كبار أوروبا يعوّلون على جيل الشباب لخوض غمار التصفيات | | صحيفة العرب

  • 10/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الظروف الضاغطة التي يفرضها تفشي فايروس كورونا على العالم، تمكنت العديد من المنتخبات الأوروبية من خوض مواجهات ودية تأهبا لدخول غمار التصفيات المؤهلة إلى أمم أوروبا 2021. وأفرزت أغلب اللقاءات عن نتائج ومستويات متباينة، لكن القاعدة الأساسية تختصر في تعويل أغلبها على عناصر شابة والتخلي عن “الحرس القديم”. باريس – تشكل الاختبارات الودية عاملا مهمّا قبل دخول أي معترك كروي تنوي الأندية أو المنتخبات الوطنية خوضه، إضافة إلى كونه يمثل درسا تكتيكيا بالنسبة إلى العديد من المدربين للوقوف على مدى حضور لاعبيهم والنقائص التي يمكن معالجتها بأمل تجاوزها. ورغم فترة التوقف الطويل بسبب أزمة كورونا، التي لم تفسح المجال للمنتخبات بالتجمع أو خوض معسكرات إعدادية نظرا للضغط الذي فرضه جدول الدوريات الأوروبية، إلا أن ذلك لم يمنع خوض أغلبها لجولة إعدادية للوقوف على حقيقة جاهزيتها. وخاضت العديد من المنتخبات الأوروبية جولة إعدادية ودية للوقوف على استعدادها تمهيدا لدخول التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2021. ويبدو منطقيا بالنسبة إلى مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين لم يجتمعوا دوريا، نظرا للظروف الضاغطة للموسم الكروي الماضي وانطلاق الموسم الجديد دون توقف، أو التزامهم مع أنديتهم في العديد من المسابقات سواء محليا أو أوروبيا، أن يكونوا قد تعرضوا إلى إجهاد كبير. لكن على العكس تماما مما كان منتظرا، فقد رسم المنتخبان الإيطالي بقيادة روبارتو مانشيني والفرنسي بقيادة ديديه ديشامب طريقهما بثبات وأكدا أنهما بات جاهزين لخوض التصفيات الأوروبية وهما في أتم استعداد ممكن، رغم أن ذلك لا ينفي حقيقة التغييرات التي طرأت على العديد من المنتخبات الأوروبية الأخرى. واستعرض المنتخب الإيطالي قدراته الكبيرة أمام ضيفه منتخب مولدافيا وفاز عليه (0-6) وبالمثل فعل المنتخب الفرنسي بطل العالم 2018 الذي أكرم ضيفه الأوكراني بنتيجة (1-7). وانتهت القمة الدولية الودية بين البرتغال وإسبانيا بالتعادل السلبي، فيما سقط دي بور في اختباره الأول على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده هولندا بالخسارة أمام المكسيك، فيما تعثرت ألمانيا أمام تركيا 3-3. وتغيرت الخارطة الفنية لمنتخب إيطاليا والعناصر الممثلة له منذ قدوم مانشيني الذي أوكلت إليه مهمة بناء منتخب شاب منذ توليه المقاليد الفنية للآتزوري. وربما لا يحظى المنتخب الإيطالي بهجوم مميت، لكن الفريق بقيادة مانشيني بات يقدم كرة قدم سريعة وممتعة لا تشبه إلى حد كبير أسلوب الدفاع والاعتماد على المرتدات السريعة التي ميزت لعقود أداء المنتخب الأزرق. وأكرمت إيطاليا وفادة مولدافيا بسداسية نظيفة تناوب على تسجيلها براين كريستانتي، فرانشسكو كابوتو، ستيفان الشعراوي، فيسيسلاف بوسماك ودومينيكو بيراردي. وأشرك مانشيني تشكيلة شابة خلت نسبيا من عناصر الخبرة وخلت من لاعبي نابولي بعد إعلانه عن اكتشاف حالتين إيجابيتين لفايروس كورونا المستجد. وتتصدر إيطاليا مجموعتها الأولى في النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية بعد تعادلها في الجولة الأولى أمام البوسنة وتفوقها في الثانية بهدف نظيف على هولندا، وتحل الأحد ضيفة على بولندا قبل أن تستضيف المنتخب البرتقالي في برغامو الأربعاء المقبل. وقال مانشيني في تصريحات سابقة بعد فوزه على هولندا في التصفيات “أشعر بالسعادة للعقلية التي لعبنا بها وبأدائنا. جميع اللاعبين قدموا مباراة رائعة واستثنائية”. وأوضح “لا يمكن الفوز في 11 مباراة متتالية إلا إذا