الصحافة الأميركية تخوض غمار السباق الرئاسي بالمراهنة على بايدن | | صحيفة العرب

  • 9/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت الصحافة الأميركية غمار السباق الرئاسي الأميركي بدعم غالبية المنابر للمرشح الديمقراطي جو بايدن، حيث تأمل أن تحقق ما فشلت فيه في انتخابات 2016 عبر إقناع القراء بـ”سوء إدارة دونالد ترامب” خلال السنوات الأربع لولايته، بينما يواجه فريق ترامب الانتخابي هذه المزاعم بحملة شرسة على شبكات التواصل الاجتماعي. واشنطن - تواصل وسائل إعلام أميركية تباعا إعلان دعمها للمرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس دونالد ترامب، في مشهد مشابه لما حدث في انتخابات عام 2016، التي وصفت بأنها هزيمة للصحافة الأميركية بعد أن حذرت مرارا وتكرارا من خطورة انتخاب ترامب على الديمقراطية، فهل ستكون النتيجة مختلفة هذه المرة. لم يكن ترامب يحظى بشعبية لدى الصحف الأميركية في الانتخابات الماضية، ومن بين الصحف المئة الأوسع انتشارا، لم يحصل سوى على تأييد اثنتين منها. ويبدو أن الصحافة الأميركية في الوقت الراهن تراهن على رصد حصيلة أربع سنوات من ولاية ترامب لمهاجمته وإقناع القراء بالتصويت لبايدن، كما فعلت واشنطن بوست في إعلانها الاثنين بوصف المرشح الديمقراطي بأنه يتحلى بـ”اللباقة والشرف والكفاءة” في تناقض صارخ مع الرئيس دونالد ترامب. وانضمت الصحيفة الرائدة في عاصمة البلاد إلى مؤيدين بارزين لبايدن، بينهم الحاكم الجمهوري السابق لولاية بنسلفانيا توم ريدج وأرملة السيناتور البارز جون ماكين والممثل دواين جونسون المعروف باسم “ذا روك”، حتى مجلة ”ساينتفيك أمريكان” خرجت عن حيادها السياسي للمرة الأولى منذ إصدارها في عام 1845، وأعلنت تأييدها لبايدن وقالت إنها مضطرة إلى القيام بذلك بسبب مواقف الرئيس دونالد ترامب الرافضة لـ“الأدلة والعلم”، في إعلان مشابه لما جاء في واشنطن بوست. وكتب مجلس تحرير صحيفة واشنطن بوست مشيرا إلى استجابة ترامب الفاشلة لوباء كوفيد – 19 والهجمات على الأعراف الديمقراطية، أنه قد يكون العديد من الأميركيين على استعداد للتصويت لأي شخص تقريبا “من أجل طرد أسوأ رئيس في العصر الحديث”. وتابع “لحسن الحظ، للإطاحة بالرئيس ترامب في عام 2020 لا يتعين على الناخبين خفض معاييرهم”. ولم تكن واشنطن بوست صديقة للجمهوري ترامب الذي ندّد مرارا بالصحيفة ووصفها بأنها تنشر “أخبارا مزيفة”. بالمقابل، هاجمت الصحيفة سياسة ترامب وأطلقت قاعدة بيانات لتقصي الحقائق توصلت إلى 20 ألف تصريح كاذب أو مضلل لترامب، وأعلنت هيئة تحريرها العام الماضي أن هناك “أكثر من دليل كاف” لعزله. وذكرت هيئة التحرير الاثنين أنّه بينما أضر ترامب بالديمقراطية الأميركية، فإن بايدن الودود للغاية وصاحب الخبرة “سيعيد اللباقة والشرف والكفاءة لحكومة أميركا”. ويأتي ذلك عشية مواجهة بايدن وترامب في أوهايو في أول مناظرة رئاسية بينهما من أصل ثلاث. ويترقب عشرات الملايين من الناخبين الأميركيين المناظرة الأولى، ففي مجتمع يعتمد على الإعلام إلى حد كبير، تحمل أحيانا الانطباعات الأولى للمشاهدين تأثيرا أقل على مجريات السباق من تقييمات المعلقين السياسيين للمرشحين في أعقاب المناظرة، كالتعليق مثلا على تردد في التعبير أو حركة ما أو عبارة غير متوقعة. ويرى محللون أنه بالنسبة للمشاهدين ومستخدمي الإنترنت الذين تنهال عليهم منذ أسابيع الإعلانات الانتخابية، لن يكون لهذه المناظرة تأثير حاسم في مجريات انتخابات 3 نوفمبر. ويذكّر هؤلاء بعام 2016، حين اعتبرت المرشحة كلينتون منتصرة بعد المناظرات الثلاث، قبل أن تخسر الانتخابات. ولا ينحصر هذا الانقطاع بين أداء المرشحين ونتائج الانتخابات على عهد ترامب فحسب، بل في عام 2004، كان فوز المرشح الديمقراطي جون كيري