أعلن مسؤول كبير في طالبان الأفغانية استقالته، أمس الثلاثاء ، وسط صراع متصاعد على قيادة الحركة المتشددة بعد أن أذيع نبأ وفاة زعيمها الملا عمر الأسبوع الماضي. وأعلن مسؤول طالبان سيد محمد طيب أغا استقالته من منصب مدير المكتب السياسي الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقراً له ، والذي أنشئ في الأصل لتمكين طالبان من الانخراط في أي عملية سلام. وقال أغا إنه اعتبر قرار إخفاء وفاة عمر الذي ينسب بشكل عام إلى منصور خطأ تاريخياً من جانب الأفراد المعنيين. وقال في بيان والآن وبما أن الزعيم عين خارج البلاد ومن جانب أناس يعيشون خارج البلاد ، فهذا يعد أيضا خطأ تاريخياً كبيراً. وأضاف أغا في بيانه أن الزعيم يجب أن يعين في حضور المجاهدين الشجعان في معاقلهم داخل البلاد. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ، إنه لا يستطيع تأكيد صحة البيان المنسوب لأغا. وقال عضو آخر في طالبان من المقربين لأغا العلاقات بين الملا منصور وطيب أغا لم تكن ودودة قط حتى عندما كان الملا عمر على قيد الحياة. وأضاف أن قرار منصور إرسال وفد لأول محادثات سلام رسمية بين طالبان وممثلين عن الحكومة الأفغانية الشهر الماضي في باكستان تخطى أغا الذي يشغل منصب رئيس فريق التفاوض في قطر. وأوضح مصدر في الحركة أن مقربين من طيب آغا ما زالوا يحاولون إقناعه بالعودة عن قراره الذي يعزز الانقسامات في صفوف طالبان. ويواجه الزعيم الجديد لطالبان الملا محمد أختر منصور، الذي يعد مقرباً من أجهزة المخابرات القوية في باكستان، تحدياً للحفاظ على وحدة الحركة في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء متشددون بإنهاء المحادثات والمضي في القتال الذي حقق نجاحات كبيرة في الأشهر القليلة الماضية. وتشير بعض التقارير إلى أن اشتباكات وقعت بين جماعات متناحرة في طالبان لكن متحدثا باسم الحركة المتشددة نفى ذلك. وقال عبد الرؤوف أحمدي ، وهو متحدث باسم الشرطة في إقليم هرات بغربي أفغانستان ، إن ثمانية مقاتلين بينهم قيادي قتلوا يوم الأحد في معركة على القيادة بين جماعتين في قرية بمنطقة شينداند. ونفى متحدث باسم طالبان التقرير ووصفه بأنه دعاية يقوم بها العدو ولا أساس له من الصحة. من جانبها، حظرت السلطات الأفغانية التجمعات المرتبطة بالحداد على وفاة زعيم حركة طالبان السابق الملا عمر ، محذرة من أن أي مراسم من هذا النوع ستعد هدفاً شرعياً للقوات الأفغانية. وجاء إعلان السلطات الأفغانية بعد ساعات على استهداف القوات الأفغانية لجنازة رمزية للملا عمر في ولاية غزني شرقي البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى بين المتمردين. وقال المتحدث باسم مديرية الأمن الوطني حسيب صديقي إن الملا عمر كان المسبب الأكبر للحرب والتخلف في تاريخ أفغانستان الحديث، وكان مسؤولاً عن قتل آلاف الأفغان. وأضاف لذلك أي مراسم تأبين أو حداد عليه تعد إهانة لآلاف الشهداء في هذه الأمة. وتابع صديقي أن الحكومة الأفغانية أمرت كافة قوات الأمن والدفاع باعتبار أي تجمعات لدعمه هدفاً عسكرياً شرعياً. (وكالات)
مشاركة :