أحرف وكلمات / أوجه مختلفة | فضاء كويتي

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هناك بعض المصطلحات... إذا ما اقترنت بأشخاص أو ظروف أو مواقف أو أفكار أومعان أو أقوال أو مصير... الخ، أعطت لنا أوجه مختلفة. «الصبر مفتاح الفرج»، مقولة متداولة سعينا أن نرددها عندما تشتد علينا المحن... مقولة فيها ملاذ المنتظر، المتأمل، اليائس، الضعيف... الخ. هي فعلاً تختصر لنا المسافات علينا وتقدم لنا من الانتظار وصولا، ومن التأمل فرحا، ومن اليأس أملا ومن الضعف قوة. لنصل إلى إعجاز رباني، ومع أوجه مختلفة نختار ونختصر فئة الأشخاص لأن الأوجه الأخرى يسيرة، في ما بعد إذا ما أدركنا فئة الأشخاص، لتكن هكذا! فالصبر مع الصالح غنيمة والصبر مع الفاسد نهاية والصبر مع العادل كرامة والصبر مع الظالم مذلة والصبر مع الصادق وصول والصبر مع الكاذب سراب والصبر مع المتواضع رفعة والصبر مع المتكبر عبودية والصبر مع العاقل استثمار والصبر مع المجنون ضرر والصبر مع الرحيم راحة والصبر مع القاسي جفاء والصبر مع المجرم جريمة فالصبر له من القدرة الفائقة على التغيير إلى الإيجاب، في وجود القدرة البشرية النابعة من النفس على التغيير، وذلك مع بعض الفئات البشرية. فيا أيها المنتظر وأيها المتأمل وأيها السائل وأيها اليائس وأيها الضعيف انتق من الأوجه المختلفة حتي تدرك ماهو مطاف الطريق! حكم وأقوال متداولة كان لدينا الاعتقاد الراسخ بصحتها في كل الأحوال والظروف، ولكن جرت عكس تيارها ووفق ما تشتهي الأنفس، فكل نفس تختار طريقها ونحن بشر مسيرون فقط في حق أنفسنا، ولكن تغيير البشر بيد البشرية وبيد الله تعالي إذا أراد لهم الصفح وفق منظومة شديدة التدقيق من الله تعالي من أجل الجزاء تُعجز البشر إن الله يعلم مالا تعلمونه يابني البشر. قال تعالى: (يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو على كل شيء قدير). وقول الله تعالي تبارك الحق: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [ سورة الروم: 41]. نحن فعلا قادرون على أن نغيّر من أنفسنا ولكن تغيير البشر أمرا لا يحدث إلا من أجبر ذاته علي التغيير، لنجد التأكيد على ذلك عند قول الله تعالي: «لعلهم يرجعون» (سورة الروم 41) إن أمر التغيير محال للبشر لتغيير الآخرين، ولكن لهم الخيار في تغيير أنفسهم إذا ما أرادوا ذلك قولاً وفعلاً، ولنصل إلى النهاية، ومع علم رباني منير لتحدي جميع العلوم الطبيعية والكونية والنفسية والاجتماعية والرد عليها بإعجاز لآية ربانية شافية أذهلت النفوس البشرية عند استحالة الرجاء من دعوة مستعان إلى رب العباد بشفاء الرد من رب الرحمن: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. [سورة الرعد: 11] أوجه مختلفة بسطنا لها بساط الصبر حتى نلتقي فيها مع ملاذ الأمن والوصول؟! ولكنها أصبحت من جهة قاحلة جرداء صاخبة، وأمن وأمان وعطر فواح واستثمار من جهة أخرى. وبعبارة واحدة، أختصر وبإيجاز: «أحسنوا الاختيار» لأشخاص، وظروف، ومواقف، وأفكار، ومعانٍ، وأقوال، ومصير. لأننا فعلاً نتعامل مع أوجه مختلفة! * كاتبة واختصاصية نفسية

مشاركة :