الناس تكره غريب الأطوار، لأنه غير معروف، والأطوار إن لم تخرجك عن حق أو تدخلك في باطل، ليست مكروهة، ولكن بالمقابل هناك عادات مذلة للناس، وقد تكون مذمومة، مثل الدخان، أو مباحة، كالنوم مبكراً، أو القيام متأخراً، وكلها عادات يمكن الابتعاد عنها في أوقات الحزم، لأن أسير العادات، يسهل للناس أن يتحكموا به. الزلازل، وثورة البراكين، من أكثر الظواهر الكونية رعباً، وقد يكون هذا هو سبب، أو أحد أسباب الحكمة، في إخفاء ليلة القدر، وإخفاء يوم القيامة، وإخفاء ساعة الموت، ليكون الناس في ترقب دائم، لذلك يقول الأديب والكاتب الفرنسي، جان دي لا برويير: الحياة ساحة للنزال مثل لعبة الشطرنج، كل خصم له عدد من الحجارة يلعب بها، وفق خطة معروفةً، لذلك ربما من الحكمة أن تلعب بمخاطرة غير محسوبة يوماً ما، لأنها ستكون الأقوى. عند الحديث عن الشطرنج، لا يمكن إغفال أكبر تنافس دولي على البطولة، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في القرن الماضي، وعندما اشتد النزاع بين البطلين، الأمريكي بوبي فيشر، والروسي بويس سباسكي، كان سباسكي أكثر احترافية، فهزم فيشر عدة مرات، بسبب إتقانه خطة اللعب المعتادة من فيشر، وفي عام 1972 أنتهج فيشر أسلوباً مخالفاً لكل التوقعات، ولم يلتزم بخطة معينة، بل أصبح يلعب بخطط متغيرة، لا تخلو من المخاطرة، ويترك الخصم في حيرة، فبدأ مستوى سباسكي في التراجع، والانهزام، أمام فيشر 14 مرة، حتى اعتزل اللعب. ويقال، إن الحيوانات البرية لديها سلوكيات محددة، يعرفها الصيادون سلفاً، لذلك يسهل صيدها. ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون السابع عشر، عندما تقع أسير العادة، تصبح مكشوفاً للأعداء وصيداً للخصوم، اقلب الطاولة ضدهم، وعش غريب الأطوار لا تحكمك عادة، ولا تأسرك رغبة.
مشاركة :