على جورج بوش الابن شبه مؤكد، قبل أن يخسر الانتخابات أيضا. وتشير إيمي ديسي المسؤولة السابقة في الحزب الديمقراطي إلى أن “ما يحصل بعد المناظرة، وكيف يجري استخدامها، قد يكون له تأثير أكبر” من المناظرة نفسها. وتضيف أن المرشحين نفسيهما “قد يحاولان قول بعض الأشياء للخصم” حتى يعاد استخدامها لاحقا في إطار الدعاية الانتخابية. ولم ينجح بايدن في الحصول على دعم نيويورك تايمز، رغم محاولته إقناعها بذلك في اجتماع مع هيئة تحرير الصحيفة في أغسطس الماضي. إلا أنها ساهمت بإضعاف موقف ترامب، بكشفها معطيات خطيرة حول وضعه الضريبي، عشية المناظرة مع بايدن. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الملياردير دفع 750 دولارا فقط كضرائب على الدخل عام 2016، أي العام ذاته الذي فاز فيه بالانتخابات. ولهذا الكشف أهمية بالغة كون قضية إقرارات ترامب الضريبية كانت محور معركة حامية، بعد تخلي الرئيس الجمهوري عن التقاليد الرئاسية المعتمدة منذ السبعينات برفضه نشر عائداته الضريبية عكس كل أسلافه. ومن بين الصحف القليلة التي أعلنت تأييدها لترامب صحيفة “ناشيونال إنكوايرر” التي أصدرت أول عدد لها قبل 94 عاما. وكان أول تأييد لها لمرشح للانتخابات الرئاسية في عام 2016 عندما دعمت المرشح الجمهوري المنمق في كلامه الذي يحمل قليلا من المعنى. وقالت صحيفة “إنكوايرر“ ترامب يجب أن يكون رئيسا”، غير أنها اعترفت في وقت لاحق بأنها ساعدت الرئيس على إخفاء روايات كان من الممكن أن تضر بترشحه. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن من بين أسباب دعم صحيفة إنكوايرر، هو أن “ترامب فقط لديه الشجاعة والجسارة على الوقوف في وجه زعماء أجانب مثل فلاديمير بوتين، وكسب احترامهم!”. ويرى محللون أنه من خلال تحليل خطب ترامب يمكن اكتشاف إشارات إلى العديد من القصص التي ترفضها معظم وسائل الإعلام التقليدي، لكنها حظيت بدعم وحماس في العالم المتنامي لمصادر إخبارية بديلة. وينشط فريق حملة ترامب الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج له منذ أشهر عديدة، وذكرت صحيفة “بوليتيكو” إن الحملة الانتخابية لترامب، وصندوقه المشترك مع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري أنفقا 65 مليون دولار لترويجه ضمن السباق الرئاسي 2020. وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته خلال الشهر الجاري، إن مكتب حملة ترامب استفاد كثيرا في الاستحقاق الرئاسي عام 2016 من موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مما منحه ميزة لافتة للتغلب على منافسته الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون، لكن هذه المرة راهن المرشح الجمهوري على منصة يوتيوب، التي يستخدمها كـ”سلاحه السري”. وأوضحت الصحيفة أن حملة ترامب، وصندوقه المشترك مع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، أنفقا 65 مليون دولار للأنشطة الانتخابية في يوتيوب ومنصة البحث في غوغل، التي تدير الموقع، قبيل اقتراع 3 نوفمبر 2020، ومنها 30 مليون دولار منذ يوليو. ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن حملة منافس ترامب في هذه الانتخابات جون بايدن، وصندوقه المشترك مع اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، خصصا حتى الآن في هذا المجال 33 مليون دولار. ويعتبر فريق ترامب منصة يوتيوب نقطة ضعف في حملة بايدن، الذي تقول الاستطلاعات إنه يتفوق على منافسه الجمهوري قبيل الانتخابات، ويسعى للاستفادة من هذه الميزة أمام الديمقراطيين. ولفتت إلى أن معظم الحملات الانتخابية تقتصر أنشطتها في الموقع على نشر إعلانات تلفزيونية عليه، إلا أن قناة ترامب في يوتيوب تمثل شبكة واسعة للأخبار والمواد الترويجية والعروض التي تبث عبر الإنترنت.

مشاركة :