كانت لديك عقلية رائعة ونظام جيد. حتى وإن لم تكن الفرق التي تغلبنا عليها سابقا بنفس مستوى المنتخب الهولندي، فإن الفوز بهذا العدد من المباريات على التوالي يعني أنك تمتلك الإمكانيات”. ولم تكن فرنسا رحيمة بضيفتها أوكرانيا عندما تغلبت عليها 7-1 بينها ثنائية لمهاجمها أوليفييه جيرو في مباراته المئة بقميص “الديوك”. واستعدت فرنسا جيدا للقمة المرتقبة ضد ضيفتها البرتغال الأحد المقبل في الجولة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية في إعادة للمباراة النهائية لكأس أوروبا 2016 والتي حسمها رفاق البرتغالي كريستيانو رونالدو في صالحهم وتوجوا باللقب. وحقق غريزمان مهاجم برشلونة الإسباني إنجازا تاريخيا في مسيرته الدولية. وتجاوز مهاجم البارسا بذلك حصيلة مواطنه زين الدين زيدان المدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الإسباني. وبات غريزمان أيضا ضمن قائمة الخمسة الأوائل في لائحة هدافي منتخب فرنسا عبر التاريخ. وفي مباراة أخرى على ملعب “جوزيه ألفالاده” في لشبونة خاضت البرتغال وإسبانيا المباراة الأولى بعد أكثر من عامين على تعادلهما المثير 3-3 في الدور الأول لنهائيات كأس العالم في كرة القدم في روسيا. ودفع مدربا المنتخبين فرناندو سانتوس ولويس إنريكي بتشكيلة شابة خصوصا إسبانيا التي لعبت ببدلائها في الشوط الأول باستثناء سيرجيو بوسكتس، فيما اعتمد البرتغالي على نجمه وهدافه التاريخي كريستيانو رونالدو الذي فشل في هز الشباك لتتوقف غلته التهديفية عند 101 هدفا بفارق ثمانية أهداف عن حامل الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية الإيراني علي دائي، كما فشل في تحقيق فوزه المئة بألوان منتخب بلاده. وقال مدرب البرتغال فرناندو سانتوس عقب التعادل سلبيا أمام إسبانيا الأربعاء إنهم منحوا مساحات كبيرة للإسبان، وهو ما منح الضيوف التفوق. وقال سانتوس “إسبانيا تمتلك هوية مشابهة لهويتنا، من امتلاك الكرة، وإجبار المنافس على الركض.. عندما تترك الفرصة لمنافس بهذه القيمة، فستركض خلفه في الملعب”. واعتبر المدرب المخضرم أنه رغم البداية السيئة من جانب لاعبيه للقاء، إلا أن الأمور عادت لـ”التوازن” قبل الدخول للاستراحة. ومن جانبه وجّه إنريكي الدعوة إلى تشكيلة شابة ولم يركز مدرب لاروخا فقط على لاعبي برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد مثلما كان الحال مع المدربين السابقين. ومنح إنريكي المشاركة الدولية الأولى لأداما تراوري، جناح وولفرهامبتون الإنجليزي، وقدم اللاعب البالغ من العمر 24 عاما عرضا طيبا. وكان قد تم استدعاء تراوري من قبل لمواجهتي ألمانيا وأوكرانيا ولكنه لم يتمكن من اللعب بسبب إصابته بفايروس كورونا. وقال إنريكي “كان أداما في أبهى صوره، وهذا ما نريد أن يصبح عليه، في ظل قدرته على التغلب على المنافسين”. وأضاف “أهدى دانيال أولمو فرصة تسجيل هدف ولكنه لم يسجل في النهاية. لا يمكنك إيقافه بلاعب واحد، تحتاج إلى اثنين لإيقافه”. ويرجح أن يحصل تراوري على المزيد من الوقت للعب أمام سويسرا السبت بعد الأداء الذي قدمه. لكن إحدى السلبيات من وجهة نظر المنتخب الإسباني تتمثل في انتهاء سلسلة تسجيل الأهداف التي استمرت على مدار 2 مباراة متتالية، والتي يرجع تاريخها إلى يونيو2016. وكتبت صحيفة “ماركا” الإسبانية “تفتقر إسبانيا إلى وجود كريستيانو رونالدو”، في إشارة إلى أن المنتخب الإسباني بحاجة إلى مهاجم بنفس مهارة النجم البرتغالي. ولكن إنريكي كان لديه شعورا مختلفا. وقال لويس إنريكي في ختام تقييمه لمردود فريقه “لا يمكن أن يعود الناس إلى منازلهم اليوم وهم في حالة حزن لأنهم لم يشاهدوا أهدافا، كان الأمر ممتعا. خلقنا فرصا، من يسجل الأهداف لا يهمني كثيرا”.

مشاركة :