ما سر صعود النزعة القومية المسيحية في الولايات المتحدة | ليز ثيوهاريس | صحيفة العرب

  • 9/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ظهرت العديد من الشواهد في الولايات المتحدة على أن السياسيين مزجوا أيديولوجياتهم المختلفة بالدين رغم أنه ليس بالأمر الجديد لاسيما خلال الحملات الانتخابية بهدف كسب التعاطف والتأييد من الناخبين، ومن هنا بدأت النزعة القومية المسيحية في الصعود. ومع ذلك لا بد من تسليط الضوء أكثر على الأسباب التي جعلت النخبة السياسية تتوخى هذا الأسلوب للوصول إلى مبتغاها معتمدة على قناعات موروثة عن تاريخ المسيحية. واشنطن - لم يعد يستغرب بعض الباحثين الأميركيين من وجود سياسيين يمزجون الدين بالسياسة أثناء حملتهم الانتخابية، لكن استخدامها لبعث رسائل معينة تعد مسألة مثيرة للاهتمام. وأثار خطاب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أغسطس الماضي، الذي استبدل فيه يسوع بالعلم الوطني الدهشة عبر مجموعة من الطوائف الدينية والسياسية، وفي الواقع، قدم الإدماج بين العلم الوطني والمسيح أحدث دليل على تنامي تأثير القومية المسيحية في عصر ترامب. وكان بنس قد أنهى خطاب قبوله أثناء المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بلهجة توراتية، وفي حديثه أمام حشد من الناس في نصب فورت ماكهنري التذكاري الوطني في بالتيمور، قال “دعونا نركز أعيننا على علَمنا القديم وكل ما يمثله بالنسبة لنا.. دعونا نركز أعيننا على أرض الأبطال هذه ونستلهم من شجاعتهم”. وهنا أعاد بنس كتابة مقطع من كتاب العهد الجديد “دعونا نركز أعيننا على يسوع، خالق هذا الدين ومكمله، الذي احتمل التعذيب والتصليب من أجل الفرح والسعادة التي وضعها هدفا أمام عينيه”. ولم يعد من الصعب العثور على دليل على مدى عمق تأثير القومية المسيحية في صنع السياسة الأميركية، فخلال الوباء، تم استخدام الكتاب المقدس وتشويهه مرارا لتبرير إنكار تفشي المرض وتقاعس الحكومة، ناهيك عن القمع الصريح. وفي أواخر مارس الماضي، عندما كانت المدن تغلق أبوابها وكان مسؤولو الصحة العامة يوصون باتخاذ إجراءات صارمة للحجر الصحي، كان أحد الإجراءات الأولى للرئيس دونالد ترامب هو جمع أتباعه في البيت الأبيض في ما وصف بأنه “يوم وطني للصلاة” لمنح الأميركيين القوة لتحمل هذا الوقت العصيب. وفي وقت لاحق من الربيع، طالبت الاحتجاجات ضد عمليات الإغلاق الممولة بأموال سوداء من أمثال مجموعة “كوتش براذرز”، بإعادة فتح الولايات للعمل مع اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي. وحتى في الوقت الذي كانت تكافح فيه المجتمعات الدينية للتكيف مع خدمات العبادة عبر تطبيق “زوم”، فضلا عن الصلاة عن بعد، استمر الرئيس ترامب في تأجيج نيران الانقسام الديني، معلنا أن تأدية فروض العبادة بشكل شخصي أمر ضروري، بغض النظر عن تشكيك الخبراء القانونيين لسلطاته للقيام بذلك. وبالحديث عن القومية المسيحية لترامب، فإنه لا ينبغي لأحد أن ينسى مشهد يونيو