متابعة - صفاء العبد: تبقى الأنظار شاخصة بقوة صوب ما حدث ويحدث في البيت الرياني من تحولات مهمة حيث يترقب الجميع ما يمكن أن يكون عليه "الرهيب" في الموسم الجديد عقب عودته مجددا إلى دوري الكبار بعد موسم واحد أمضاه في الدرجة الثانية في ثاني حالة هبوط له في تاريخه العريق.. ومع أن من المبكر جدا الحكم على الواقع الجديد الذي يمكن أن يكون عليه الفريق إلا أن المؤشرات تتحدث بوضوح عن واقع جديد وعن صورة ربما تكون مختلفة كثيرا عن تلك التي كان عليها الفريق يوم وجد نفسه مشدودا إلى الخلف ليتقهقر بطريقة غير مألوفة كانت قد دفعت به نحو الهبوط المرير ذاك.. ورغم أن الصورة تلك كانت قد تركت انطباعات مريرة حقا لدى جمهور الفريق وعشاقه إلا أن هناك من كان ينظر إلى ما حدث من زاوية "رُب ضارة نافعة" انطلاقا من القناعة بأن الفريق كان بحاجة ماسة إلى هزة عنيفة يمكن أن تجدد حيويته وتدفعه نحو تغيير المسار بالطريقة التي تتفق مع ما يُفترض أن يكون عليه باعتباره قطبا مهما وكبيرا بل وركيزة أساسية من الركائز التي تعتمد عليها الكرة العنابية على وجه العموم.. فبغض النظر عن كل ما قيل بشأن ما كان قد حصل للفريق في الموسم قبل الماضي إلا أن الذي لا اختلاف فيه هو أن الريان يبقى من بين الفرق التي يشار لها بالبنان حيث إن وجوده في دوري النجوم هو أمر يصب في مصلحة البطولة بالتأكيد كونه يمنحها زخما مهما جدا على صعيد قوة المنافسة وشراستها باعتباره من بين الأقطاب المهمة التي اعتدنا أن نراها وسط دوامة منافساتها وتحديدا من خلال التواجد في مراكز متقدمة فيها.. وعندما نقول هنا "رُب ضارة نافعة" فذلك لأن ما حدث في موسم الهبوط ذاك كان قد مهد في النتيجة لهذا التحول المهم الذي صرنا نلمسه حاليا بوضوح حيث إن إدارة النادي تحرص على بذل كل الجهود من أجل إيجاد الأرضية الصلبة التي يمكن أن يقف عليها الفريق لينطلق منها بكل قوة في رحلة العودة هذه خلال الموسم الجديد.. ومن هنا جاء هذا الإصرار على التعاقد مع مدرب كبير سبق وأن حقق في قطر تحديدا العديد من النجاحات يوم قاد السد للفوز بلقب آسيا والحصول على المركز الثالث في كأس العالم للأندية خلف برشلونة الإسباني وسانتوس البرازيلي، إلى جانب ما حققه من نجاحات طيبة أيضا لا يمكن نكرانها من خلال قيادته للعنابي في بعض مراحل التصفيات القارية السابقة لكأس العالم.. والمدرب هذا هو فوساتي بالتأكيد حيث نرى فيه صفقة في غاية الأهمية يمكن أن تتكلل بالكثير من النجاح من خلال العمل مع فريق مثل الريان الذي يمتلك الكثير من مقومات التألق، مع الإشارة هنا إلى التشابه الكبير بين فوساتي كمدرب والريان كفريق حيث يجمع بينهما قاسم مشترك يتمثل بهذا الطموح الكبير الذي يمثل شعارا يتمسك به الطرفان بكل قوة.. ومن هذا المنطلق تحديدا وجدنا فوساتي وهو يبدأ مهمته الجديدة منذ الساعة الأولى التي وصل بها إلى الدوحة حرصا منه على استثمار كل دقيقة من أجل أن يجعل فريقه الجديد قادرا على الوقوف على قدميه مرة أخرى وبالتالي تحقيق ما يتطلع إليه من نهضة تعيد للفريق هيبته ورهبته وتؤكد مكانته المتميزة بين الفرق الأخرى بحيث وجدناه وهو ينشط ليس في ساحات التدريب فقط بل وأيضا من خلال المتابعة الميدانية التي وصلت به حتى إلى منافسات كرة الصالات بحثا عن أسماء يمكن أن تخدم الفريق فعلا.. وعندما يكون المدرب بمثل هذا الحماس وسط كل هذا الاهتمام الذي يلاقيه أيضا من إدارة النادي فإن من الطبيعي أن نتوقع للفريق الكثير من النجاح خلال الموسم الجديد خصوصا أن كل ذلك كان قد تزامن أيضا مع خطوات مهمة من شأنها أن تعزز إمكانات الفريق وتوفر له فرصة تصعيد قدراته عبر حملة تجديد صفوفه ودعمه بما يحتاجه من لاعبين سواء على صعيد المحترفين الأجانب أو اللاعبين المحليين.. وليس من شك طبعا في أن استقطاب لاعب مثل سيرجيو غارسيا، مهاجم وقائد إسبانيول الإسباني، من شأنه أن يشكل إضافة في غاية الأهمية للفريق لما يتمتع به هذا اللاعب من خبرة كبيرة يمكن أن يوظفها لخدمة الريان خلال هذا الموسم خصوصا أنه سيكون إلى جانب لاعب لا يقل أهمية وخطورة وهو المهاجم الدولي سبستيان سوريا الذي نجحت إدارة الفريق في استقطابه، إضافة طبعا إلى وجود تاباتا الذي يُعد من خيرة المهاجمين المتواجدين في قطر، مع الإشارة إلى أن تاباتا يمكن أن يتحول إلى لاعب مواطن خلال يناير المقبل الأمر الذي يمنح الفريق إمكانية اعتماد محترف آخر يضاف إلى صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية.. ومثلما كان اختيار غارسيا صائبا وكذلك الكوري الجنوبي الدولي جين كوه مثلما يمكن أن يكون كذلك أيضا من محترف رابع ما زال الفريق يبحث عنه بترو وبدقة وبإشراف مباشر من فوساتي نفسه حيث سيكون على الأرجح مدافع أو لاعب وسط يمكن أن يعوض الفريق عن غياب لاعبه العائد عبدالله عفيفه الذي غيبته الإصابة بالرباط الصليبي عقب عودته بانتهاء إعارته للسيلية. وإلى جانب ذلك فإن الفريق بدا وكأنه قد مر بفترة "غربلة" حقيقية أجراها فوساتي بحنكة كبيرة حيث كان واضحا أنه حرص على خوض معسكره الحالي في هولندا بالنخبة التي ستمثل الفريق فعلا في الموسم الجديد وهو ما يعني أنه يمكن أن يستثمر هذا المعسكر بالشكل الأمثل وبالصورة التي تجعل منه محطة إعداد نموذجي تمنح الفريق القدرة على الانطلاق بكل قوة هذا الموسم، وذلك ما يرفع من درجات الترقب بانتظار أن نشاهد الريان بثوبه الجديد وهو يطرق أبواب المنافسات بالمستوى الذي يتفق مع مكانته وتاريخه ويرتقي إلى طموحات جمهوره الكبير..
مشاركة :