتراض! فهذا قضاء الله وقدره، والتراجع قبل البداية خير من تدمير البيوت بعدها! ولكن السؤال: لماذا تراجع المتقدم للزواج بعد أن رأى البنت؟! المشكلة التي تستدعي الكتابة: أن السبب في كثير من الأحيان، أن القبول لم يحصل، لأن ذهن المتقدم مملوء بصور الفتيات اللاتي يراهن على الشاشة، وقد أجرين عشرات عمليات التجميل ووضعن المساحيق والألوان، وغيّرن خلق الله، ليستعرضن بجمالهن المزيف! فرسخ في عقله صور الجميلات المزيفات، ومن خلال ذلك حكم على الفتاة المصونة بأنها لا تستحق أن تكون زوجة له، متناسياً قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «فاظفر بذات الدين تربت يداك»!، وغير مراعٍ لحق من فتحوا له قلوبهم قبل بيوتهم وسمحوا له برؤية مهجة قلبهم وشرفهم! ولم يلتمس عذراً لتلك الفتاة الخائفة والمرتبكة لرؤية شخص غريب عليها، وهي بنت الستر والعفاف! ما العذر الذي نلتمسه لهؤلاء الشباب؟! وهل يترك الأهل سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمنعون الخاطب من رؤية مخطوبته نجاةً من هذه الممارسات الخاطئة؟!!». لا تعليق على كلام أم يوسف، إلا أني أقول: «يجب أن يصحو بعض الشباب من غفلتهم، ويدركوا أنهم يبحثون عن زوجة تساعدهم في مواجهة مصاعب الحياة، وتقوم بأعظم مهمة في حياتهم وهي تربية أبنائهم، ولذلك فالجمال الزائل –حتى ولو كان حقيقياً- لا يجب أن يكون المعيار الأول في الاختيار إن كانوا يفكرون بعقل!».
مشاركة :