في ساحة لافاييت بالقرب من البيت الأبيض، عندما تم إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهري العدالة العرقية حتى يتمكن من الانتقال إلى كنيسة سانت جون القريبة والوقوف بفخر على درجاتها وعرض الكتاب المقدس. ولفهم كيف يتم استخدام السلطة في أميركا من قبل السياسيين الأثرياء وحاشيتهم من المتطرفين في عام 2020، يجب التفكير في دور الدين في حياتنا الوطنية، حيث تجري الآن معركة ملحمية من أجل الكتاب المقدس في دولة تم التنازل عنه إلى حد كبير للقوميين المسيحيين الإنجيليين البيض. ومن خلال شبكة ممولة جيدا من الكنائس والمنظمات غير الربحية والجامعات ومراكز الفكر، وخطوط مباشرة مع كبار المسؤولين السياسيين في البلاد، كان لديهم تفويض مطلق لتحديد شروط ما يتم تمريره للنقاش الديني في هذه الدولة وإملاء ما تعنيه الأخلاق حتى في مجتمعنا. وفي عهد ترامب، وصلت هذه القومية الدينية إلى ذروتها حيث ترسخت حركة رجعية تضم المليارديرات التكنوقراط، والتبشير الإعلامي، والميليشيات المسلحة برسالة بسيطة مفادها “الله يحب أميركا المسيحية البيضاء، ويفضل الحكومات الصغيرة والشركات الكبرى، ويكافئ الفردية، وريادة الأعمال” وفي الوقت نفسه، يتم إلقاء اللوم على الفقراء والملونين والمهاجرين في مشاكل المجتمع حتى مع زيادة ثراء الأغنياء في دولة لا تزال الأغنى في تاريخ العالم. وفي ضوء ذلك يمكن القول إن الأخطار التي يشكلها القوميون المسيحيون اليوم حقيقية للغاية، إلا أن المعركة من أجل الكتاب المقدس نفسها ليست جديدة في الولايات المتحدة. ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، اقتبس مالكو العبيد من كتاب فليمون بعض السطور من رسائل القديس بولس للادعاء بأن العبودية أمر شرعه الله. كما قاموا بتمزيق صفحات سفر الخروج من الكتب المقدسة قبل أن يعطوها للمستعبدين. وخلال العصر الذهبي للقرن التاسع عشر، بشرت الكنائس والساسة على حد سواء بـ”إنجيل الازدهار والرفاه” الذي يمجد فضائل الرأسمالية الصناعية. وبعد عقود، استمر أنصار الفصل العنصري في استخدام آيات توراتية لتبرير قوانين جيم كرو، بينما في أواخر السبعينات ساعدت منظمة الأغلبية الأخلاقية على دمج جيل جديد من المتطرفين المسيحيين في السياسة الوطنية. وعندما كنت أصغر سنا، أتذكر السياسيين الذين اقتبسوا من أهل تسالونيكي في الفترة التي سبقت إقرار قانون إصلاح الرعاية الاجتماعية لعام 1996 كدليل على أن الله يؤمن بمتطلبات العمل لبرامج المساعدة العامة. ويعرف طلاب الدين والتاريخ أنه على الرغم من أن مثل هذه المعارك اللاهوتية غالبا ما تميل بشكل كارثي نحو قوى العنف والحرمان والكراهية، إلا أن التفكير الديني المسيحي كان أيضا عنصرا رئيسيا في التغيير الاجتماعي الإيجابي في هذه الدولة. وفي كل فصل من فصول التاريخ الأميركي، كافح دعاة إلغاء عقوبة الإعدام والعمال والمنظمون العماليون وقادة الحقوق المدنية وممثلون آخرون للمضطهدين من أجل أمة أفضل ليس فقط في الشوارع وأماكن العمل، ولكن أيضا على منابر الوعظ. وفي هذا “العصر الترامبي”، وفي ظل صعود القومية البيضاء الفاشية بشكل متزايد، من الأفضل لأصحاب الضمير أن يحذوا حذوهم. لقد ركزت في كتابي “دائما معنا؟ ما قاله يسوع حقا عن الفقراء”، على حقيقة شغلتني منذ فترة طويلة، وهي كيف تم التلاعب بالكتاب المقدس في هذه الدولة كثيرا لإخفاء قوته التحررية، وبشكل خاص، أُسيء استخدام الطريقة التي أسماها عالم اللاهوت جيم واليس، المقطع الكتابي الأكثر شهرة عن الفقراء (من إنجيل متى) “الفقراء سيكونون معنا دائما”. ومنذ أن كنت فتاة صغيرة، لم يكد يمر أسبوع لم أسمع فيه أحدا يقتبس من إنجيل متى لتفسير سبب كون الفقر أبديا وأن التلطيف منه يقتصر في أحسن الأحوال على الأعمال الخيرية وليس بالتأكيد على الحكومة. ويمر منطق مثل هذا التفكير عبر العديد من مؤسساتنا الدينية بما في ذلك ما يعرف الآن باسم “المسيحية الإنجيلية”، ولكن أيضا عبر الهيئات التشريعية والمحاكم والجيش والمدارس وغير ذلك. لم يؤد ذلك إلى تشكيل عقول الشباب المسيحيين فحسب، بل ساعد في ترسيخ الفقر، بينما يبرر بشكل ضمني أو حتى بشكل صريح عدم المساواة المتفشية في هذا المجتمع. واليوم، فكرة أن الفقر هو نتيجة السلوك السيء أو الكسل أو ارتكاب الخطيئة بدلا من القرارات التي يتخذها أصحاب السلطة، هي فكرة واضحة في واشنطن في عهد ترامب وميتش ماكونيل، وقد أصبحت مقاطع الكتاب المقدس مثل تلك الموجودة في سفر متى أداة أيديولوجية أخرى يلوح بها الرجعيون والأثرياء لصرف الانتباه عن الإخفاقات النظامية في هذه الدولة. إن التقاء الفقر والدين في منطقة الحزام الإنجيلي، وهي المنطقة جنوب شرق الولايات المتحدة، له تاريخ طويل، يمتد إلى أوائل المستوطنين المستعمرين في عصر العبيد. وقد تردد صدى ذلك من خلال نظام جيم كرو الذي كان يحكم المنطقة حتى سنوات الحقوق المدنية والمفهوم السياسي الحديث “للجنوب الصلب”. ويكمن داخل حدود ذلك إرث وحشي من “فرق تسد” والذي، حتى يومنا هذا، يسيّس الكتاب المقدس من خلال الادعاء بأن الفقر ناتج عن خطايا ضد الله ويعلم الفقراء البيض على وجه الخصوص أنه على الرغم من أنهم قد يكون لديهم القليل أو لا شيء، فإنهم على الأقل “أفضل” من الأشخاص الملونين. وقد حافظ الدين السيء على قوته الهائلة إلى حد كبير باستخدام الكتاب المقدس ونسخة من المسيحية لإقرار النهب والمعاناة البشرية وربما لم يعد جيم كرو موجودا، لكن تاريخه يطارد أميركا حتى يومنا هذا، ولا يزال الكتاب المقدس يستخدم كسلاح لتوطيد السلطة السياسية العنصرية ضد الفقراء ولصالح البيض. ومع استمرار اختفاء الوظائف والفرص في أميركا في القرن الحادي والعشرين، ووقوف الكنائس من بين آخر المؤسسات التي تلعب دورا في العديد من المجتمعات، لا يزال الكتاب المقدس، بغض النظر عن تفسيره، يؤثر على الحياة اليومية للملايين. وتؤثر طريقة فهمه والاسترشاد به على الاتجاه السياسي والأخلاقي للدولة. ضع في اعتبارك أن دول الحزام الإنجيلي تلك، حيث تسود القومية