بدأت حملة تطهير اليمن من الفوضى والانفلات الأمني الذي طال كل شئ في ذلك البلد المنكوب حيث لم يعد هناك مجال للصبر والتهاون في درجة المخاطر التي تشير كل التقديرات بأنها تشكل خطراً على دول مجلس التعاون الخليجي ولا بد من التصدي لها بحزم وقوة. الجهل والمصالح الذاتية جعلت المجتمع اليمني فريسة سهلة للنظام السابق وأعوانه وفتحت المجال للتدخل الإيراني بالمال والسلاح طمعاً في تحقيق استراتيجيتها التوسعية من خلال تغذية النزعة الطائفية في عدد من الدول العربية وطمعاً منها بأن الدول المجاورة ستسكت على تمكنها في اليمن مثلما حصل في العراق وسوريا ولبنان. اتحاد كلمة قادة مجلس التعاون حول التدخل لحماية اليمن من الانهيار يعد الأول من نوعه في سياسة المنطقة. كما أن الحشد والتأييد من عدد من دول الجامعة العربية والولايات المتحدة الأمريكية يضفي على التدخل شرعية دولية لأن الهدف من ورائه حماية أمن اليمن والحفاظ على وحدته وتوفير قدر من الاستقرار الأمني والسياسي. كما ان في هذه التجربة التي فرضت على دول المجلس اختباراً ودرساً لأبناء الجزيرة العربية ولكل من له اطماع في المنطقة. والدرس يأتي من خلال الثبات على خط واحد والتعاون ككتلة صامدة تثبت للأعداء بان أمن الجزيرة العربية خط أحمر وأن كل من يريد النيل منه سيواجه بحزم وارادة قوية للمحافظة على المكتسبات التاريخية وحماية المقدسات من شرور الأعداء والطامعين. والشعب اليمني يحتاج لوقفة عقلانية للتمعن في مصيره وفي الأساليب التي اتبعها علي صالح خلال الثلاثين عاماً الماضية التي أوصلت الوضع الى ما هو عليه حتى بعد خروجه من السلطة بحصانات كاملة عاد ليلعب في السياسة الداخلية ويخرب مشروع الاصلاح الذي تم الاتفاق عليه برعاية مجلس التعاون الخليجي. والترتيبات القادمة بعد حسم النزاع المسلح يجب أن تضع آليات لحماية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب بقوات مشتركة من دول مجلس التعاون تشارك فيها مصر والسودان وهذا بدون شك سيلقى ترحيباً من المجتمع الدولي لأن كل دول العالم لها مصالح مشتركة مع دول المنطقة في ممرالملاحة الدولية الحيوي. كما ينبغي أن تتقدم الدول العربية لمجلس الامن بقرار يدين التوسعات الإيرانية التي تجر المنطقة لحروب ودمار يخل بالأمن والسلم العالميين ويعيق تدفق الطاقة من المنطقة الى دول الشمال وما يترتب على ذلك اقتصادياً وسياسياً وهجرات بشرية تتسبب في مآسٍ إنسانية. وكما اتضح من خلال خطاب حزب الله على لسان قائده بأن كل المنظمات الارهابية لها مرجعية واحدة -ايران- وإن تعددت المسميات وعلى الدول العربية والعالم الاسلامي التصدي لها ودعم -عاصفة الحزم- التي تقودها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون في الوقت الراهن . Salfarha2@gmail.com
مشاركة :