تبرعت الكويت بمبلغ 2.3 مليون دولار لترميم ممر مصارعي «الغلادييتور» في روما، وقد تساءلت كثيراً عن سبب مشاركة الحكومة في ترميم صرح من هذا النوع؟ وجاءني الجواب في الحلم حيث إنني كنت نائماً، ومكشوفا عني الغطاء، والذي لخص السبب بإفساح المجال لبعض أعضاء مجلس الأمة كي يتقاتلوا هناك على الطريقة القديمة. ومنذ أن عبر العرب إلى الأندلس، وحتى خرج المنتخب من تصفيات كأس العالم لم يحدث أن تكررت حالات الشجار بين أعضاء برلمان كما تكررت عندنا. وإذا لم تصدقني عزيزي القارئ الهمام يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام، فإن المثل العربي يقول (فاقد الشيء يبحث عنه في غوغل)، فقط أكتب كلمة «شجار» في مجلس الأمة وسوف ترى بعينيك ما لم تسمعه بأذنيك. وحسب التحليل النفسي الذي قدمه لي صديق لا أثق في رأيه، حيث ادعى أن كثرة «الهوشات» سببها أن وجه الشبه بين التشكيل البرلماني، وبين تشكيل المنتخب أنهما دائما التغير، فلا نحن نحفظ أسماء الأعضاء، ولا نحن نعرف لاعبي المنتخب، وهذا شيء يؤدي،والله أعلم وأحكم وأعز وأكرم، إلى توتر دائم، ما يجعل الضرب بين أعضاء المجلس أكثر من الضرب في المسلسلات الخليجية. والغريب في «هوشات» المجلس أن لها جماهيريه عريقة حيث إننا نتابع تفاصيل «هوشة» محلية أكثر من متابعة تفاصيل حرب دولية، فأغلب أصدقائي لا يعرفون شيئاً عن «عاصفة الحزم»، بينما يعرفون تفاصيل ما حدث بين العضو الفلاني والعضو العلاني. يقول الشاعر «خذ الحكمة من أفواه الصعاليك»، لذا أنا سأقدم اقتراحاً يوفر على الحكومة ملايين الدنانير التي تنفق في الأعراس الديموقراطية، حيث تتم صناعة الصناديق الانتخابية واللجان والمقرات واللوحات وأطنان الأوراق وهو أننا بدلا من كل ذلك لماذا لا نستعين باختصاصيين في فنون الانتخابات ونطلب منهم أن يفصلوا لنا عضواً يناسب مطالب الشعب، يكون متعدد المذاهب والأعراق، فهو سني شيعي وبدوي وحضري حسب الظروف، وهو إسلامي ليبرالي يساري يميني حسب الطقس، ونزرع مع كل عضو «ضميراً» متصلاً بالشعب، ونمنع عنه حالة «النصب»، ونزوده بخاصية «الجر» لكل فاسد، ونمكنه من أن يلعب دور «الفاعل»، ومن أن يضع على المنصة كل لص ليكون «مفعولاً به» أمام الملأ. **** قصة قصيرة: في إحدى الليالي الهادئة، ذات الحرارة المرتفعة كأسعار العقار، جلس رب الأسرة يقلب قنوات التلفاز أملاً أن يجد مسرحية مضحكة تنسيه تعب النهار وهم الليل. عرض التلفاز قائمة البرامج الفكاهية، مسرحية «انتخبوا أم علي»، مسرحية «حاميها حراميها»، إعادة للبث الحي لـ«هوشات» مجلس الأمة. كاتب كويتي moh1alatwan@
مشاركة :