المسيحية الآن، تمثل أكثر من 193 صوتا من أصوات الهيئة الانتخابية، وبالتالي ستلعب دورا رئيسيا في تحديد مصير دونالد ترامب ومايك بنس في نوفمبر. وقد خضت تجربتي الخاصة مع تلك النسخة من تفسير الكتاب المقدس ودورها المتزايد في سياستنا الوطنية في يونيو 2019 خلال جلسة استماع في لجنة الموازنة في مجلس النواب. وكان موضوعها الفقر في الولايات المتحدة والواقع الاقتصادي للأسر المتعثرة. وتمت دعوة مجموعة متنوعة عرقيا وجغرافيا من قادة حملة الفقراء للإدلاء بشهادتهم بشأن هذه الحقائق. وإلى جانبنا في ذلك اليوم، كان هناك اثنان من القساوسة السود دعاهم أعضاء الكونغرس الجمهوريون للوقوف كأمثلة على أن الإيمان والعمل الجاد هو الوصفة الوحيدة لحياة جيدة ومستقرة للفقراء. واليوم جئنا لتقديم ما أطلقنا عليه “الميزانية الأخلاقية للفقراء”، وهي دراسة تظهر أن الولايات المتحدة لديها المال لإنهاء الفقر والجوع والتشرد وغير ذلك، وليس فقط الإرادة السياسية. وردا على ذلك، تحول أعضاء اللجنة إلى نفس الصور النمطية حول سبب فقر الكثير منا في مثل هذه الدولة الغنية. وقد استشهد البعض بالفشل المفترض للحرب على الفقر في الستينات كدليل على أن برامج الارتقاء الاجتماعي لا تعمل، بينما تجاهلوا الطريقة المأسوية التي قوض بها السياسيون تلك المبادرات في السنوات التي تلت ذلك. ومثل هؤلاء القساوسة، روى آخرون قصص نجاحهم في الخروج من المصاعب الاقتصادية عبر الفردية، وقاموا بتوصيل الصدقة المسيحية كطريقة للتخفيف من حدة الفقر وقد استمعت إليهم جميعا وهم يروجون بشكل أساسي لهذا الدين السيء الذي يدعي أن الناس يعانون من الفقر إلى حد كبير لأنهم بعيدون عن الله ويفتقرون إلى الإيمان بيسوع. وفي ذلك اليوم، دقت جدران غرفة لجنة مجلس النواب تلك بكلمات جوفاء من خلال تحريف ما يقوله الكتاب المقدس في الواقع عن الفقراء. وعادة ما لاحظ أحد ممثلي الجمهوريين أنه رغم معرفته بالكتاب المقدس، إلا أنه لم يجد أي مكان فيه “حيث يطلب يسوع من قيصر الاهتمام بالفقراء”، بينما اقترح آخر أن الأعمال الخيرية المسيحية، وليس البرامج التي ترعاها الحكومة، هي المفتاح للتخفيف من حدة الفقر. وقد يكون شخص ما أقل دراية بحجج هؤلاء السياسيين قد فوجئ بسماع الكثير منهم يبحثون عن غطاء ديني. وبصفتي باحثة في الكتاب المقدس ودارسة لتاريخ الحركات الاجتماعية، أعرف جيدا كيف ترشدنا النصوص الدينية فعليا إلى الاهتمام بالفقراء والمحرومين. وتعلمت أن من هم في السلطة الآن يسعون إلى إساءة استخدام تقاليدنا الدينية وتشويهها. وردا على هذا الممثل الجمهوري، قمنا أنا والقس ويليام باربر، الرئيس المشارك لحملة الفقراء، بتفصيل العديد من المقاطع والوصايا في الكتاب المقدس التي تحثنا على تنظيم المجتمع حول احتياجات الفقراء، والتسامح عن الديون، ودفع أجور المعيشة للعمال، بدلا من تفضيل الأغنياء أو السياسيين. وهذه، بالطبع، هي صيغة حقبة ترامب حيث، في الأشهر الستة الماضية من الوباء، جمع 643 أميركيا ثريا 845 