مر على الصومال ما يقارب عقدين من الزمن وهي تعيش الفوضى وكل ما تعنيه الدولة الفاشلة. وبرغم كل المحاولات الدولية والإقليمية إلا أن تجار الحروب في ذلك البلد لازالوا هم المسيطرين على الساحة ولا أحد يعلم متى يتعبون من الاقتتال ويشبعون من النهب والاستبداد. اليمن على الضفة الشرقية من البحر الأحمر دخلت في نفس المسار من بداية العقد الثاني من القرن الحالي بعد ثلاثة عقود من سيطرة العقيد على عبدالله صالح وبعد خروجه من قصر الحكم وتسليم السلطة لنائبه تحت رعاية خليجية قبض الثمن واعتكف في محراب تفكيك اليمن مستعينا بالمال الذي نهبه والمقومات القبلية المتخلفة التي تعيش خارج العصر. انشقت الزيدية على نفسها وبرز الحوثي المدرب والمجهز من ايران لينقض على الحكومة الشرعية ويزحف على العاصمة صنعاء ويعلن الانقلاب على الشرعية غير آبه بما ينتج عن ذلك من قتل ودمار ومعاناة للشعب اليمني. والعقيد علي صالح يتفرج ويصدر التعليمات للفئات الموالية له من الجيش اليمني لتوجيه السلاح الى صدور المواطنين ولإفساد علاقتهم مع دول الجوار التي استجابت لنداء الحكومة الشرعية بعاصفة الحزم من أجل إنقاذ اليمن من الانهيار والانزلاق في اتون حرب أهلية وقودها الفقر والجهل والتعصب القبلي والأطماع الخارجية من قبل إيران التي تعمل على تفكيك وحدة الأمة أينما وجدت. المملكة تعاني من المناوشات اليومية على الحدود مع اليمن ليس لأنها غير قادرة على سحق أي عدو بارز ولكن تجنبا لإلحاق اضرار بالمواطنين المرتهنين في قبضة الحوثي وجيش علي عبد الله صالح. عدن منذ ان اتحدت مع الشمال وهي تعاني من جبروت حكم العقيد وأعوانه وقد ترى ان في النزاع الحالي فرصة للفكاك من ذلك العقد الذي لم يجلب لها إلا الدمار والتراجع الى الوراء في كل مسارات التنمية . قوات التحالف تخوض معركة حذرة حفاظاً على سلامة المواطنين العزل ولكن التقلبات المجتمعية في داخل اليمن لا تساعد على الحسم السريع وعودة البلاد للشرعية والتركيز على العناية بشؤون المواطنين والتركيز على التنمية لانتشال البلاد من فخ الفقر والتخلف. تحرير عدن من قبضة الحوثي سيوفر فرصة لعودة الحكومة الشرعية على التراب اليمني مع كل الدعم الذي تحتاجه لإدارة شؤون البلد وإعادة البناء وعلى الشعب اليمني بكل أطيافه ان يدرك بان البديل لعودة الشرعية هو «صوملة «بلدهم مثلما حصل لشعب الصومال الذي مر على تفككه والفوضى التي يعيشها ما يقارب من العقدين من الزمن . Salfarha2@gmail.com
مشاركة :