مليار دولار إضافية، مما رفع ثروتهم مجتمعة بنسبة 29 في المئة. كما أشرت إلى أن أكثر برامج الحد من الفقر فعالية مثل برنامج “هيد ستارت” يتم تمويلها فيدراليا، وليست أعمالا خيرية ولا تتعلق بالمؤسسات الخيرية المسيحية. وفي حملة الفقراء، غالبا ما نبدأ تنظيم اجتماعاتنا من خلال عرض سلسلة من خرائط الدولة المرمزة بالألوان. الخارطة الأولى تظهر الولايات التي سنت قوانين قمع الناخبين منذ 2013، والتالية، تظهر أولئك الذين يعانون من أعلى معدلات الفقر؛ إذن، الولايات التي لم توسع برنامج “ميدي كيد” ولكنها أقرت قوانين معاداة مجتمع الميم، وهكذا. ثم تعرض خارطتنا النهائية الدول الأكثر كثافة بالبروتستانت الإنجيليين. وليس من المفاجئ عندما يعلم الناس أن تلك الخرائط تتداخل بشكل كامل وبشكل رئيسي في منطقة الحزام الإنجيلي، ولكن أيضا في الغرب الأوسط والولايات الوسطى، وحتى في أجزاء من الشمال الشرقي والغرب. والهدف هو إظهار مدى الارتباط الوثيق بين المعركة من أجل حقوق التصويت والرعاية الصحية وغيرها من الموارد الحاسمة بالمعركة من أجل الكتاب المقدس. وتُقاس الرهانات بصحة الأمة بأكملها لأن نفس السياسيين الذين يتلاعبون بالكتاب المقدس والحق في التصويت للفوز بالانتخابات يمررون سياسات وميزانيات غير أخلاقية ما يقودونا إلى سؤال حول لماذا يجب أن يتمتع بنس هو والقوميون المسيحيون الآخرون بالسلطة لتعريف المسيحية؟ إذا كانوا عازمين على “تثبيت أعينهم على العلم الوطني القديم للبلاد”، ألا يجب عليهم أيضا أن يركزوا أعينهم على ما قاله يسوع بالفعل؟ وتنشق كلمة إنجيلي من الكلمة اليونانية “إيفانجيليا”، وتعني نقل الأخبار السارة لمن أفقرهم أنظمة الاستغلال، فبشرى الكتاب المقدس، التي تُعرَّف أيضا بالإنجيل، تتحدث مرارا وتكرارا عن تحرير الأسرى، وإطلاق العبيد، ورعاية جميع المضطهدين. ويقال إن المرء لو قطع كل صفحة تذكر الفقر، فإن الكتاب المقدس سينهار وعندما تتم قراءة الكلمات الموجودة في تلك الصفحات فعليا يلاحظ أن الإنجيل لا يتحدث عن حتمية الفقر أو الحاجة إلى الصدقة، بل عن مسؤوليات السلطات الحاكمة تجاه جميع الفقراء. وفي الوقت الذي يكون فيه 43.5 في المئة من الأميركيين فقراء أو يواجهون حريقا أو عاصفة أو أزمة رعاية صحية أو جائحة أو طردا أو فقدان وظيفة بسبب الفقر، لا يمكن أن يكون الأمر أكثر أهمية بالنسبة للأميركيين أن يبدأوا في إدراك هذه الحقيقة والالتزام بإنهائها. ولكن بدلا من ذلك، يمرر السياسيون قوانين قمع الناخبين، ويطردون الأطفال من برامج الطعام، ويسمحون بتسميم مياهنا وهوائنا وأرضنا، بينما يبارك الزعماء الدينيون القوميون المسيحيون مثل هذه السياسات ويختارون الآيات الكتابية لتبريرها على أنها أميركية بالكامل. وهذا الواقع ليس مجرد مسألة دينية بل أزمة سياسية واقتصادية وأخلاقية تدفع هذه الدولة، في خضم جائحة، إلى حافة الموت الروحي. وإذا كانت هناك فرصة لإنقاذ أميركا، فهذه لم تعد معركة يجب على أي شخص البقاء خارجها.

مشاركة :